وفي أكتوبرالماضي، صدرت الصين 4290 طنا من التربة النادرة أي بزيادة قدرها 19% على أساس سنوي.
ولكن للمرة الأولى، أعلنت وزارة التجارة الصينية الثلاثاء الماضي إجراءات جديدة للسيطرة على صادرات التربة النادرة، وهي منتجات تعتبر استراتيجية للاقتصاد الصيني وتحتاجها بقوة الدول الغربية خصوصاً لصناعة بطاريات السيارات وتوربينات الرياح، وفقاً لما نقلت صحيفة لي زيكو.
وأصبحت عناصر التربة النادرة الآن من بين المعادن التي يجب الإبلاغ عن مبيعاتها إلى السلطات قبل تسليمها. ويأتي هذا القرار في ظروف متوترة بشكل خاص بسبب الحرب التجارية المستمرة بين بكين وواشنطن.
والمهم أن هذا القرار، الذي ينبغي تطبيقه مبدئياً حتى نهاية أكتوبر 2025 يأتي قبل أسابيع قليلة من القمة المخطط لها بين الرئيسين الصيني شي جين بينغ والأميركي جو بايدن.
وبالتالي يمكن لبكين استخدام هذا النظام الجديد كوسيلة للضغط أثناء المفاوضات بين رئيسي الدولتين.
وفي الواقع، تنص الأنظمة الجديدة على أنه يجب على المصدرين إرسال التفاصيل المتعلقة بمعاملاتهم التجارية، بدءاً بأنواع وكميات الأتربة النادرة المصدرة، ووجهتها، والميناء، وتاريخ توقيع العقد، وتاريخ شحن البضائع.
وقد تسمح كل هذه التفاصيل لبكين بإمكانية منع الشحنة إذا كانت تثير استياءها، مع العلم بأنه ليس من الوارد في الوضع الراهن، إنشاء تراخيص للتصدير كما هو الحال الآن بالنسبة للغرافيت والجاليوم والجرمانيوم.
ورسمياً، يتعين على الصين، التي تظل إلى حد بعيد المصدر الرئيسي في العالم لعناصر التربة النادرة، أن تهتم بتسهيل عملية تطوير إحصاءات التجارة الخارجية للبلاد.
وقال وانغ قوه تشينغ، مدير الأبحاث في مركز أبحاث المعلومات عن الفولاذ من بكين بحسب صحيفة "جلوبال تايمز" اليومية، إن هذه الانظمة الجديدة ستوفر بيانات شاملة عن صادرات الأتربة النادرة، بما في ذلك عن حجمها وسعرها وذلك لضمان تنمية سليمة ومستقرة لهذه الموارد الثمينة.
ولكن أيضاً، وبلا شك، تسعى القوانين الجديدة إلى تنظيم استغلال هذه العناصر من التربة النادرة بشكل أفضل ودعم الأسعار.
ووفقا للمصدر نفسه، تم بيع بعض هذه المعادن "بالكاد أغلى من الكرنب".
وزادت صادرات الصين من عناصر التربة النادرة بنسبة 19% خلال عام واحد، وتسيطر على هذا القطاع غرفة التجارة الصينية لمستوردي ومصدري المعادن والكيماويات وهي التي ستكون مسؤولة عن جمع البيانات التجارية وعن ضمان احترام سريتها.
ويعتبر تعداد هذه البيانات مهماً، ووفقاً لأرقام التجارة الخارجية التي نشرتها الجمارك الصينية، صدّرت البلاد 4290 طناً من التربة النادرة في شهر أكتوبر.
وارتفع حجم التداول بنسبة 9% مقارنة بشهر سبتمبر، و19% مقارنة بشهر أكتوبر 2022.
وستكون لجنة التجارة الخارجية مسؤولة أيضاً عن ضمان تطبيق إجراءات الرقابة الجديدة لمستوردي النفط الخام والحديد ومركزات خام النحاس وأسمدة البوتاس.
كما يتعيّن عليها أيضا بالإبلاغ عن تفاصيل عقودها. وحتى الآن، لا تنطبق هذه القواعد إلا على واردات منتجات مثل الصويا ومسحوق حليب الأطفال ولحم الخنزير وحتى السكر.