وقد أدى ذلك أيضًا إلى اضطرار الكثيرين إلى زيادة سن التقاعد، من أجل سد الفجوة والقدرة على البقاء، وسط التوترات الاقتصادية وحالة عدم اليقين، التي لم تنته بعد، وفقا لموقع يورونيوز.
وتظهر دراسة جديدة أجراها موقع AgeCalculator، باستخدام بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، التي تم جمعها في الفترة ما بين عامي 2000 و2020، أن سن التقاعد في العديد من البلدان الأوروبية ارتفع بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة.
وحصلت بلغاريا على المركز الأول، إذ أظهرت ارتفاعًا بنسبة 13.26%، مع ارتفاع سن التقاعد لكل من الرجال والنساء من 56 عامًا في عام 2000 إلى 63 عامًا في عام 2020.
وتأتي إستونيا في المركز الثاني، بزيادة قدرها 11.93%، حيث ارتفعت من 58 عامًا في عام 2000، إلى 65 في عام 2020، وتتبعها لاتفيا، حيث ارتفع السن من 59 في عام 2000 إلى 65 في عام 2020.
كما تأتي دول أخرى في شرق ووسط أوروبا مثل المجر ورومانيا وسلوفينيا في أسفل القائمة. ومع ذلك، تضررت دول أوروبا الغربية أيضًا بشكل كبير، حيث شهدت البرتغال زيادة بنسبة 7.92%، في سن التقاعد، وهولندا، زيادة بنسبة 7.65%.
وذكر تقرير يورونيوز، أن هناك عدة عوامل تؤثر على مقدار مدخرات التقاعد، التي قد يمتلكها العمال الأوروبيون.
على سبيل المثال، نوع الوظيفة، والنفقات، والبلد الذي يعيشون فيه، وما إذا كان مكان عملهم يقدم خطة معاشات تقاعدية مهنية، وكذلك ما إذا كان لديهم أيضًا خطة معاشات تقاعدية شخصية.
وبالعودة إلى عام 2017، اكتشفت دراسة شرودرز للمستثمرين العالميين، والتي استطلعت آراء نحو 22 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، أنه حتى المستثمرون الراسخون لم يدخروا ما يكفي تقريبا للتقاعد، وكان الأوروبيون في أسفل القائمة.
وفي ذلك الوقت، كان الأوروبيون يدخرون نحو 9.9% فقط من رواتبهم للتقاعد، في حين كان الآسيويون يدخرون 13%، وكان المستثمرون في الأميركتين يدخرون 12.5% من رواتبهم للتقاعد.
وقالت ليزلي آن مورغان، رئيسة قسم التقاعد في شركة شرودرز: "من المعروف أن الناس لا يدخرون ما يكفي للتقاعد، ولكن هذه الدراسة تظهر أنه حتى أولئك الذين، هم مستثمرون راسخون بالفعل، لا يدخرون ما يكفي من المال".
وأضافت: "تظهر الدراسة أن المستثمرين على مستوى العالم، يدخرون 11.4% فقط من دخلهم ولكنهم يقولون إنهم يريدون التقاعد في سن الستين".
واستطردت: "ويظهر تحليلنا أن الشخص الذي بدأ الادخار للتقاعد في سن الثلاثين، من المرجح أن يحتاج إلى مدخرات بنسبة 15% و أكثر من عام، إذا أرادوا التقاعد بنسبة 50% من رواتبهم".
وبحلول عام 2023، لا تزال الأمور تبدو قاتمة بعض الشيء، بالنسبة للمتقاعدين الأوروبيين، حيث لا يزال أكثر من ثلث الأوروبيين لا يدخرون للتقاعد.
وجاءت تلك الرؤية من بيانات دراسة أجرتها شركة Insurance Europe، على 16000 شخص في 15 دولة أوروبية. وكشف 40% من المشاركين أن المناخ الاقتصادي الحالي، مثل ارتفاع التضخم وتكاليف المعيشة، وعدم اليقين الاقتصادي، قد أدى إلى تآكل المبلغ الذي كانوا يضعونه في صناديق معاشاتهم التقاعدية.
وذكرت شركة GoBankingRates، المتخصصة في التمويل الشخصي، أن متوسط مدخرات التقاعد في شمال أوروبا، يبلع نحو 100 ألف يورو، في حين يميل الناس في أوروبا الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة، إلى ادخار ما بين 50 ألف يورو و150 ألف يورو.
وتشهد منطقة جنوب أوروبا أقل من ذلك بكثير، حيث يتم ادخار ما يتراوح بين 20 ألف يورو و70 ألف يورو في المتوسط للتقاعد.
ويختلف المبلغ الذي تحتاجه للتقاعد في أوروبا بشكل كبير من بلد إلى آخر، حيث تكون دول أوروبا الغربية أكثر تكلفة بكثير من أوروبا الشرقية.
وقد يخطط بعض الأوروبيين لمغادرة القارة بالكامل، والاستقرار في أجزاء أخرى من العالم، مثل جنوب شرق آسيا ومنطقة البحر الكاريبي.
ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين يخططون للبقاء في أوروبا، خلال سنوات تقاعدهم، تقدر لوريتا كيلداي، المتحدثة باسم شركة "Debt Consolidation Care"، أن ما لا يقل عن 500 ألف دولار إلى مليون دولار، سيكون كافياً للعيش بشكل مريح في التقاعد.