شهدت أكبر عملة مشفرة في سوق الكريبتو، حدثا لا يتكرر سوى مرة كل 4 سنوات، حيث تم تنصيف (Halving) عملة بيتكوين نهاية أبريل من العام الحالي، وهو الحدث الذي عول عليه كثيرون للصعود بالبيتكوين إلى مستويات غير مسبوقة، لكن ذلك لم يحدث.
اختلف تنصيف بيتكوين في الدورة الحالية، والذي تم في 19 أبريل الماضي، عن الدورات السابقة. فالارتفاعات جاءت محدودة إلا أنها كانت أكثر ثباتا عن الدورات الثلاثة السابقة التي أعقبها هبوط وتقلبات عنيفة. ويظهر تتبع سعر بيتكوين في بورصات العملات المشفرة استقرار العملة قرب مستويات 63 دولارا خلال شهر سبتمبر المعروف تاريخيا بأنه شهر تراجع للعملة المشفرة، بحسب العديد من منصات تتبع البيانات.
وفقا لتوقعات العديد من خبراء سوق العملات المشفرة من المرجح أن يكون الربع الرابع 2024 إيجابياً لعملة بيتكوين، تزامنا وتوقعات الأسواق بزياد خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة.
تطور الأسعار
◄تحوم بيتكوين خلال تعاملات اليوم الإثنين، قرب علامة 64 ألف دولار بتراجع 3%، في حين تسجل القيمة السوقية 1.26 تريليون دولار.
◄ترتفع بيتكوين منذ بداية العام 51% وبنسبة 8% خلال تعاملات شهر سبتمبر، بينما ترتفع العملة المشفرة بنسبة 2.3% خلال الربع الثالث.
◄تنخفض بيتكوين 13.5% عن ذروتها التاريخية والتي تم تسجيلها قبل التنصيف بشهر تقريبا، حينما قفزت إلى مستويات 73.5 ألف دولار في 14 مارس الماضي.
◄سجلت بيتكوين أعلى مستوى في أسبوع التنصيف عندما وصلت إلى علامة 67 ألف دولار، يوم 23 أبريل، جاءت القمة التالية يوم 21 مايو عندما تخطت علامة 71 ألف دولار.
أوضح جو بورنيت، مدير تسويق المنتجات الأول «أنشيند كابيتال» على صفحته في منصة إكس أن هناك حججاً قوية لوصول البيتكوين إلى قيمة 750,000 دولار للرمز الواحد مستقبلاً.
أحد العناصر الرئيسية في حجة بورنيت هو نموذج هودل (HODL) الذي أنشأه ريتنل روت، بشأن عمليات تنصيف بيتكوين التي تحدث كل 4 سنوات وتؤدي إلى تناقص المعروض الفعلي للتداول.
ويشير هذا النموذج الفني إلى انعطافات حاسمة في سعر بيتكوين عقب عمليات التنصيف، وهو حدث يقلل من عدد عملات بيتكوين التي يتم تعدينها لحساب القائمين بالتعدين للتحقق من المعاملات، وهو ما يقلل المعروض من العملة.
سلطت البيانات الصادرة عن منصة تحليل البيانات «غلاسنود» الضوء على متضارب في سلوك عمال تعدين البيتكوين بعد عمليات التنصيف التي بدأت منتصف أبريل الماضي.
أظهرت البيانات أن عمال المناجم الأصغر حجماً (الذين يحملون 0.1 إلى1 عملة بيتكوين) يتخلصون من ممتلكاتهم، إلا أنه وفي المقابل فإن عمال المناجم الأكبر حجماً (الذين يحملون 100-1000 عملة بيتكوين) راكموا ممتلكاتهم في العملة المشفرة.
وفي الوقت ذاته أوضحت منصة تحليل البيانات «غلاسنود» أن شركات التعدين الكبرى المتداولة زادت احتياطياتها وأجرت عمليات شراء جديدة مع انخفاض الأسعار.
وفق البيانات التاريخية ارتفعت قيمة بيتكوين بعد عمليات التنصيف في 2012 و2016 و2020، إلا أن هذه القمم غالبا ما تبعها تصحيحات كبيرة في الأسعار وهبوط حاد لبيتكوين.
هذا العام تزامن التنصيف مع معنويات مختلفة في سوق العملات المشفرة، مدعومة بالحكم الأخير الذي أصدرته هيئة الأوراق المالية والبورصات بشأن إطلاق صناديق بيتكوين المتداولة في الولايات المتحدة.
إلا أنه وفي الوقت ذاته، جاءت عملية التنصيف وسط ذروة وارتفاعات قوية للدولار، حيث كانت الأسواق لم تتأكد بعد من موعد بداية دورة التيسير النقدي.
يرى خبراء منصة «غلاسنود» أن هذا التضارب في المعنويات سيؤدي إلى استجابة أكثر توازنا في السوق، مع مكاسب ثابتة بدلا من الارتفاعات المفاجئة، حيث إن نضج المستثمرين يخفف من المضاربة.
توقعت بورصة «ديربيت» أنه من المرجح أن يظل نشاط السوق قوياً في الأشهر المقبلة، حيث إن قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بإعطاء الضوء الأخضر للخيارات المرتبطة بصندوق بيتكوين المتداول في البورصة (IBIT) التابع لشركة بلاك روك قد يؤدي إلى تسريع التبني المؤسسي.
قال ستريجرز الرئيس التنفيديذي لديربيت: «أحد أكبر المحركات المحتملة هو الخيارات المتاحة على صناديق الاستثمار المتداولة».
في وقت سابق من الشهر الحالي أعطت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية موافقتها إطلاق صندوق جديد لبلاك روك، إلا أن مكتب مراقبة العملة ومكتب لجنة تداول العقود الآجلة للسلع لم يوافقا بعد.
وأضاف ستريجرز، «إن التحيز الصعودي في سوق الخيارات يتماشى مع التوقعات بأن دورة خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي والتحركات المماثلة من جانب البنوك المركزية الأخرى، بما في ذلك بنك الشعب الصيني، من شأنها أن تدعم الطلب على البيتكوين والإيثريوم».