وفي غضون ذلك، تجاهلت أسعار النفط توترات باب المندب وتعثر حركة الملاحة، إضافة إلى توترات منطقة الشرق، تزامنًا وتوقعات بشأن استمرار النفط قرب مستويات الـ80 دولاراً حتى نهاية العام.
ارتفاع مخزونات الخام والزيادة القياسية لإنتاج النفط المحلي في الولايات المتحدة يزيدان من الضغوطتسويوشي أوينو
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي نحو 0.4 دولار إلى مستويات دون الـ80 دولارًا للبرميل، حيث تحوم الآن عند مستويات 77.3 دولار.
وفي الوقت ذاته انخفض خام غرب تكساس الأميركي بنحو 0.6% إلى مستويات قرب الـ73.5 دولار للبرميل خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الخميس.
وتراجعت أسعار النفط بعدما طغت المخاوف بشأن انخفاض الطلب في أعقاب زيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأميركية على القلق حيال اضطرابات التجارة العالمية نتيجة التوترات في الشرق الأوسط.
ومع نهاية تعاملات أمس الأربعاء، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، للجلسة الثالثة على التوالي، وزادت بنسبة 0.6%، إلى مستويات 79.70 دولار للبرميل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي بنسبة 0.4%، لتصل إلى مستويات 74.22 دولار للبرميل.
وكانت أسعار النفط قد تلقت الدعم خلال الجلسات الماضية من مخاوف تعطل الإمدادات، وسط توترات الجيوسياسية تسببت باضطراب التجارة العالمية، في أعقاب هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
وقال تسويوشي أوينو كبير الاقتصاديين في معهد إن.إل.آي للأبحاث: "عاد تركيز السوق إلى تباطؤ الطلب العالمي إذ يُنظر إلى التأثير على البحر الأحمر على أنه محدود على النفط طالما أنه لا يمتد إلى مضيق هرمز".
وأضاف كبير الاقتصاديين في معهد إن.إل.آي للأبحاث، أن "ارتفاع مخزونات الخام والزيادة القياسية لإنتاج النفط المحلي في الولايات المتحدة يزيدان من الضغوط".
يُنظر إلى التأثير على البحر الأحمر على أنه محدود على النفط طالما أنه لا يمتد إلى مضيق هرمزمعهد إن.إل.آي
وقال ناوهيرو نيمورا، الشريك في ماركت ريسك أدفيزوري: "نظراً لعدم وجود تخفيضات إضافية في الإنتاج من قبل أوبك+ هذا العام، فمن المرجح أن تظل أسعار النفط في ذلك النطاق حتى نهاية العام، مع التركيز على الإحصاءات الاقتصادية الرئيسية ورد فعل الدولار عليها".
وتوقع الشريك في ماركت ريسك أدفيزوري أن يتم تداول خام غرب تكساس الوسيط بين 70 و75 دولارا هذا الشهر، مقتربًا من توقعات غولدمان ساكس التي ترجح سعرًا بين مستويات الـ70 و90 دولارًا للبرميل.
وأعلن التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي يفرض سقفاً سعرياً على النفط الروسي المنقول بحراً، أمس الأربعاء، عن تغييرات في نظام الالتزام الخاص به.
وقالت وزارة الخزانة إن التغييرات ستجعل من الصعب على المصدرين الروس تجاوز هذا السقف السعري.
قال محلل السوق الاستراتيجي في آي جي، ييب جون رونغ: "حتى الآن، فشلت المهمة البحرية التي تقودها الولايات المتحدة للتخفيف من هجمات الحوثيين في تهدئة المخاوف الواسعة بشأن المرور الآمن عبر البحر الأحمر، مع استمرار شركات النقل البحري الكبرى في اختيار الابتعاد وسط التوترات".
وشكّلت واشنطن، يوم الثلاثاء، فريق عمل لحماية التجارة في البحر الأحمر، إذ أجبرت هجمات الحوثيين شركات الشحن الكبرى على تغيير مساراتها، ما أثار المخاوف من الاضطرابات المستمرة في التجارة العالمية.
وتعهد الحوثيون بتحدي المهمة البحرية التي تقودها الولايات المتحدة، ومواصلة استهداف السفن في البحر الأحمر، ردًا على استمرار استهداف إسرائيل للمدنيين في قطاع غزة.
ويمرّ نحو 12% من حركة الشحن العالمية عبر البحر الأحمر وعبر قناة السويس، ومع ذلك، يقول المحللون، إن التأثير بإمدادات النفط كان محدودًا حتى الآن، إذ يُصَدَّر الجزء الأكبر من خام الشرق الأوسط عبر مضيق هرمز.
فشلت المهمة البحرية التي تقودها الولايات المتحدة للتخفيف من هجمات الحوثيين في تهدئة المخاوف الواسعةييب جون رونغ
أعلنت إدارة معلومات الطاقة إن الولايات المتحدة اشترت 2.1 مليون برميل من النفط الخام للتسليم في فبراير ليصل إجمالي المشتريات إلى نحو 11 مليون برميل.
يأتي ذلك بالتزامن مع استمرارها في تجديد احتياطي النفط الاستراتيجي بعد أكبر عملية بيع في التاريخ، العام الماضي، التي اقترب من 215 مليون برميل.
وفي المقابل منذ ذلك ارتفعت مخزونات النفط الخام الأميركية بمقدار 2.9 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي في 15 ديسمبر ليصل الإجمالي إلى 443.7 مليون برميل.
وفي الوقت ذاته، ارتفعت مخزونات البنزين بنحو 2.7 مليون برميل لتصل إلى مستوى 226.7 مليون برميل، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة.
وتزامنًا فقد ارتفعت مخزونات المقطرات -التي تشمل الديزل ووقود التدفئة بمقدار 1.5 مليون برميل، لتبلغ 115 مليون برميل.
ولفتت إس آند بي غلوبال كوميدتيز إلى أنه بالنظر إلى المستقبل، تنتج الولايات المتحدة نفطًا أكثر من أيّ دولة في التاريخ، ما يؤدي إلى نمو قوي في العرض من خارج أوبك+، الذي سيلبي الطلب العالمي المتزايد في عام 2024.
وقالت س آند بي غلوبال كوميدتيز، إن "إجمالي إنتاج السوائل في الولايات المتحدة في الربع الرابع بلغ 21.4 مليون برميل يوميًا، منها 13.3 مليون برميل يوميًا من الخام والمكثفات".
وفي غضون ذلك، يرى محلل آي جي جون رونغ ييب أنه بالنظر إلى الاستجابة الجماعية السريعة من عدة دول للتخفيف من حدة الهجمات، فقد لا يوفر ذلك قناعة كبيرة بأن الاضطرابات قد تكون طويلة الأمد.
ولفت محلل آي جي إلى أن توقعات الأسواق بانقضاء تلك التوترات سريعًا أدت إلى زيادة التحفظات لدى المضاربين التي انعكست على أسعار النفط .
توقعات الأسواق بانقضاء التوترات سريعًا أدت إلى زيادة التحفظات لدى المضاربين والتي انعكست على الأسعارجون رونغ
وأوضح نائب رئيس ستاندرد آند بورز غلوبال، جيم بوركهارد، أن الأمر لا يقتصر على أن الولايات المتحدة التي تنتج نفطًا أكثر من أيّ دولة أخرى في التاريخ.
ولفت نائب رئيس ستاندرد آند بورز غلوبال إلى أن "كمية النفط التي تصدرها الولايات المتحدة تكاد تقترب من إجمالي إنتاج المملكة العربية السعودية أو روسيا".
وفي توقعات سلبية لاتجاه الأسعار، فقد خفض غولدمان ساكس توقعاته لسعر خام برنت في 2024 بمقدار 10 دولارات للبرميل.
وتوقع محللو غولدمان ساكس أن يحوم متوسط خام برنت القياسي بين 70 و90 دولارًا للبرميل.
وعزى محللو غولدمان ساكس انخفاض الأسعار إلى أن الإنتاج القوي من الولايات المتحدة سيخفّف من أيّ صعود في أسعار النفط في 2024.
تنتج أميركا نفطًا أكثر من أيّ دولة في التاريخ، مما يؤدي إلى نمو قوي في العرض من خارج "أوبك+"إس آند بي غلوبال
ترى محللة سي إم سي ماركيتس، تينا تنغ، أن أسواق النفط ربما تكون عرضة للتقلبات في الجلسات المقبلة بفعل تداعيات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت تينا تنغ: "رغم استقرار أسعار النفط فإن المخاطر المحتملة الناجمة عن انقطاع الإمدادات والاضطرابات في الشرق الأوسط يمكن أن تؤدي إلى تقلبات كبيرة في أسواق النفط".
وأكدت محللة سي إم سي ماركيتس أن أسواق النفط قد تواجه المزيد من الضغوط الصعودية إذا تصاعدت التوترات الجيوسياسية.