ساعدت عائدات سبيس إكس SpaceX المرتفعة في تحقيق ربح صغير في الأشهر الثلاثة الأولى من العام بعد خسارتين سنويتين، وفقًا للوثائق التي تقدم نظرة نادرة على البيانات المالية لشركة الصواريخ التي يملكها الملياردير إيلون ماسك.
وحققت الشركة المملوكة للقطاع الخاص أرباحاً بقيمة 55 مليون دولار على إيرادات بقيمة 1.5 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2023، وفقاً لوثائق النتائج التي اطلعت عليها صحيفة وول ستريت جورنال. وجاءت الأرباح الضئيلة بعد عامين من الخسائر الكبيرة ولكن المتراجعة في سبيس إكس، والتي تضخ الأموال في صاروخ لا يزال غير مؤكد ويشكل تحديات تقنية صعبة.
وتأسست سبيس إكس على يد ماسك منذ أكثر من عقدين من الزمن، وبرزت باعتبارها شركة الصواريخ المهيمنة في الولايات المتحدة، كما قامت ببناء شركة كبيرة على الإنترنت عبر الأقمار الصناعية. واليوم تعتمد ناسا نفسها على الشركة - فليس لدى الوكالة بديل محلي لـ "سبيس إكس" لإرسال رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية.
وبالإضافة إلى عمله كرئيس تنفيذي لشركة سبيس إكس، يعد إيلون ماسك رائد شركة تسلا، مصنعة السيارات الكهربائية، كما يمتلك X، منصة الوسائط الاجتماعية المعروفة سابقاً باسم تويتر؛ ويشارك في مشاريع أخرى، ولقد تحدث عن نمط "تبديل السياق" كطريقة لإدارة مهامه عبر أعماله التجارية المختلفة.
ونمت شركة سبيس إكس ومقرها هوثورن بولاية كاليفورنيا بشكل سريع منذ أيامها الأولى وقدرت قيمتها بنحو 150 مليار دولار خلال عملية بيع أسهم للموظفين مؤخراً، ما يجعلها على قدم المساواة مع إنتل أو ديزني.
وعلى عكس تلك الشركات العملاقة، فإن سبيس إكس مملوكة للقطاع الخاص وتحتفظ بتفاصيل حول مواردها المالية، كما تفعل العديد من الشركات الخاصة الأخرى. وبعض الأشخاص الذين لديهم حصص في سبيس إكس ليس لديهم فكرة عن مقدار الأموال التي تكسبها الشركة أو تخسرها. وينظر العديد من مستثمري سبيس إكس إلى ممتلكاتهم على أنها رهان طويل الأمد ويقولون إنهم غير قلقين بشأن رؤية النتائج.
ومن غير المعتاد إلقاء نظرة كاملة على بعض نتائج الشركة الأخيرة، كما فعلت صحيفة وول ستريت جورنال، بما في ذلك التكاليف وكيفية أداء سبيس إكس استنادًا إلى المقياس التقليدي للربحية. وآخر تدقيق عام عميق في بياناتها المالية حدث منذ أكثر من ست سنوات في وول ستريت جورنال.
ووصفت الوثائق التي اطلعت عليها وول ستريت جورنال نتائج الربع الأول من سبيس إكس بأنها "أولية"، وتشير النتائج السنوية إلى أنها نهائية.
ووأظهرت الوثائق أنه قبل تحقيق أرباح سبيس إكس الفصلية الصغيرة في بداية هذا العام، أبلغت الشركة عن حوالي 5.2 مليار دولار من إجمالي النفقات لعام 2022، مقارنة بـ 3.3 مليار دولار في العام السابق. وتضاعفت الإيرادات إلى 4.6 مليار دولار، ما ساعد الشركة على تقليل خسائرها العام الماضي إلى 559 مليون دولار من 968 مليون دولار.
ولم يرد متحدث باسم سبيس إكس على طلب للتعليق، ولم يكن بالإمكان الوصول إلى بريت جونسن، المدير المالي للشركة.
سبيس إكس جزء من جيل من الشركات المدعومة من المشاريع التي رفضت حتى الآن الأسواق العامة، وهذا يعني أنها كان قادرة على تحديد اتجاهها مع تدقيق خارجي أقل. وساعد رأس المال الوافر من المستثمرين الشركة على البقاء شركة خاصة، إذ أفادت الوثائق بحصولها على حوالي ملياري دولار من عائدات إصدار الأسهم العام الماضي، ارتفاعاً من 1.5 مليار دولار في عام 2021.+-
ويمثل نهج سبيس إكس كيفية استثمار شركات التكنولوجيا الأخرى مبالغ ضخمة من المال في المنتجات والبنية التحتية لمحاولة بناء مزايا على المنافسين، على حساب الأرباح.
وأظهرت الوثائق أن الشركة أنفقت خلال عام 2021 والعام الماضي ما مجموعه 5.4 مليار دولار على شراء ممتلكات ومعدات وتكبدت تكاليف بحث وتطوير كبيرة. ويرتبط جزء من هذا الإنفاق ببرنامجها لتطوير "ستارشيب"، وهو صاروخ قوي يفرض عقبات هائلة على سبيس إكس، ولم يتم تحديد تكاليف المركبة الفضائية في المستندات.
انتهت أول رحلة تجريبية لـ"ستارشيب" في أبريل عند انفجاره بعد حوالي أربع دقائق، ولن يُسمح لـ سبيس إكس بإرسال الصاروخ مرة أخرى حتى يوافق منظمو السلامة الجوية.
كما كانت الشركة تضخ الأموال في مشروع ستارلينك، التي توفر خدمات الإنترنت عبر شلكة من الأقمار الاصطناعية ، بما في ذلك مصنع جديد بالقرب من أوستن، تكساس.
في العام الماضي، أنفقت سبيس إكس 3.1 مليار دولار على مجموعة من التكاليف التي شملت رواتب الموظفين والمواد واستهلاك المركبات الفضائية. وتظهر الوثائق أن ذلك كان ارتفاعاً من 1.6 مليار دولار في عام 2021. وأبلغت الشركة عن 1.3 مليار دولار على نفقات البحث والتطوير لعام 2022، بزيادة قدرها 11% على أساس سنوي.
ومن المحتمل أن تكون نتائج سبيس إكس جاءت مدعومة بزيادة تكلفة مهام صاروخ فالكون بالإضافة إلى التأخيرات التي منعت المنافسين من طرح مركبات جديدة لأول مرة. كما عززت النتائج أسعار ستارلينك للمشتركين في الولايات المتحدة في عام 2022، لكنها عدلتها مؤخراً، ورفعت الأسعار لبعض العملاء وخفضتها لآخرين.
ووضعت الشركة مواردها المالية للعمل بطرق أخرى، وأنفقت 153 مليون دولار لشراء أسهم سبيس إكس في وقت سابق من هذا العام خلال إحدى أحداث السيولة، حيث يمكن للموظفين الحاليين والسابقين صرف أسهمهم في الشركة، وفقًا للوثائق. وقالت سبيس إكس أيضاً إنها دفعت 524 مليون دولار، معظمها في الأسهم، في صفقة نادرة للاستحواذ على شركة اتصالات عبر الأقمار الصناعية تسمى Swarm Technologies في عام 2021.
وتظهر الوثائق أيضاً أن سبيس إكس خفضت قيمة بيتكوين التي تمتلكها بما مجموعه 373 مليون دولار العام الماضي وفي عام 2021 وباعت العملة المشفرة. اتبعت تسلا نهجاً مشابهاً مع مقتنيات البيتكوين الخاصة بها، ونشر ماسك معلومات حول العملات المشفرة بشكل متكرر على مر السنين.
