غادر ثلاثة من كبار المسؤولين التنفيذيين شركة "في إم وير" للبرمجيات بينما تتفاوض "برودكوم" للاستحواذ عليها مقابل 61 مليار دولار، حسبما قال رئيس "في إم وير" في مذكرة للموظفين الإثنين.
قال الرئيس التنفيذي للشركة، راغو راغورام إن كبار نواب الرؤساء التنفيذيين للبنية التحتية للحوسبة السحابية، مارك لوماير؛ والتطبيقات وإدارة الأعمال، أجاي باتيل؛ والشبكات والأمن المتقدم، توم غيليس، يغادرون الشركة، وفقًا للمذكرة التي اطلعت عليها صحيفة وول ستريت جورنال.
كشفت “برودكوم” في مايو عن خطتها لشراء "في إم وير" ضمن توسع أعمال شركة الرقائق الإلكترونية بقطاع البرمجيات، إذ يبلغ حجم "في إم وير" 3 أضعاف قسم البرمجيات في "برودكوم" وتساهم بنحو 49% من إيرادات الشركة.
ما تزال الصفقة في انتظار الموافقات التنظيمية.
موافقات دولية
جاء في المذكرة الداخلية: "كما يحدث عادةً خلال عمليات التحول يختار بعض المديرين التنفيذيين المضي قدمًا. وقد شغل المدراء الثلاثة مناصب قيادية على مدى عدة سنوات وكان لهم تأثيرًا كبيرًا بكافة أعمال الشركة".
وأكد متحدث باسم "في إم وير" مغادرتهم وتعيين الشركة 4 مدراء تنفيذيين ليحلوا محلهم.
سعت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية للحصول على معلومات من الشركات حول عملية الاستحواذ، وفقًا لإفصاح سابق للجهة التنظيمية.
قال الرئيس التنفيذي، هوك تان في مؤتمر هاتفي مع المحللين الأسبوع الماضي، إن “برودكوم” تتوقع طول فترة مراجعات الصفقة في العديد من الولايات القضائية حول العالم رغم أنها تلقت موافقة من 3 دول وهي البرازيل وكندا وجنوب إفريقيا. وأشار إلى أنه ما يزال يتوقع اكتمال المراجعات خلال السنة المالية 2023 التي تستمر حتى أكتوبر المقبل.
سجل حافل
تتمتع "برودكوم" بسجل حافل من عمليات الاستحواذ، ولديها خبرة فيما يخص عمليات التدقيق على صفقاتها، ومن بينها عمليات التدقيق لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
أوقفت الشركة، التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها قبل الانتقال إلى الولايات المتحدة في 2018، عرضها الجريء للاستحواذ على صانع رقائق الهاتف المحمول "كوالكوم" مقابل 117 مليار دولار بقرار من الرئيس السابق، دونالد ترامب بسبب المخاوف المترتبة على المنافسة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين.
يتمتع هوك تان بتاريخ حافل من استكشاف الشركات التي تربطها علاقات راسخة مع كبرى شركات تكنولوجيا المعلومات، والتي يصعب تخليها عنها.
في نوفمبر الماضي، وصف توم كراوس، رئيس البرمجيات في "برودكوم" استراتيجية الاستحواذ باعتمادها على خفض التكاليف وتحقيق أقصى استفادة من المنتجات عن طريق الارتقاء بالمنتجات وكذلك بيع منتجات مرتبطة بالمنتج الرئيسي.
تشديد أميركي
استبعدت "في إم وير" تأثر عملياتها بمغادرة الرؤساء التنفيذيين، وأشارت في المذكرة إلى تمتع فريق العمل بمجموعة قوية وذات خبرة من كبار المديرين التنفيذيين على استعداد لشغل تلك المناصب وبذل جهود أوسع لإعادة هيكلة أعمال الشركة.
كتب راغورام: "تستعد (في إم وير) خلال 2023 للانتقال إلى مرحلة جديدة من النمو والتطور كوحدة تابعة لشركة (برودكوم)".
ارتفعت أسهم “برودكوم” 2.2% الاثنين، بينما ارتفعت أسهم "في إم وير" 1.4%.
يتزايد تشديد الجهات التنظيمية في واشنطن على عمليات دمج شركات التكنولوجيا، إذ قاضت لجنة التجارة الفيدرالية الأسبوع الماضي "مايكروسوفت" على خطتها لشراء صانع ألعاب الفيديو، "أكتفيجن بليزارد". وفي فبراير، ألغت "إنفيديا" مورد الرقائق صفقتها الاستحواذ على الشركة البريطانية المتخصصة في تصميم الرقائق "إيه آر إم" وسط مخاوف تنظيمية. كما طلبت لجنة التجارة الفيدرالية الخميس من أحد القضاة إيقاف عملية الاستحواذ التي تخطط لها "ميتا بلاتفورمز" على شركة ناشئة متخصصة في تكنولوجيا الواقع الافتراضي.
قالت "برودكوم" إنها سوف تدفع نصف المبلغ نقدًا والباقي مقابل أسهم وسوف تتحمل 8 مليارات دولار من ديون "في إم وير".
في حال اكتمال الصفقة ستصبح واحدة من أكبر صفقات قطاع التكنولوجيا على الإطلاق. بينما تدفع "برودكوم" رسوم 1.5 مليار دولار إذا انهارت الصفقة.
المصدر: وول ستريت جورنال