logo
اقتصاد

التغير المناخي سبب رئيس.. العالم على شفا أزمة عصير البرتقال

التغير المناخي سبب رئيس.. العالم على شفا أزمة عصير البرتقال
تاريخ النشر:1 يونيو 2024, 05:47 م
تواجه شركات العالم الرائدة في تصنيع عصير البرتقال أزمة في العرض لمحصول البرتقال مدفوعة بشكل رئيس بالتغير المناخي، ما قد يدفع الشركات إلى التفكير في استخدام فواكه بديلة.

ووفق تقرير، صادر عن شركتي "Fundecitrus" و"CitrusBR"، فإن أزمة المناخ ومرض الحمضيات المعروف باسم "التخضير" دفعا مزارعي البرتقال البرازيليين إلى حصاد أصغر محصول لهم منذ عقود، وفقًا لما نقله موقع "بيزنس إنسايدر".

في حين أن البرازيل هي أكبر منتج ومصدر لعصير البرتقال في العالم، إلا أن التقرير توقع أن تحصد مناطق إنتاج البرتقال الرئيسة في البرازيل، في ساو باولو وميناس غيرايس، 232.38 مليون صندوق بوزن 40.8 كجم هذا العام، بانخفاض قدره 24.36% مقارنة بالعام السابق.

وأضاف التقرير أنه "إذا صحت توقعات الإنتاج هذه، فسيكون هذا ثاني أصغر محصول منذ 1988-1989".

* ثاني أكبر منتج

وفي علامة أخرى على الأزمة، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن فلوريدا، ثاني أكبر منتج لعصير البرتقال في العالم، تواجه أيضًا نقصًا حادًا بسبب سوء الأحوال الجوية والأمراض.

وقال كيس كولز، رئيس الرابطة الدولية لعصير الفواكه والخضروات، لفايننشال تايمز، إن النقص الأخير يمثل "أزمة"، مضيفًا: "لم نشهد شيئًا كهذا من قبل، حتى أثناء فترات التجمد الكبيرة والأعاصير الكبيرة".

وأردفت الصحيفة البريطانية أنه في الماضي، تجنب مقدمو عصير البرتقال النقص طويل الأجل عن طريق تجميد مخزون العصير، والذي يمكن استخدامه لمدة تصل إلى عامين.

لكنها أشارت إلى أنه حتى المخزون المجمد يتضاءل بسبب تراكم النقص على مدى ثلاث سنوات.

* عواقب مالية

العواقب المالية بدأت تظهر بالفعل، إذ ذكرت فايننشال تايمز أن العقود الآجلة لعصير البرتقال المركز ارتفعت إلى 4.92 دولار في بورصة نيويورك إنتركونتيننتال يوم الثلاثاء.

وفي الوقت نفسه، تُظهر بيانات منصة جمع البيانات "ستاتيستا" أن سعر 16 أونصة من عصير البرتقال كلف المستهلك الأميركي العادي ما يقدر بنحو 2.41 دولار في عام 2019، مقارنة بـ 3.41 دولار بحلول نهاية عام 2023.

كما قال فرانسوا سونفيل، أحد كبار محللي المشروبات في رابوبنك، في حديث لصحيفة "الغارديان" البريطانية، إن طلب المستهلكين على عصير البرتقال انخفض بنحو الخمس في العام الماضي بسبب ارتفاع الأسعار، مؤكدًا أن "صناعة عصير البرتقال العالمية تواجه أزمة".

واستطرد سونفيل في أسباب الأزمة قائلًا: "لقد اختفت صناعة فلوريدا تقريبًا، وتعاني البساتين البرازيلية من الأمراض، وارتفاع التكاليف، وظروف النمو غير المواتية، مما ترك إمدادات عصير البرتقال العالمية في أدنى مستوياتها منذ عقود".

أما كامبل فذهب للتوقعات المستقبلية، حيث قال: "إلى أن يتم الوصول إلى تلك النقطة حيث لم يعد المستهلكون على استعداد لدفع ثمن عصير البرتقال بسبب انخفاض العرض، فإن الأسعار ستستمر في الارتفاع".

* مناخ وتخضير

وتتمثل إحدى المشاكل الرئيسة في مرض تخضير الحمضيات، وهو مرض عضال تسببه الحشرات التي تتغذى على النباتات والتي تجعل ثمار الشجرة مُرة قبل أن تقتل الشجرة في النهاية.

لكن منذ انتشاره في جميع أنحاء فلوريدا في عام 2008، كان لتخضير الحمضيات آثار كارثية عندما اقترن بأزمة المناخ.

وبالأرقام، ذكر كولز أنه في السنوات العشرين الماضية، انخفضت إمدادات الولاية من عصير البرتقال من 240 مليون صندوق سنويًا إلى 17 مليون صندوق سنويًا.

وقال إن الشركات المصنعة قد تضطر إلى التفكير في استخدام فاكهة مختلفة، مثل اليوسفي، لأن أشجارها أكثر مرونة في مواجهة أنماط الطقس.

ومع ذلك، ستكون هذه عملية انتقال طويلة، حيث أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الاتحاد الدولي للأغذية سيتعين عليه أن يطلب تغييرات تشريعية في مدونة المعايير الغذائية الخاصة بالدستور الغذائي وفي إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

وفي سياق التفكير للخروج من الأزمة، قال هاري كامبل، محلل بيانات سوق السلع الأساسية في مجموعة الأبحاث Mintec، لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، إنه من المرجح أن يصبح المصنعون "أقل اعتمادًا" على إنتاج البرتقال من خلال دمج كميات أكبر من عصير الكمثرى وعصير التفاح وعصير العنب في خلطاتهم.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC