تسيطر شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو" على أفضل مساحات النفط في العالم، وبالتالي يمكنها إنتاج النفط الخام بتكلفة أقل من أية شركة أخرى. ومع ذلك، يتم تداول أسهم "أرامكو" بطريقة أشبه بتداول السندات، فسعر السهم مستقر، ويحقق أرباحاً جيدة، ولكن نادراً ما يتفاعل مع التقلبات التي تُجرى في قطاع الطاقة.
لذلك، يعد السهم أداة تحوط جذابة للمستثمرين الذين يتطلعون إلى الاستفادة من النمو القوي المستمر في الطلب على النفط، من دون التعامل مع تقلبات القطاع. وفي الوقت نفسه، يدلل على أنه من غير المرجح أن يشهد المستثمرون ارتفاعاً كبيراً في قيمة الأسهم.
أداء سهم "أرامكو" في 2024
انخفضت أسهم شركة "أرامكو" 12% هذا العام، وفي المقابل، ارتفع سهم شركة "إكسون موبيل" 13%، بينما ارتفع صندوق الأسهم المتداول في البورصة الأمريكية لقطاع الطاقة "SPDR" نحو 9%.
الإيجابيات والسلبيات المستقبلية لسهم "أرامكو"
سيكون لدى المساهمين سبب لتقييم الإيجابيات والسلبيات خلال الأيام القادمة، إذ تستعد الشركة لبيع المزيد من الأسهم، وتخطط "أرامكو" لطرح 1.545 مليار سهم بقيمة 12 مليار دولار، كما أن هناك خيارا إضافيا متاحا لبيع أسهم إضافية بقيمة 1.2 مليار دولار.
وقال المحلل في شركة "برنشتاين" لإدارة الأصول، نيل بيفريدج، إن الشركة ستبدأ طرح الأسهم يوم الأحد، على أن يتم بيعها الرسمي بعد ذلك.
ورجّحت المحللة في شركة "RBC Capital Markets"، حليمة كروفت، أن تساعد عوائد الطرح على تمويل خطط السعودية الطموحة في تنويع اقتصادها، بما في ذلك المشاريع العقارية والسياحية، مشيرةً إلى أن خطط السعودية، التي تُعرف باسم "رؤية 2030"، تخضع للفحص، ما يعني أنها يجب أن تتماشى مع أهدافها.
وتخطط المملكة إلى بيع 90% من أسهمها للمستثمرين من المؤسسات، و 10% للمستثمرين الأفراد، ويتم تداول "أرامكو" في بورصة "تداول" السعودية التي تضع قيوداً صارمة على الاستثمار الأجنبي، ومعظم الوسطاء في الولايات المتحدة لا يستطيعون المشاركة في التداول، إذ يحتاج المستثمرون عموماً إلى العمل مع شركات الوساطة المرخصة، التي لديها مقار في السعودية.
تمتلك بعض الصناديق المتداولة في البورصة أسهماً في "أرامكو"، لكن نسبة التعرض لها في هذه الصناديق منخفضة. على سبيل المثال، يشمل صندوق "iShares MSCI Saudi Arabia ETF" نسبة 7% من أسهمه في "أرامكو".
وبالنسبة للمستثمرين المؤهلين للمشاركة في الطرح، يمكن القول إن السهم أصبح أكثر جاذبية مما كان عليه خلال طرح "أرامكو" في عام 2019، وبلغت قيمة الطرح حينها 29 مليار دولار، وتم تصنيفه على أنه الأكبر على الإطلاق، وتم تداول السهم بعلاوة كبيرة مقارنة بأسهم النفط الأخرى.
ورغم أن توزيعات أرباح الشركة البالغة 4.4% متواضعة نسبياً، ويتم تداولها بعلاوة تقييم أضيق، إلا أن عائد أسهم "أرامكو" أعلى بكثير من الشركات الأخرى في القطاع.
ويتم تداول سهم "أرامكو" عند 15.7 ضعف الأرباح المتوقعة للأشهر الـ 12 المقبلة، بينما يتم تداول سهم "إكسون" بـ 12 ضعفاً، وأسهم "شيفرون" بمعدل 11.8 ضعف.
وعند منتصف نطاق الطرح المتوقع، سيبلغ عائد توزيعات أرباح "أرامكو" 6.9%، مقارنةً بـ 3.3% لسهم "إكسون موبيل"، و4.1% لسهم "شيفرون"، وفقاً لما ذكره محللو شركة " برنشتاين" في مذكرة.
وحذّر بيفريدج، وهو محلل في " برنشتاين"، المستثمرين من الاكتتاب العام في 2019، إلا أنه أكثر تفاؤلاً الآن بشأن الأسهم، حيث كان سعر السهم المستهدف حينها 31 مقارنة بـ 29 ريالا سعوديا خلال الاكتتاب المقبل.
وكتب بيفريدج: "في وقت الاكتتاب العام، كنا نعتبر سهم "أرامكو" باهظ الثمن مقارنة بنظرائها". "ورغم ذلك، مع إعادة تصنيف شركات النفط العالمية الكبرى، فإن التقييم النسبي يبدو أكثر جاذبية".
وأوضح بيفريدج أن المستثمرين الذين يرغبون في الاستفادة من نمو الطلب سيجدون ذلك مع شركات النفط الأخرى، أما إذا كانوا يبحثون عن دخلٍ ثابت، فإن أسهم "أرامكو" الأفضل.
وكتب بيفريدج في إشارة إلى تقلبات الأسهم: "بالنسبة للمضاربين على صعود النفط، ما زلنا نعتقد أن هناك المزيد من الاتجاه الصعودي في أسهم النفط الأخرى التي تتمتع بحساسية عالية لأرباح أسعار النفط". "بالنسبة للمستثمرين الباحثين عن الدخل، السؤال هو ما إذا كانت العوائد المرتفعة أكثر إغراء من البدائل الأخرى الخالية من المخاطر".
