إيفانغيلوس ماريناكيس.. قطب الشحن اليوناني يبني أسطولاً من فرق كرة القدم

 إيفانغيلوس ماريناكيس قطب الشحن اليوناني، يشرف على أسطول يضم أكثر من 100 سفينة ومعها عدة أندية كرة قدم، ويجد أن ملكية الأندية أكثر متعة من الشحن.

قام ماريناكيس باستثمار كبير عام 2010 يتوافق مع شغف طفولته، فقد اشترى نادي كرة القدم أولمبياكوس. وقد بدا هذا القرار منطقياً تماماً، إذ كان داعماً للنادي طوال حياته، حتى أنه كان يحمل شعاره الموشوم على ذراعه اليسرى، وكان والده، مؤسس إمبراطورية الشحن الخاصة بهم، من بين المستثمرين الأصليين للنادي عندما أصبحت كرة القدم اليونانية احترافية في عام 1979.

لكن استحواذ ماريناكيس اللاحق لم يكن منطقياً، فقد اشترى "نوتنغهام فورست"، وهو نادٍ متعثر في شرق ميدلاندز في بريطانيا؛ الشيء الوحيد المشترك بينه وبين أولمبياكوس هو "قمصان لاعبيه الحمراء".

ورغم التحديات، كان ماريناكيس مصمماً على إحياء كل من "أولمبياكوس" و"نوتنجهام فورست"، مستخدماً فطنته التجارية لإبعادهما عن الصعوبات التي يواجهانها.

في بداية عام 2024، كان "أولمبياكوس" يكافح من أجل التقدم في الدوري الأوروبي، بينما واجه "نوتنجهام فورست" الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان معظم الملاك في موقف "ماريناكيس" ينتظرون حتى الموسم التالي من أجل بداية جديدة، أو حتى تخفيض خسائرهم، لكن بدلاً من ذلك، استثمر "ماريناكيس" بكثافة في الانتقالات الجديدة والجهاز الفني لكلا الفريقين. 

وأثمرت جهود "ماريناكيس"، فمن المقرر أن يتنافس "أولمبياكوس" في نهائي دوري المؤتمرات يوم الأربعاء مع فرصة لحمل أول لقب أوروبي له، بينما أفلت نوتنغهام فورست من الهبوط وحجز موسماً مربحاً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وقال ماريناكيس، ذو الـ56 عاماً والذي تبلغ ثروته 3.5 مليار دولار: "أكره الخسارة، وعندما يحدث ذلك سأفعل كل ما بوسعي لتغييره".

إمبراطورية متعددة

تمتد إمبراطورية ماريناكيس إلى الشحن وكرة القدم والإعلام، إذ تعد شركته Alter Ego Media أكبر مجموعة نشر في اليونان، وتضم صحيفتين وعدداً من المجلات، إضافة إلى قناة MEGA التلفزيونية الأكثر شعبية في البلاد.

ويمتد نهج ماريناكيس الجريء إلى مشاريعه الإعلامية، فقد اكتسبت وسائله الإعلامية، التي غالباً ما تنتقد الحكومة اليونانية، الكثير من الاهتمام لدرجة أن Alter Ego Media حققت أرباحاً هذا العام وتستعد للإدراج في بورصة أثينا. 

كما واجهت أندية كرة القدم التابعة له تحديات مع الحكام. ففي مارس الماضي، جرى خصم أربع نقاط من نوتنجهام فورست بسبب خرقه قواعد الإنفاق في الدوري الإنجليزي الممتاز. كما زعم النادي تحيز الحكم ضده بعد الخسارة 1-0 أمام ليفربول وبعد حرمانه من ركلة جزاء في الهزيمة 2-0 أمام إيفرتون.

ولم يثنِ ذلك ماريناكيس عن التركيز على رياضته المفضلة، فهو يوسع حالياً إمبراطوريته الكروية، اذ وضع اللمسات الأخيرة للاستحواذ على فريق "ريو آفي"، وهو فريق متوسط الحجم احتل المركز الحادي عشر في الدوري البرتغالي.

ويبدو أن مكانة ريو آفي الحالية لن ترضيه لفترة طويلة، ففي غضون خمس سنوات من توليه مسؤولية فورست، أشرف على عودة النادي إلى دوري الدرجة الأولى لكرة القدم الإنجليزية للمرة الأولى منذ ربع قرن.

وقال ماريناكيس: "أنا أملك أكبر نادٍ في اليونان، ولم أكن لأستثمر في إنجلترا من أجل فريق أصغر يريد فقط تجنب الهبوط". 

ويؤمن ماريناكيس بأهمية البنية التحتية لتحقيق النجاح، ويتصور أن ما يحتاجه هو إنشاء ملعب جديد يتسع لـ50 ألف مقعد لنوتنجهام فورست، متجاوزًا السعة الحالية البالغة 30445 مقعدًا لملعب سيتي جراوند، موطن الفريق منذ عام 1898. كما يتفاوض أيضًا مع مجلس مدينة نوتنجهام لتوسيع الاستاد الحالي.

 وأوضح قائلاً: "نحن نعيش في عصر تملي فيه الإيرادات النجاح. نحن بحاجة إلى تحقيق أهداف أكبر مثل المدن الإقليمية الأخرى، مانشستر وليفربول".

 وتعكس هذه الاستراتيجية أسلوبه في أولمبياكوس، إذ استحوذ على النادي الأكثر نجاحاً في تاريخ كرة القدم اليونانية، خلال أزمة الديون اليونانية في عام 2010، وشرع في استثمار أكثر من 100 مليون يورو لتسوية الديون وتعزيز مرافق التدريب. وقد أثمرت استثماراته، إذ توج أولمبياكوس بالبطولة اليونانية في 10 من المواسم الـ12 التي أعقبت استحواذ ماريناكيس.

وفي حين أن ملكية كرة القدم قد تكون أمراً مرهقًاً ومثيراً للغضب في بعض الأحيان، إلا أن ماريناكيس يجدها أكثر متعة من الشحن، إذ قال: «أنا أستمتع بالرحلة الشاقة، وليس لدي وقت لأشعر بالملل».