قالت عملاق صناعة السيارات الكهربائية الصينية في هونغ كونغ أنها سوف تعلق خططها لتقسيم أعمال شركتها التابعة لصناعة الرقائق والتركيز على تعزيز أعمال وحدة صناعة أشباه الموصلات المستخدمة في السيارات لتلبية الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية.
قالت "بي واي دي" المدعومة من وارن بافيت الثلاثاء في بيان إنها علقت لأجل غير مسمى تقسيم أعمال شركة "بي واي دي لأشباه الموصلات" وإدراجها في "بورصة شنغن". وقالت الشركة إنها تخطط بدلاً من ذلك لتسريع الاستثمارات في توسيع قدرتها على صنع الرقائق وبناءً مصنع الرقائق في جينان في شرق الصين.
قالت الشركة في إفصاح للبورصة: "تسعى بي واي دي لأشباه الموصلات إلى اغتنام الفرصة لضخ استثمارات واسعة النطاق في تطوير قدرات إنتاج الرقائق"، وإنها تخطط لاستثمارات مستقبلية غير محددة بعد تساهم في زيادة قدراتها على إنتاج الرقائق على أن تعود لتأسيس الشركة الجديدة لاحقًا عقب اكتمال الاستثمارات وعندما يكون التوقيت مناسبًا.
تكامل داخلي
يتركز النشاط الرئيسي للشركة التابعة لـ"بي واي دي" على تصنيع الرقائق المستخدمة لتنظيم الطاقة الكهربائية وأجهزة الاستشعار البصرية، والمكونات الأخرى المستخدمة في السيارات الكهربائية. وقال هوي هي، المحلل المتخصص في أشباه الموصلات بالصين لدى شركة الأبحاث "أومديا"، إن الشركة تركز على توريد الرقائق إلى "بي واي دي" نفسها بينما لا تملك إيرادات أخرى.
تُعد "بي واي دي" أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية في الصين وتنافس "تسلا" وغيرها من العلامات التجارية الكبرى للسيارات على مستوى العالم، كما توفر البطاريات لشركات صناعة السيارات الأجنبية.
استهدفت "بي واي دي" تكامل العديد من سلاسل التوريد رأسياً بما يعزز نمو أعمالها ويخفض التكاليف، حيث تصنع الشركة بطارياتها الخاصة وبعض أشباه الموصلات ما يساعد على تأمين أبرز مكونين تدخل في صناعة السيارات الكهربائية بينما يُعاني المنافسون من اضطرابات إمدادات سلسلة التوريد ونقص الرقائق.
قالت "بي واي دي" في تقريرها للعام 2021 متناولة بشكل سريع أبرز النقاط الرئيسية بشأن شركتها الجديدة أن الصفقة تسمح لوحدة أشباه الموصلات التابعة بالتوسع ضمن مجموعة أوسع من الرقائق التي تدخل في العديد من الاستخدامات الصناعية والأجهزة المنزلية ومنتجات الطاقة الجديدة والإلكترونيات الاستهلاكية، بالإضافة إلى تعزيز ربحية الوحدة.
نمو متسارع
يتزامن تأجيل تقسيم الشركة المخطط له مع تسارع نمو الطلب على السيارات الكهربائية في الصين، حيث قالت الشركة مطلع هذا الشهر إن مبيعاتها من سيارات الركاب الهجينة والكهربائية تضاعفت إلى أكثر من 3 أضعاف لتصل إلى 1.4 مليون سيارة منذ بداية العام حتى أكتوبر الماضي وقد استحوذت "بي واي دي" على 32% من سوق السيارات بالصين في الربع الثالث ارتفاعاً من حصة سوقية بلغت 21% قبل عام، وفقًا لـ"غولدمان ساكس".
اجتذبت "بي واي دي" في 2088 استثمارات بقيمة 230 مليون دولار من "بيركشاير هاثاواي" المملوكة لوارن بوفيت، وقد ارتفعت أسهمها في هونغ كونغ من وقتها بأكثر من 10 أضعاف، وكشفت "بيركشاير هاثاواي" في تقريرها السنوي للعام 2021 عن حصتها البالغة 7.7% من أسهم الشركة. وفي أغسطس، باعت شركة الاستثمار 46 مليون دولار من أسهم الشركة.
يشهد القطاع نمواً رغم تباطؤ الاقتصاد الأوسع في الصين ما يرجع نسبياً إلى السياسات الحكومية الداعمة، التي تقدم منح نقدية للمشترين وإعفاءات من ضريبة الشراء.
كذلك تزدهر الاكتتابات العامة لشركات صناعة السيارات وموردي الصناعة في آسيا هذا العام، حيث جمعت عشرات المليارات من الدولارات حتى الآن. وشهدت بورصة الصين المحلية رغم اضطرابات الأسواق العالمية إدراج 352 شركة لأول مرة جمعت إجمالي 534 مليار يوان (76 مليار دولار) ما يعادل نحو إجمالي ما جمعته العام الماضي بالكامل.
المصدر: وول ستريت جورنال