تحاول الصين تعويض خسارة السوق الأميركية، أكبر الأسواق المستقبلة لبضائعها، من خلال الاتجاه إلى الأسواق الناشئة في آسيا، وأهمها فيتنام وتايلاند.
ووفق تقرير لوكالة «بلومبرغ»، بلغت الصادرات الصينية إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا، هذا العام، 1.3 مرة أكثر من الصادرات المباشرة إلى الولايات المتحدة.
وانتعشت صادرات الصين في شهر مارس الماضي، قبل الزيادات الهائلة في الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة عليها هذا الشهر، مع تدفق شحنات شبه قياسية إلى جنوب شرق آسيا.
وسجّلت الصادرات إلى فيتنام وتايلاند ارتفاعاً قياسياً، بينما نمت المبيعات إلى الولايات المتحدة بأكثر من 44% مقارنةً بفبراير الماضي، لتتجاوز 40 مليار دولار الشهر الماضي، وفق وكالة «بلومبرغ».
وأعلنت هيئة الجمارك الصينية، الإثنينن أن الصادرات بالقيمة الدولارية ارتفعت بنسبة 12.4% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، متجاوزة بذلك توقعات الاقتصاديين لنمو 4.6%. وانخفضت الواردات 4.3%، وهي نسبة تفوق الانخفاض المتوقع عند 2.1%. وقد نتج عن ذلك تحقيق فائض تجاري بقيمة 102.6 مليار دولار الشهر الماضي.
دعمت هذه الزيادة الاقتصاد في الربع الأول، لكن هذه الدفعة قد يتبدد بعد أن تسببت الولايات المتحدة في فوضى في التجارة العالمية. فرضت إدارة ترمب رسوماً جمركية 145% على العديد من الصادرات الصينية، مما استدعى رداً انتقامياً من بكين بفرض 125%.
يُرجح أن تبدأ تداعيات هذه الخطوة بالظهور بدءاً من هذا الشهر، مع وجود مؤشرات ضئيلة على استعداد الولايات المتحدة والصين للتراجع، وخفض رسومهما الجمركية. ارتفعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 8.8% في مارس مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، وفقاً لحسابات بلومبرغ، بعد انخفاضها بأكثر من 11% في فبراير.
وكانت أول زيارة خارجية للرئيس شي جينبينغ، هذا العام تهدف إلى إبراز نفوذ الصين في المنطقة.
وزار شي، ماليزيا ضمن جولة في جنوب شرق آسيا، تشمل أيضاً فيتنام وكمبوديا، والتقى شي برئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الأربعاء، ووقّعا عدداً من اتفاقيات التعاون بين البلدين.
ووفق تقرير «بلومبرغ»، فقد حوّلت تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية ضد تلك البلاد، هذه الزيارة إلى مسعى لمنع قادة جنوب شرق آسيا من إبرام صفقات على حساب بكين.
كما تُبرز زيارة شي، الوضع المعقد الذي تواجهه دول جنوب شرق آسيا. فقد أصبحت هذه الدول طرقاً رئيسة للصادرات الصينية للوصول إلى الولايات المتحدة منذ فرض ترامب رسوماً جمركية في ولايته الأولى.
والآن، وبينما تسعى هذه الدول للحصول على إعفاءات من الرسوم الجمركية الأخيرة، فإنها تشعر بالقلق أيضاً من إمكانية إعادة توجيه البضائع الصينية الرخيصة إلى أسواقها.