في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والظروف الجيوسياسية المعقدة، يتجه العديد من المصريين إلى وسائل استثمارية أكثر أمانًا، أبرزها المعادن الثمينة.
وفي هذا السياق، قال هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية للقاهرة، إن الوضع الحالي في السوق المصرية بعد الارتفاع الذي شهده سعر الذهب على المستوى العالمي يعكس تحولات واضحة في حركة السوق ينبغي استغلالها.
وأوضح، في تصريحات لـ«إرم بزنس»، أن شراء الذهب في الوقت الراهن، يعتبر استثماراً واعداً ومضموناً، إذ يعد الذهب من أفضل الوسائل لتخزين القيمة، بالإضافة إلى ذلك، شهدت أسعار الذهب زيادات غير متوقعة خلال العامين الماضيين، ما يعزز من مصداقيته كأداة استثمارية توفر عوائد مضمونة على المدى البعيد.
وأشار إلى أهمية التروي في عمليات الشراء والبيع على المدى القصير، إذ إن هذه الاستراتيجيات لا تضمن تحقيق مكاسب جيدة في فترة زمنية قصيرة.
وينصح ميلاد الأفراد بعدم الانسياق وراء التقلبات التي قد تحدث في السوق، بل التمسك بالاستثمار الطويل الأجل، خاصةً في ظل التوقعات التي قد تحدث بارتفاع أسعار الذهب بشكل مستمر على مدار العامين القادمين.
ورأى أن هذا الاتجاه نحو الذهب من المتوقع أن يستمر، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية المعقدة، لافتاً إلى أن استثمار الذهب يُعتبر أكثر أماناً مقارنة ببعض الأسواق المالية الأخرى التي تتأثر بشكل أكبر بالتقلبات العالمية.
وفي هذا الصدد، لفت ميلاد إلى أن اختراق أونصة الذهب حاجز 3000 دولار لأول مرة في التاريخ يعكس الوضع الاستثنائي الذي تمر به السوق العالمية.
وأكد أن الهدف التالي للذهب قد يكون وصوله إلى 3100 دولار للأوقية في وقت قريب، ما يدل على القوة الكبيرة التي يتمتع بها المعدن الأصفر في السوق العالمية، وهو ما يجعل الذهب خياراً مفضلاً لدى الكثير من المستثمرين الذين يبحثون عن ملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار المالي.
وأرجع ميلاد جزءاً من هذه الارتفاعات إلى السياسات الاقتصادية التي اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصاً تلك التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما يتعلق بفرض رسوم جمركية على السلع المستوردة من عدد من الدول.
التوترات الجيوسياسية حول العالم، خصوصاً منطقة الشرق الأوسط، تسهم في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، وفق ميلاد.
ولفت ميلاد إلى أن السياسات التي تتبعها الدول الكبرى في العالم تجعل من الذهب خياراً استراتيجياً لتقليل المخاطر في ظل هذه الأوضاع.
وأضاف أنه رغم هذا الوضع الاقتصادي غير المستقر، فإن الذهب لا يزال يعتبر استثماراً آمناً، ويجب على الأفراد الراغبين في شراء الذهب أن يستفيدوا من هذه الفرص التي قد تحقق لهم مكاسب على المدى البعيد.
رئيس شعبة الذهب بالقاهرة شدد على ضرورة أن يكون هناك فهم عميق للسوق واتباع استراتيجيات استثمارية مدروسة لتحقيق أفضل العوائد.
وواصلت أسعار المعدن الأصفر في الأسواق المصرية ببداية تعاملات اليوم الثلاثاء، ارتفاعها إلى مستوى قياسي جديد ليسجل الغرام «عيار 21» ارتفاعاً إلى مستويات 4235 جنيهاً «نحو 83.85 دولار» مع ارتفاع أسعار المعدن الأصفر عالمياً إلى مستوى قياسي عند مستويات الـ3016 دولاراً للأونصة.