وقالت مديرة صندوق النقد الدولي اليوم السبت: "العالم يحتاج إلى 5 تريليونات دولار لصالح التمويل المتعلق بقضايا المناخ".
وأشارت كريستالينا غورغييفا إلى أن تنفيذ التدابير مثل تسعير الكربون وتوفير الدعم السياسي اللازم قد يساعد على تسريع عملية التخلص من الكربون بشكل فعال.
الوقت المتبقي يكفي بالكاد لتغيير المسار وتوريث الأجيال القادمة كوكبا صحيا ونابضا بالحياة وصالحا للعيشكريستالينا غورغييفا
ولفتت مديرة صندوق النقد الدولي إلى أنه في الوقت الذي يستيقظ فيه العالم على حجم أزمة المناخ، تقوض التوترات الجغرافية–السياسية ومخاطر التشرذم قدرتنا على تنسيق التحرك العالمي اللازم لحل هذه المشكلة التي تهدد كوكبنا.
وأشارت غورغييفا إلى أنه وعلى الرغم أن الفرصة توشك على الانفلات من بين أيدينا، فإن الوقت المتبقي يكفي بالكاد لتغيير المسار وتوريث الأجيال القادمة كوكبا صحيا ونابضا بالحياة وصالحا للعيش.
وأوضحت مديرة الصندوق أن السياسات المعتادة سوف تؤدي إلى زيادة الانبعاثات العالمية السنوية بنسبة 4% بحلول 2030 ليتجاوز مستواها التراكمي الهدف البالغ 1,5 درجة مئوية بحلول عام 2035.
ولفتت إلى أن هناك حاجة إلى التعاون على مستوى العالم للمساعدة في تهدئة المخاوف إزاء احتمالية إضرار سعر الكربون بالقدرة التنافسية لاقتصادات البلدان.
وقالت غورغييفا: "يمكن أن يساهم إبرام اتفاق بين أكبر البلدان المُصدرة للانبعاثات في تحفيز البلدان الأخرى على أن تحذو الحذو ذاته – مثل إبرام اتفاق تصاعدي بين الصين والاتحاد الأوروبي والهند والولايات المتحدة".
وأضافت غوغييفا: "ومن شأن هذا الاتفاق أن يغطي أكثر من 60% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية وأن يرسل إشارة قوية لبقية بلدان العالم".
ولفتت غورغييفا إلى أن الوصول إلى الصفر الصافي بحلول عام 2050 يتطلب زيادة الاستثمارات منخفضة الكربون من 900 مليار دولار في عام 2020 إلى 5 تريليونات دولار سنويا بحلول عام 2030.
ويجب أن يبلغ نصيب البلدان الصاعدة والنامية من هذا الرقم تريليوني دولار سنوياً، مما يمثل زيادة قدرها خمسة أضعاف عن عام 2020، وفقًا لغورغييفا.
وقالت غورغييفا: "حتى وإن أوفت الاقتصادات المتقدمة بتعهداتها بتقديم 100 مليار دولار أو أكثر قليلا سنوياً، فإن معظم التمويل اللازم لهذه الاستثمارات منخفضة الكربون يجب أن يكون من القطاع الخاص".
معظم التمويل اللازم لهذه الاستثمارات منخفضة الكربون يجب أن يكون من القطاع الخاصكريستالينا غورغييفا
وفي غضون ذلك، يجب أن ترتفع حصة القطاع الخاص من تمويل العمل المناخي من 40% إلى 90% من إجمالي التمويل في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية بحلول عام 2030.
ويعني ذلك وضع مزيج من السياسات الشاملة للتغلب على حواجز مثل مخاطر النقد الأجنبي ومخاطر السياسات، وأسواق رأس المال غير المتطورة، وتدني عدد المشروعات القابلة للاستثمار، وفقًا لمديرة الصندوق.
وانطلقت يوم الخميس الماضي قمة COP28 الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة الخاصة لتغير المناخ، حيث قامت مصر بتسليم رئاسة القمة الأخيرة Cop27 إلى دولة الإمارات الشقيقة.
يأتي ذلك في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر في مدينة إكسبو دبي بمشاركة حوالى 70 الف شخص من 198 دولة موقعة على الاتفاقية.
ويعد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في الإمارات، بمثابة لحظة فارقة للعالم لتوحيد جهوده حول العمل المناخي الملموس وتقديم حلول ملموسة.
ويتطلب تحقيق ذلك التعاون بين المجتمع المدني والحكومة والصناعات وجميع قطاعات الاقتصاد.
ويعد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) بدولة الإمارات أحد أكبر وأهم التجمعات الدولية في عام 2023، ويحظى بمتابعة وثيقة في جميع أنحاء العالم.