قبل أن تطالها قيود واشنطن.. طفرة بمبيعات السيارات الكهربائية الصينية

بعيداً عن التباطؤ الذي يطال العديد من القطاعات في ثاني اكبر اقتصاد في العالم، لا تزال مبيعات السيارات الكهربائية تحقق قفزات قياسية في الصين، لتنجو من التباطؤ الذي ضرب حتى قطاع السيارات في بكين، وتأتي طفرة مبيعات سيارات الطاقة الجديدة تزامنا مع أنباء عن توجه واشنطن لفرض قيود جديدة على واردات هذا القطاع الواعد.

وأظهرت أحدث بيانات رابطة سيارات الركاب في الصين تباطؤا كبيرا في المبيعات في ظل تراجع إنفاق المستهلكين في الصين، وبينما تعاني مبيعات السيارات في أكبر بلد يصنع السيارات في العالم، تلقت الصناعة أنباء سلبية جديدة ألقت بظلال سلبية على المصنعين والمنتجين حيث تتجه واشنطن إلى فرض قيود ورسوم على قطاعات عديدة من بينها السيارات.

شهدت مبيعات السيارات في الصين تراجعا خلال شهر أبريل الماضي بنسبة 5.8% على أساس سنوي بعدما أخفقت منافسة شرسة في الأسعار وحوافز متنوعة في تبديد حذر المستهلكين بشأن بنود الإنفاق الكبيرة وسط ضعف يشوب الانتعاش الاقتصادي.

وأوضحت بيانات رابطة سيارات الركاب في الصين بأن إجمالي مبيعات سيارات الركاب بلغ 1.55 مليون وحدة في أبريل الماضي، بانخفاض بنسبة 9.6% مقارنة بمبيعات شهر مارس الماضي.

وكانت مبيعات السيارات ارتفعت 5.7% على أساس سنوي في مارس كما قفزت 53% على أساس شهري.

السيارات الكهربائية

بينما صعدت حصة مبيعات سيارات الطاقة الجديدة إلى مستوى مرتفع جديد، مما يمهد الطريق لأكبر سوق للسيارات في العالم لتسريع تحقيق هدفها الأخضر، فإن مبيعات السيارات الكهربائية لا تزال أبطأ بكثير من مبيعات السيارات الهجينة.

واستحوذت سيارات الطاقة الجديدة على 43.5% من إجمالي مبيعات السيارات، وهو أعلى مستوى قياسي خلال شهر كامل بعد أن وصلت إلى أكثر من النصف في النصف الأول من أبريل. وحددت الصين هدفا بنسبة 45% بحلول عام 2027.

كما ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية إلى 12.1% في أبريل على أساس سنوي من 10.5% في مارس، بينما قفزت مبيعات السيارات الكهربائية الهجينة بنسبة 64.2% مقابل ارتفاع بنسبة 75.4% في مارس.

اقرأ أيضاً- أسهم آسيا تتجاهل قيوداً أميركية محتملة على بكين

في حين تراجعت مبيعات السيارات الكهربائية على أساس شهري بنسبة 6.3% مقارنة بشهر مارس، بينما انخفضت مبيعات السيارات الكهربائية الهجينة بنسبة 4.7%.

وخلال الربع الأول، ارتفعت مبيعات السيارات بنسبة بلغت 10.6% على أساس سنوي لتصل إلى 6.72 مليون وحدة، في حين زاد إنتاج السيارات في نفس الفترة بنسبة 6.4% على أساس سنوي ليصل إلى حوالي 6.61 مليون وحدة.

وأوضحت بيانات صناعية أصدرتها الجمعية الصينية لمصنعي السيارات توسع سوق الشاحنات الصغيرة في الصين خلال الربع الأول من عام 2024، مع زيادة عدد الوحدات المنتجة والمباعة بشكل ملحوظ.

ضغوط جديدة

وذكرت تقارير إخبارية نقلا عن مصادر مطلعة، لوكالة بلومبيرغ، أنه من المقرر أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن رسوم جمركية جديدة على الصين في الأسبوع المقبل، والتي قد تستهدف القطاعات الاستراتيجية بما في ذلك السيارات الكهربائية.

وأضافت المصادر أنه "من المتوقع وأن يحافظ الإعلان المرتقب (الذي يمكن أن يتم يوم الثلاثاء)، على الرسوم الحالية إلى حد كبير،  ومن الممكن أيضا تأجيل إقرار هذه الرسوم إلى وقت لاحق.

إلا أن هذا الإعلان المحتمل قد يتضمن فرض رسوم على قطاعات محددة مثل أشباه الموصلات ومعدات الطاقة الشمسية.

ليست الأولى

وفي ديسمبر الماضي، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا، نقلا عن مصادر مطلعة على الأمر، أفادت فيه بأن الولايات المتحدة تدرس حاليا رفع الرسوم الجمركية على بعض السلع الواردة من الصين.

ووفقا للأنباء حينذاك كان من المقرر يكون من بينها السيارات الكهربائية، مع إجراء تعديلات أخرى من المقرر أن يتم الإعلان عنها ببداية العام المقبل.

ويأتي هذا التقرير بعد أن قدمت مجموعة من المشرعين الأمريكيين بالحزبين الجمهوري والديمقراطي الشهر الماضي طلبا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن دعت فيه إلى زيادة الرسوم الجمركية على السيارات المصنوعة في الصين.

وسعى المشروعون الاميركيون إلى بحث الوسائل المتاحة لمنع الشركات في الصين من إدخال سياراتها إلى الولايات المتحدة عن طريق المكسيك.

تأثير متواضع

وقال شين يونغ مدير الاستثمار في أبردن، إن هذا القرار سيؤدي حتماً إلى تجنب المستثمرين للأسهم المعرضة للمخاطر، إلا أنه أشار إلى أن التأثير الفوري المحتمل لهذه الإجراءات سوف يكون طفيفاً على الأرجح.

وأضاف يونغ: "نظراً لحرمان كبرى شركات السيارات الكهربائية الصينية من الوصول للسوق الأميركي بالفعل، وتصدير شركات ألواح الطاقة الشمسية منتجاتها للولايات المتحدة عبر أطراف ثالثة سيكون التأثير طفيفاً".