تدهور ثقة الأميركيين يشعل مخاوف عودة التضخم
الغموض بشـأن الرسوم تدعم المعدن النفيس
هبطت أسعار الذهب في التعاملات الصباحية اليوم الخميس، بعدما ارتفعت أمس، لتواصل أداءها المتأرجح، بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق هذا الأسبوع، وباتت على مقربة من اختراق مستويات 3000 دولار.
يأتي ذلك بينما يترقب المشاركون في السوق الآن تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، وهو مقياس التضخم المفضل لدى مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي)، للتنبؤ بمسار التيسير النقدي، ومن المقرر صدور التقرير يوم الجمعة.
في غضون ذلك يبدو أن الارتفاع الطفيف في الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية يضغطان على الذهب قليلا، إلا أن الاتجاه صعود الذهب بشكل عام، قائم إلى حد كبير.
ساعدت المخاوف من حرب تجارية عالمية كبرى، جراء مقترحات ترامب بشأن الرسوم الجمركية، الذهب على بلوغ مستويات قياسية مرتفعة 11 مرة، وارتفاعه بنحو 12% حتى الآن العام الجاري.
◄ انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.2% أو ما يعادل 10 دولارات وصولاً إلى مستويات قرب 2912.94 دولار للأونصة، بحلول الساعة 5:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب، تسليم أبريل، 0.3% أو ما يعادل 15 دولاراً للأونصة وصولاً إلى مستويات عند 2927.20 دولار للأونصة.
◄ ارتفعت أسعار الذهب قليلاً أمس الأربعاء بعد تسجيل أدنى مستوى في أسبوع، والذي نزلت إليه الثلاثاء بعد أن هبط بأكثر من 2%.
◄ سجل المعدن النفيس في الصفقات الفورية أعلى مستوى على الإطلاق عند 2958.15 دولار ، في حين سجلت العقود الآجلة مستويات قرب 2970 دولاراً للأونصة.
◄ خلال الأسبوع الماضي، سجّل المعدن النفيس، مكاسب أسبوعية 1.8%، أو ما يعادل 52.5 دولار للمرة الثامنة على التوالي موسعاً مكاسبه منذ بداية العام إلى أكثر من 12%.
قال رئيس بنك الاحتياطي «الفيدرالي» في ريتشموند توم باركين هذا الأسبوع: «من الصعب إجراء تغييرات كبيرة في السياسة النقدية وسط هذا الغموض».
بينما قد يجبر التضخم المرتفع مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة؛ مما يقلل من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً.
في الوقت ذاته تلقى الذهب الدعم من المخاوف حيال رسوم ترامب الجمركية، التي أثارت هذه الحالة من انعدام الثقة في الاقتصاد الأميركي لدى المستهلكين.
إلا أن حالة الغموض الناجمة عن خطط ترامب لفرض رسوم جمركية تضعف الإقبال على المخاطرة، وتعزز الطلب على الذهب.
في المقابل هناك ما يضغط على الأسعار، إذ يتراجع الذهب تحت وطأة ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية، بينما يترقب المستثمرون تقرير التضخم المهم لتوقع مسار سياسة مجلس الاحتياطي «الفيدرالي».
مع صحوة آمال المراهنين على العملة الأميركية، تعافت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات من انخفاض سابق؛ ما نال من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً.
في مؤشر آخر على تزايد قلق الأميركيين إزاء التأثير السلبي المحتمل لسياسات ترامب، تدهورت ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة بأسرع وتيرة لها خلال ثلاثة أعوام ونصف العام في فبراير، فيما ارتفعت توقعات التضخم على مدى 12 شهراً؛ ما قلل جاذبية الذهب.