logo
اقتصاد

تحديات غير مسبوقة.. شجرة الميلاد في مواجهة الأعاصير والتضخم

تحديات غير مسبوقة.. شجرة الميلاد في مواجهة الأعاصير والتضخم
زبائن يختارون شجرة عيد الميلاد في مزرعة (DD Forestry Christmas Tree) في هاتشمير، بريطانيا، 29 نوفمبر 2024.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:29 نوفمبر 2024, 04:35 م

يواجه مزارعو شجرة عيد الميلاد في جميع أنحاء العالم هذا الموسم مجموعة من التحديات الكبيرة، حيث تضع الظروف الجوية القاسية ونقص العمالة والتضخم والمنافسة من الأشجار الاصطناعية ضغطاً غير مسبوق على الصناعة.

وفي مناطق الإنتاج الرئيسية مثل أجزاء من أميركا الشمالية وأوروبا، أدى مزيج من هذه العوامل، بالإضافة إلى اضطرابات سلاسل التوريد، إلى تفاقم الأوضاع بشكل كبير، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال».

كان إعصار هيلين، الذي أثر مؤخراً على ولاية كارولينا الشمالية، أحد أكبر مناطق زراعة الأشجار في العالم، مثالاً واضحاً على هذه التحديات. فقد دمرت الفيضانات التي تسببت فيها العاصفة آلاف الأشجار وألحقت أضراراً بالبنية التحتية، مما دفع العديد من المزارعين إلى العمل بجد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وأفاد التقرير أن الفيضانات التي تسببت فيها العاصفة كان أثرها محسوساً بعيداً عن المنطقة المتضررة، مع توقعات بتأثيرات تستمر لعدة سنوات على إمدادات الأشجار.

وقال لي ويكر، نائب مدير جمعية مزارعي كارولينا الشمالية: «لقد كان هذا أصعب عام على الإطلاق بالنسبة للكثير من المزارعين. إن الأضرار الناتجة عن هيلين تضاعفت بسبب الضغوط الطويلة مثل التضخم ونقص العمالة».

وأوضح التقرير أن شجرة الفريزر، التي تُعد من أكثر الأنواع طلباً بفضل رائحتها وقدرتها على الاحتفاظ بالإبر، تأثرت بشكل خاص. نتيجة لذلك، لن تكون هذه الأشجار، التي تحتاج عادة إلى 10 سنوات لتنضج، متوفرة بكميات كبيرة لعدة مواسم؛ بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالأشجار الناضجة والشتلات على حد سواء.

إضافة إلى ذلك، يعاني العديد من المزارعين في المناطق الرئيسية من زيادة في تكاليف العمالة والنقص فيها. وأصبحت صعوبة تعيين العمال الموسميين، خاصة في ظل التغيرات في سياسات الهجرة، مصدر قلق كبير. ففي بعض المناطق، يعتمد المزارعون على العمال المهاجرين، لكن القوة العاملة غالباً ما تكون غير كافية، خصوصاً خلال فترات الحصاد المكثفة. ويزيد من تعقيد هذا الأمر ارتفاع الأجور وتكاليف استئجار العاملين وسكنهم، مما يضغط على الاستدامة المالية لمزارع الأشجار.

إلى جانب هذه الصعوبات الداخلية، أشار التقرير إلى أن الصناعة تواجه أيضاً منافسة متزايدة من الأشجار الاصطناعية، خاصة تلك المصنعة في الصين. فقد أصبحت الأشجار الاصطناعية أكثر شبهاً بالحقيقة وأسهل في التجميع، مما جعلها تحظى بشعبية متزايدة كبديل للأشجار الحية. وغالباً ما تكون هذه الأشجار معطرة بروائح تحاكي رائحة الشجر الطازج، مما يسهم في تقليص حصة السوق للأشجار الحية، خاصة بين بعض المجموعات الديموغرافية التي قد تفضل الراحة التي توفرها الأشجار الاصطناعية.

كما تواصل العوامل البيئية مثل تغير المناخ تعقيد عملية زراعة الأشجار. فقد أثرت التغيرات في أنماط الهطول، وزيادة فترات الجفاف، والأحداث الجوية غير المتوقعة على غلة المحاصيل، خاصة في المناطق التي تُزرع فيها الأشجار في ارتفاعات أعلى حيث كانت الظروف أكثر استقراراً. وقد أدى ذلك إلى انخفاض في الإنتاج الإجمالي، حيث انخفض حصاد الأشجار بنسبة 30% على مستوى العالم منذ عام 2002، على الرغم من الزيادة في عدد السكان العالمي.

وعلى الرغم من هذه التحديات، أكد التقرير أن العديد من المزارعين ما زالوا ملتزمين بزراعة الأشجار الحية على المدى الطويل. وقد تم اختيار شجرة فريزر، التي أصبحت رمزاً لتقاليد العطلات، لتكون محور الاحتفالات الكبرى بعيد الميلاد في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك البيت الأبيض في الولايات المتحدة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC