وخلال تعاملات أمس الاثنين واليوم الثلاثاء، يبدو وكأن أسعار النفط تسعى لتعويض بعض من خسائرها خلال الأسبوع الماضي، وعزز من صعود الأسعار قرار أرامكو السعودية برفع أسعار بيع الخام، وهو ما قدم إشارات للسوق بشأن تعافي الطلب من جانب أكبر شركة منتجة للنفط في العالم.
وخلال تعاملات أمس قفز خام برنت ثم تراجع بسبب توقعات التوصل إلى وقف إطلاق النار، إذ وصل إلى مستوى مرتفعا عند 83.83 دولار للبرميل ومستوى متدنيا عند 82.77 دولار للبرميل، في إشارة إلى تذبذب الأسعار وفقا لتدفق أنباء المفاوضات.
فتحت أسعار النفط هذا الصباح على ارتفاع مع وجود بعض العراقيل في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماسييب جون رونغ
وخلال التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بحوالي 30 سنتا في البرميل، ليرتفع سعر العقد تسليم يوليو إلى مستويات قرب الـ 48 دولارا للبرميل.
وفي الوقت ذاته ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي بحوالي 25 سنتا في البرميل وصولا إلى مستويات قرب 79 دولار للبرميل للعقد الآجل تسليم يونيو.
وعند نهاية تعاملات أمس الإثنين زادت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يوليو بنسبة 0.44%، لتصل إلى مستويات 83.33 دولار للبرميل.
وفي غضون ذلك ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يونيو بحوالي 0.5% وصولا إلى مستويات قرب الـ 79 دولارا للبرميل.
تلقى النفط دعما خلال تداولات أمس الاثنين من تحرك السعودية لرفع سعر البيع الرسمي لخامها المبيع إلى آسيا وشمال غرب أوروبا والبحر المتوسط في يونيو، مما يعكس توقعات بزيادة الطلب هذا الصيف.
وباتت أسعار النفط حساسة لتطورات الموقف في الشرق الأوسط بعدما قال مسؤول إسرائيلي: "إن مقترح وقف إطلاق النار من مصر الذي وافقت حماس عليه به بعض الجوانب بعيدة المنال وغير مقبولة"، إذ تطالب حماس بإنهاء الحرب في القطاع مقابل إطلاق سراح رهائن، فيما بدا أن إسرائيل تتأهب لشن هجوم تهدد به منذ فترة طويلة على جنوب القطاع.
وفي الأسبوع الماضي، شهدت العقود الآجلة لكلا الخامين أكبر خسارة أسبوعية في ثلاثة أشهر، إذ تراجع برنت أكثر من 7% وخام غرب تكساس الوسيط 6.8%، وجاءت الخسارة تزامناً مع تقييم المستثمرين لبيانات الوظائف الأميركية الضعيفة والتوقيت المحتمل لخفض أسعار الفائدة الذي سيعلنه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).
رفعت أرامكو السعودية أسعار البيع الرسمية لشهر يونيو لمعظم المناطق وسط تشديد الإمدادات في هذا الربع في إشارة إلى تعافي الطلبوارن باترسون
وقال يب جون رونغ، استراتيجي السوق في آي.جي: "فتحت أسعار النفط هذا الصباح على ارتفاع مع وجود بعض العراقيل في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مما دفع المتعاملين في السوق إلى حساب تأثير التوترات الجيوسياسية التي من المحتمل أن تستمر لفترة أطول".
وأضاف يب: "أن المشاركين في السوق يترقبون البيانات الجديدة لمخزونات الخام الأميركية، وسط توقعات أن تكون مخزونات النفط الخام والمنتجات الأميركية انخفضت الأسبوع الماضي، وقد تهبط مخزونات الخام بنحو 1.2 مليون برميل".
وقال رئيس أبحاث السلع الأولية لدى آي إن جي (ING) وارن باترسون: "بعد انخفاضه بما يزيد قليلاً على 7.3% الأسبوع الماضي بسبب انحسار التوترات الجيوسياسية، بدأ خام برنت أسبوع التداول الجديد على أساس أقوى".
وأضاف وارن باترسون: "أن ذلك يأتي بعد أن رفعت أرامكو السعودية أسعار البيع الرسمية لشهر يونيو لمعظم المناطق، وسط تشديد الإمدادات في هذا الربع، في إشارة إلى تعافي الطلب".
يبدو أن المخاطر تتمثل في انتعاش أسعار خام غرب تكساس الوسيط مرة أخرى نحو 80 دولارا في الجزء الأول من هذا الأسبوعتوني سيكامور
وفي الوقت ذاته قال محلل الأسواق لدى آي جي (IG) توني سيكامور: "الأنباء التي تفيد بأن إسرائيل تريد المضي قدمًا وتوسيع نطاق عمليتها في رفح، تخاطر بعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل وإشعال التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط التي بدا أنها تنحسر".
وأضاف توني سيكامور أنه "مع تصفية معظم مراكز الشراء الطويلة في النفط، الأسبوع الماضي، يبدو أن المخاطر تتمثل في انتعاش أسعار خام غرب تكساس الوسيط مرة أخرى نحو 80 دولارا في الجزء الأول من هذا الأسبوع".