وعقب صدور بيانات نفقات المستهلكين أحد المؤشرات المفضلة لبنك الاحتياطي الفيدرالي جنبًا إلى جنب والمؤشرات التي تؤيد وجهة نظر الفيدرالي بأن التضخم آخذ في التراجع زاد ضعف الدولار الأميركي.
وفي الوقت نفسه ورغم أنه لا يزال الأصل الأكثر تفضيلًا لدى البنوك المركزية حول العالم، حيث أنه لا يزال العملة الأقوى في العالم، إلا أن الدولار الأميركي يبدو أنه يفقد هيمنته وسيطرته على سوق العملات والاحتياطيات المركزية.
ووفقًا لأحدث بيانات البنك الدولار يبدو أن البنوك المركزية العالمية استغلت فرصة ارتفاع العملة الأميركية خلال فترة الربع الثالث، وقامت بتخفيف حيازتها من الدولار.
خسائر الدولار ستزيد بمجرد أن يتأكد المستثمرون من أن الفيدرالي الأميركي انتهى من عملية رفع معدلات الفائدةجيمس بي غورمان
ويعاني الدولار اليوم الثلاثاء وسط تعاملات ضعيفة بسبب عطلة عيد الميلاد بينما يواجه ضغوطا من مؤشرات على أن التضخم في أكبر اقتصاد في العالم يتراجع.
وتراجع مؤشر الدولار قرب أدنى مستوى في خمسة أشهر الذي سجله الأسبوع الماضي وبلغ حينها 101.42 نقطة.
ويحوم الدولار خلال هذه اللحظات من تعالامت اليوم الثلاثاء عند مستويات دون الـ 101.6 بانخفاض في حدود 0.2%.
ويرى الرئيس التنفيذي لـMorgan Stanley جيمس بي غورمان أن خسائر الدولار ستزيد بمجرد أن يتأكد المستثمرون من أن الفيدرالي الأميركي انتهى من عملية رفع معدلات الفائدة.
وقرر الفيدرالي الأميركي في آخر اجتماعاته لهذا العام تثبيت معدل الفائدة دون تغيير، وذلك للاجتماع الثالث على التوالي، ومع ذلك توقع تنفيذ 3 عمليات خفض للفائدة في العام المقبل.
وقال غورمان: "إن صدمة زيادة الفائدة مؤخراً ثبطت الصفقات المصرفية وأسواق رأس المال، مشيراً إلى أن ذلك يرجع إلى أن الجميع لا يعرفون تكلفة التمويل".
وأضاف غورمان: في اللحظة التي سيشير الفيدرالي بها إلى التوقف عن رفع الفائدة ناهيك عن تنفيذ أول عملية خفض لمعدل الفائدة ستنطلق الأسواق، وينخفض الدولار".
عندما يؤكد الفيدرالي التوقف عن رفع الفائدة ناهيك عن تنفيذ أول عملية خفض سينخفض الدولار بقوةجيمس بي غورمان
وعلى الرغم من توقعات الأسواق بالوصول إلى ذروة الفائدة إلا أن هناك حالة من عدم اليقين حول الموعد الفعلي لبدء الخفض، وهو ما يبقى الدولار متماسكًا نسبيًا.
وقال رئيس الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز: "إن خفض معدلات الفائدة ليس موضوعاً مطروحاً للنقاش في الوقت الحالي بالنسبة للبنك الفيدرالي".
وفي الوقت ذاته يستقر الين بالقرب من أعلى مستوى له خلال خمسة أشهر والذي بلغه مؤخرا في ظل احتمالات بأن ينهي بنك اليابان المركزي قريبا سياسته النقدية فائقة التيسير.
وخلال أغلب عامي 2022 و2023، أبقت هذه السياسة العملة اليابانية تحت الضغط في وقت عمدت فيه بنوك مركزية كبرى أخرى إلى رفع أسعار الفائدة.
ويحوم الين الياباني بالقرب من مستويات 142.23 ين للدولار، مستمدا دعما إضافيا من تعليقات محافظ بنك اليابان كازو أويدا الذي أشار إلى إمكانية حدوث تحول في السياسة.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء ارتفع اليورو 0.15% إلى مستويات 1.103 دولار ليقترب من أعلى أعلى مستوى في أكثر من أربعة أشهر عند 1.1040 دولار الذي سجله الأسبوع الماضي.
وفي غضون ذلك ارتفع الجنيه الاسترليني عند مستويات 1.271 دولار، بارتفاع في حدود 0.1%، بينما يحوم الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي بالقرب من أعلى مستوياتهما في خمسة أشهر.
واتسمت تحركات العملات بالضعف إلى حد كبير في اليوم التالي لعيد الميلاد ومع استمرار اغلاق الأسواق في أستراليا ونيوزيلندا وهونج كونج في إطار عطلة العيد.
الدولار بدأ يفقد هيمنته تدريجياً منذ بداية الألفية، عندما كانت حصتالبنك الدولي
وأظهرت بيانات صندوق النقد الدولي اليوم الجمعة أن حصة الدولار في احتياطيات البنوك المركزية العالمية انخفضت في الأشهر الثلاثة حتى نهاية سبتمبر، في حين ارتفعت حيازات الين الياباني.
وشكل الدولار 59.2% من احتياطيات النقد الأجنبي المخصصة عالميًا في الربع الثالث، بانخفاض من 59.4% المنقحة في الأشهر الثلاثة السابقة.
ووفقًا لبيانات تكوين العملات الأجنبية الرسمية لصندوق النقد الدولي (COFER)، يعد هذا هو أدنى مستوى منذ الربع الرابع من العام الماضي.
وقال صندوق النقد الدولي: "رغم أن الدولار كان العملة الاحتياطية المفضلة لدى أغلب البنوك المركزية في العالم بسبب عمقه واستقراره في الأسواق العالمية، فإنه بدأ يفقد هيمنته تدريجياً منذ بداية الألفية، عندما كانت حصته أعلى من 70%".
وقد ساعد تفوق الدولار الولايات المتحدة في الحد من تكاليف التمويل وإدارة العجز في الميزانية، مع قيام الشركاء التجاريين بوضع دولاراتهم في سندات الحكومة الأميركية.
كما أنها تدعم الشركات الأميركية لأن الاستخدام الواسع النطاق للدولار في التجارة العالمية، مثل تجارة النفط والسلع الأساسية، غالبا ما يجعل الاقتراض أرخص بالنسبة للشركات الأميركية متعددة الجنسيات.
وفي آخر اجتماعاته خلال 2023 في ديسمبر الجاري أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة بدون تغيير، ليكون القرار الرابع بالتثبيت خلال اجتماعات عام 2023.
وصوت مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لصالح إبقاء أسعار الفائدة عند مستوى 5.5%، وهو أعلى مستوى لها منذ 22 عاما.
وقال المركزي الأميركي، إن التضخم تراجع لكنه ظل مرتفعا ولجنة السياسة النقدية لا تزال ملتزمة بإعادته إلى 2%.
وأشار الاحتياطي الفيدرالي، في توقعات اقتصادية جديدة إلى أن التشديد التاريخي للسياسة النقدية الأميركية بلغ نهايته، وأن تكاليف الاقتراض ستنخفض في 2024.