المطاعم الأميركية تتجه لتطوير مفهوم الخدمات الرقمية

تختبر أكبر سلاسل المطاعم في أميركا، تجربة المطاعم الرقمية فقط، بالإضافة إلى طلبات السيارات، وتراهن عدة قطاعات على أن طلب المستهلكين على توصيل الطعام سيستمر في النمو حتى ما بعد الوباء.

وقامت شركة ماكدونالدز الأميركية بافتتاح مطعم جديد في ولاية تكساس بدون أي طاولات للطعام، واقتصرت على وضع ممر للسائقين الذين يقومون بالطلب المسبق، وعلى غرار ذلك مطعم شيبتول مكسيكان غريل؛ حيث لا يوفر أماكن لجلوس العملاء داخل مطاعم أوهايو، ويكتفي المطعم بتلقي الطلبات الرقمية فقط.

وتتمثل استراتيجية العديد من سلاسل المطاعم العملاقة، في توجيه عملياتها نحو الطلبات السريعة، والطلب من خلال الإنترنت، في غضون اختبار مفهوم المطاعم الجديدة التي تقدم الطعام فقط، حيث تقول الشركات إن هذا النهج سيزيد الربحية والكفاءة.

تحديات

التحدي الذي تواجهه الشركات في هذا التحول، هو إجراء مثل هذه التغييرات، في حين أن سلوك المستهلك الذي اكتسبه خلال الوباء من الممكن أن يصبح عابراً.

ولا يزال الإقبال على طلب الطعام للخارج قوياً، حتى بعد انخفاضه عن الذروة التي تم الوصول إليها خلال العام الأول للوباء، ومن بين جميع طلبات الطعام المقدمة في مطاعم الوجبات السريعة في عام 2022، كان 85% منها للتوصيل خارج المطعم، وذلك وفقاً لبيانات شركة أبحاث السوق NPD Group.

وتعد النسبة المسجلة عام 2022، أقل من الذروة، التي بلغت 90% خلال 2020، وفي الوقت نفسه سجلت ارتفاعاً من حوالي 76% في السنوات التي سبقت الوباء.

وتتجه المقاهي أيضاً إلى تقليل عدد مقاعد الجلوس في المستقبل، حيث تعتزم شركة ستاربكس إضافة ما يقارب 400 متجر في أميركا، لخدمة التوصيل أو التسلّم، خلال الثلاث سنوات المقبلة.

ونجت سلسلة ماكدونالدز- على غرار العديد من سلاسل الوجبات السريعة الأخرى- من تداعيات الوباء، نظراً لوجود العديد من المتاجر التي تضم ممرات لطلبات السيارات.

وشكلت خدمة النقل المباشر ما يصل إلى 90% من أعمال الشركة في الولايات المتحدة خلال عام 2020، ارتفاعاً من حوالي الثلثين قبل الوباء، وفي عام 2021 أطلقت ماكدونالدز برنامج ولاء لإغراء العملاء الأميركيين بالطلب عبر الإنترنت.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز كريس كمبجنسكي، في مقابلة هذا الشهر: «إن تنسيقات المتاجر الجديدة، بما في ذلك تلك التي لا تحتوي على غرف طعام، ستلعب دورًا، حيث تسعى الشركة إلى إضافة مطاعم جديدة في السنوات القادمة».

وأشار كمجنسكي إلى أن ماكدونالدز تستكشف طرقاً جديدة لبيع طعامها خارج المطاعم التقليدية، وتهتم بالتوسع في بعض تجارب السلسلة لبيع الحلويات فقط في أكشاك في أميركا اللاتينية، أو في وحدات ماك كافية المستقلة التي تعمل في أستراليا وكندا.

وكانت ستاربكس من ضمن السلاسل الكبيرة الأخرى التي تمكنت من تعويض الخسائر خلال فترة الوباء عن طريق طلبات التوصيل، وسمحت ستاربكس لعملائها منذ سنوات بالطلب المسبق والدفع عبر التطبيق الخاص بها.

ولا يزال الانتقال إلى الطلبات الخارجية يمثل تحدياً لستاربكس التي لطالما روجت لمقاهيها كأماكن جذابة للاجتماعات.