انخفض سهم "ليفت" بتداولات خارج ساعات العمل عقب أخبار عن تباطؤ نمو إيراداتها وبقاء أعداد مستخدمين خدمة "ليفت" أقل من مستويات ما قبل الوباء، مع ارتفاعها بوتيرة أبطأ من المتوقع.
أعلنت الشركة تسجيل إيرادات 1.05 مليار دولار خلال الثلاثة أشهر المنتهية في سبتمبر بزيادة 22 % على أساس سنوي، لتسجل بذلك أبطأ وتيرة نمو في أكثر من عام، وذلك مقارنة بتوقعات المحللين، الذين استطلعت آراؤهم "فاكتسيت" بإيرادات بلغت 1.06 مليار دولار.
أنهت شركة نقل الركاب الربع الثالث بمعدل 20.31 مليون راكب، أقل من توقعات المحللين البالغة 21.3 مليون راكب، الذي يبقى أقل من 23 مليون راكب في الربع السابق للوباء.
المنافسون بحال أفضل
قالت "أوبر تكنولوجيز" المنافسة الأسبوع الماضي إن عدد الركاب عاد مرة أخرى لمعدلات ما قبل الوباء.
انخفضت أسهم الشركة بأكثر من 18% بتداولات ما قبل جلسة الافتتاح الثلاثاء.
قال المؤسس المشارك ورئيس "ليفت"، جون زيمر في مقابلة: "سوف نحتاج دائمًا لمزيد من الطلب وقد شهدنا سنوات صعبة ولا بد من ترك الجزء الأصعب وراءنا".
يعوض ضعف بيانات المشاوير لدى "ليفت" الزيادة في الأرباح المعدلة التي فاقت التوقعات بالإضافة إلى زيادة الإيرادات لكل راكب.
نقص أعداد السائقين
حققت "ليفت" دخلاً أكبر لكل راكب بعد نقص عدد السائقين لمدة عام ما دفع أسعار الخدمة لمستويات قياسية، حيث بلغ ربح "ليفت" 51.88 دولاراً عن كل راكب نشط متفوقة على توقعات المحللين البالغة 49.3 دولاراً ومعدل الربع نفسه من العام الماضي البالغ 45.63 دولاراً لكل راكب نشط.
أعلنت الشركة أرباحاً معدلة أفضل من المتوقع، المؤشر الشائع لدى العديد من الشركات الناشئة على القوة التشغيلية.
سجلت "ليفت" أرباحاً معدلة 66.2 مليون دولار قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، متجاوزة توقعات وول ستريت البالغة 62 مليون دولار، لكنها أقل أيضًا من 67.3 مليون دولار في الربع نفسه العام الماضي.
زادت صافي خسارة "ليفت" إلى 422.2 مليون دولار مقارنة بـ 99.7 مليون دولار في الربع نفسه من العام السابق، حيث أصدرت الشركة أسهمًا جديدة للموظفين لتعويض تآكل سعر سهمها. وكانت خسارة الشركة قد فاقت توقعات المحللين البالغة 171 مليون دولار.
السوق لم ينتبه بعد
توافقت توقعات الربع الرابع للشركة مع توقعات وول ستريت، حيث توقعت "ليفت" تسجيل إيرادات تتراوح بين 1.15 - 1.17 مليار دولار بالربع الحالي؛ بينما توقع المحللون تسجيل 1.16 مليار دولار. كما توقعت تحقيق إيرادات معدلة تتراوح بين 80 - 100 مليون دولار، بينما توقع المحللون تسجيل 85 مليون دولار.
جاء أداء أسهم "لايفت" أقل من أداء مؤشر السوق الأوسع على مدى الأشهر الـ 12 الماضية، حيث انخفض بإغلاق الاثنين 74% مقارنة بسعره العام الماضي، بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب لأسهم شركات التكنولوجيا 34% فقط.
أعادت "ليفت" الاثنين توقعاتها بتحقيق أرباح معدلة بقيمة 1مليار دولار في 2024. وقال زيمر تعليقاً على تشاؤم بعض المستثمرين بشأن أداء أسهم الشركة: "أعتقد أن السوق لم يقوم بتسعير السهم وفق ذلك تمامًا، أو لم يرى أدلة كافية للتأكد من ذلك".
تسريح موظفين
حققت أعمال "أوبر" المتنوعة أداءً أفضل، على صعيد العمليات الدولية لنقل الركاب وذراع توصيل الطعام التي أصبحت شريان حياة للشركة خلال الوباء، لكن أسهم الشركة تراجعت 38 % العام الماضي. وأعلنت "أوبر" الأسبوع الماضي عن تسجيل نتائج أفضل من التوقعات في الربع الثالث مع زيادة قوية في إيرادات الرحلات.
أعلنت "ليفت" الأسبوع الماضي عن خفض 13 % من أعداد موظفيها، أو ما يقرب من 700 وظيفة، لتصبح أحدث شركة تكنولوجيا تعلن عن حاجتها خفض التكاليف وسط مخاوف من تضرر أعمالها بسبب التضخم المرتفع وتباطؤ النمو الاقتصادي.
حذر المؤسسان المشاركان زيمر ولوغان غرين، في مذكرة داخلية للموظفين للإعلان عن تخفيض العمالة من الركود الذي يلوح في الأفق وارتفاع التكاليف.
وقال زيمر وغرين في المذكرة: "عملنا بجد لخفض التكاليف هذا الصيف وأبطأنا التوظيف ثم جمدناه كما خفضنا الإنفاق وأوقفنا المبادرات الأقل أهمية لكن ليفت ينبغي أن تصبح أصغر حجمًا مما يتطلب منا التخلي عن بعض أعضاء الفريق أصحاب الأداء الرائع".
ركود اقتصادي
تخلت "ليفت" في يوليو الماضي عن 60 موظفاً، أقل من 2 % من فريق العمل. وقالت الشركة في مايو الماضي إنها تخطط لإبطاء التوظيف وخفض ميزانيات بعض إداراتها.
قال زيمر الاثنين إن الجميع يبحث عن طرق للكسب وسط بيئة ركود، مما يجلب مزيد من السائقين إلى "ليفت"، كذلك أعلنت "أوبر" الأسبوع الماضي إنها بنهاية الربع الثالث وصل عدد من السائقين نفس عددهم قبل الوباء، وهي المرة الأولى التي تصل فيها إلى هذا الرقم منذ الأزمة الصحية.
قال زيمر إن الربع الأخير شهد أقوى نمو ربع سنوي في عدد السائقين النشطين منذ بداية الوباء وإن أوقات انتظار الركاب تقترب ببطء من مستويات ما قبل الوباء.
ضرائب كاليفورنيا
راهنت "ليفت" بشكل كبير على الانتخابات في كاليفورنيا هذا الأسبوع حيث أصبحت أكبر ممول لإجراء الاقتراع الذي يهدف لفرض ضريبة على أغنى الولايات لتغطية بعض تكاليف الانتقال إلى أشكال أكثر مراعاة للبيئة من وسائل النقل ومكافحة حرائق الغابات، وتحتاج كاليفورنيا إلى إتمام 90 % من أميال الرحلات بسيارات خالية من الانبعاثات بحلول 2030. ومن شأن أموال الضرائب الجديدة، إذا تمت الموافقة عليها، أن تساعد في دفع خصومات للسيارات الكهربائية والإنفاق على البنية التحتية اللازمة لتحقيق ذلك.
ويقول معارضو الإجراء، بمن فيهم حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، إنه لا حاجة لفرض ضريبة جديدة لأن الولاية تستثمر بالفعل في تدابير مماثلة، وظهر الحاكم الديموقراطي في إعلان تلفزيوني يصف الإجراء بأنه "مخطط خبيث وضعته شركة واحدة لتحويل إيرادات ضريبة الدخل الحكومية إلى شركتها".
تخطى مؤيدي الإجراء 50 % قبل بدء بث إعلانات نيوسوم التلفزيونية في سبتمبر الماضي، حيث أظهر استطلاع أجراه معهد السياسة العامة في كاليفورنيا خلال أكتوبر الماضي أن مستوى التأييد انخفض إلى 41 %.
قال زيمر: "أعتقد أن النجاح قريب، وسوف نرى ما يحدث".
المصدر: وول ستريت جورنال