تكبدت "بيركشاير هاثواي" المملوكة لوارن بوفيت خسائر فادحة بالربع الثالث بسبب تقلبات سوق الأسهم، ورسوم التأمين التي دفعتها تعويضاً عن مكاسب أنشطتها بقطاعات التصنيع والخدمات وشركات البيع بالتجزئة.
أعلنت الشركة ومقرها في أوماها بنبراسكا عن تسجيل خسارة صافية بقيمة 2.69ملياردولار، أو ما يعادل1.832 دولار للسهم من الفئة أ، مقابل أرباح بلغت 10.34 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي بربحية سهم 6.882 دولاراً للسهم.
ارتفعت الأرباح التشغيلية، التي تستبعد نتائج الاستثمار، إلى 7.76 مليار دولار مقارنة بتسجيل 6.47 مليار دولار العام الماضي.
البيانات مضللة
قال وارن بوفيت، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة "بيركشاير" إنه يفضل نظر المستثمرون لمكاسب الشركة التشغيلية، خاصة وأن استثمارات الشركة الكبيرة في الأسهم يمكن أن ينجم عنها ربح صافي أو خسارة وتتباين إلى حد كبير من ربع لآخر، حتى إذا ما كان أداء أنشطتها الرئيسية جيداً".
ورغم ارتفاع بعض حيازات الأسهم لدى "بيركشاير" بالربع الثالث، إلا أن قيمة محفظتها الإجمالية انخفضت مع هبوط السوق مما زاد من صافي الخسارة.
قالت "بيركشاير" في بيان صاحب إعلان أرباحها: "المكاسب أو الخسائر الاستثمارية في ربع معين لا معنى لها عادة". وقد تكون "مضللة للمستثمرين ممن لا يعرفون القواعد المحاسببة".
البعض رابح
تمتلك "بيركشاير" مجموعة متنوعة من أسهم الشركات بمختلف القطاعات وكافة أنحاء الولايات المتحدة، ومن ضمنها شركة "جيكو" للتأمين، ومشغل شبكة سكة حديد الشحن "بي إن اس أف"، وشركات البيع بالتجزئة مثل "فروت أوف ذا لووم" وشركة بناء المنازل "كلايتون هومز"، ما يجعل أرباح الشركة مؤشراً مهماً للمستثمرين الباحثين عن نظرة ثاقبة بشأن سلامة الاقتصاد الأميركي.
تأثرت "بيركشاير" مثل العديد من الشركات الأخرى، بارتفاع التضخم بالربع الثالث، والانقطاعات المستمرة في سلسلة التوريد.
تمكنت "بي إن اس إف" على سبيل المثال من فرض رسوم أكبر لكل عربة محملة على العملاء، لكنها عانت من ارتفاع تكاليف الوقود وانخفاض أحجام الشحن، ما أدى لتراجع أرباحها بعد الضرائب 6.2 %بالربع الثالث.
إعصار تأميني
وقالت بيركشاير: "ما زلنا نواجه تداعيات ارتفاع تكاليف المواد والشحن والعمالة وغيرها من تكاليف المدخلات الأخرى".
كما تكبدت شركة "بيركشاير للتأمين" خسائر 2.7 مليار دولار بعد إعصار "إيان".
في المقابل، حققت وحدة المرافق والطاقة في "بيركشاير" نتائج أفضل، بفضل مكاسب شركة خط أنابيب الغاز الطبيعي وشركة توزيع الطاقة الكهربائية ""نورثرن باور غريد"، حيث عزز ارتفاع أسعار الطاقة نمو أرباح شركات النفط والغاز والمرافق هذا العام.
رفع الفائدة
كما ساعد سوق الإسكان الضيق في تحسن لنتائج أعمال وحدة بناء المنازل في "بيركشاير"، التي تشمل شركة الطلاء "بنيامين مور"، وشركة الأرضيات "شو إندستريز"، وشركة الطوب والبناء "أكمي بيلدنغ براندز".
قالت "بيركشاير إنه من المرجح أن يتراجع الطلب على أعمالها وخدماتها المتعلقة بالمنازل السكنية عن المستويات الحالية في ظل ارتفاع فائدة الرهن العقاري بسبب محاولات الاحتياطي الفيدرالي كبح جماح التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة، ما أدى إلى بدء انخفاض أسعار المساكن.
أعلنت وحدات "بيركشاير" بقطاعات تصنيع والخدمات والتجزئة عن تسجيل نمو في الأرباح بنسبة 20% في الربع الثالث.
فرصة لإعادة الشراء
واصلت "بيركشاير" الإنفاق على الاستثمار في الأسهم وإعادة شراء ما تملكه من أسهم، حيث أنفقت 1.05 مليار دولار على عمليات إعادة شراء الأسهم بالربع الثالث، متساوية في ذلك مع مشترياتها في الثلاثة أشهر التي سبقتها، لكنه أقل بكثير من وتيرة عمليات إعادة الشراء في 2021، كما ركزت هذا العام "بيركشاير"، التي أعادت شراء أسهمها على نحو كبير في 2021 على الاستثمار في أعمال جديدة من بينها شراء ملايين الأسهم في "شيفرون" كما أصبحت المساهم الأكبر في "أوكسيدنتال بيتروليوم".
كانت أسهم الطاقة صاحبة أفضل أداء بسوق الأسهم هذا العام، في الوقت الذي دفع فيه اهتمام "بيركشاير" بشركة "أوكسيدنتال" أسهم الشركة لصدارة ارتفاعات أسهم الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، حيث زادت بأكثر من الضعف في 2022.
ما يزال لدى "بيركشاير" سيولة ضخمة بنهاية الربع الثالث، حيث بلغ ما لديها من نقد ونقد معادل 109 مليار دولار بنهاية سبتمبر، بزيادة طفيفة عن مستوياتها البالغة 105.4 مليار دولار في الربع الثاني.
المصدر: وول ستريت جورنال