logo
اقتصاد

الفيدرالي الأميركي.. هل "يلعب بالنار" بعدم تخفيض الفائدة؟

الفيدرالي الأميركي.. هل "يلعب بالنار" بعدم تخفيض الفائدة؟
رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باولالمصدر: رويترز
تاريخ النشر:26 يونيو 2024, 05:31 م

بعد أشهر من التكهنات بموعد التخفيض، وحرب مع البيانات الاقتصادية الدورية، ومخاوف من الشقوق التي تظهر على جدار الاقتصاد الأميركي، وتأخذه نحو الركود، يبدو أن التخفيض أصبح ضرورة عاجلة لكي تلتئم تلك الشقوق.

بدورها، تعتقد الأسواق الآن أن التخفيض أصبح "بعيد المنال"، إذ توضح أداة CME FedWatch أن الأسواق تتوقع فقط فرصة بنسبة 10% لخفض أسعار الفائدة في اجتماع السياسة في يوليو، وفقا لموقع بيزنس إنسايدر.

كما يتوقع معظم المشاركين في السوق أن يحدث أول خفض لأسعار الفائدة في سبتمبر أو نوفمبر.

لكن مُنشئة أحد أشهر مؤشرات قياس الركود الاقتصادي - قاعدة سام - كلوديا سام، كان لها رأي آخر، حمل تحذيرا شديد اللهجة لصناع السياسات النقدية في أميركا.

إذ قالت الخبيرة الاقتصادية السابقة في بنك الاحتياطي الفيدرالي، لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، إن إحجام بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة على المدى القريب هو مقامرة محفوفة بالمخاطر يمكن أن تدفع الولايات المتحدة نحو الركود.

وأضافت أن البنك المركزي "يلعب بالنار"؛ لأن إصراره على إبقاء أسعار الفائدة أعلى يؤدي إلى ارتفاع مثير للقلق في "قاعدة سام"، وهو مؤشر الركود الذي أنشأته كلوديا سام وسمي باسمها.

وأردفت: "خط الأساس بالنسبة لي ليس الركود. لكنها مخاطرة حقيقية، وأنا لا أفهم لماذا يضغط بنك الاحتياطي الفيدرالي على هذه المخاطرة. لست متأكدا مما ينتظرونه".

من جانبهم، فسر المسؤولون الانتظار بسبب عدم كفاية البيانات الخاصة بخفض التضخم. 

إذ يفضل العديد من محافظي البنوك المركزية معرفة أن التضخم يسير على طريق واضح نحو المعدل المستهدف البالغ 2%. 

وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي إنه في القراءات الحالية، فإن هذا يعني على الأرجح خفضًا واحدًا فقط لسعر الفائدة في عام 2024.

"يجب التخفيض الآن"

ولكن من خلال الحفاظ على أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها بنسبة 5% لمدة عام تقريبا الآن، فإن قاعدة سام تقترب ببطء من عتبة الركود.

ويتتبع النموذج متوسط معدل البطالة لمدة ثلاثة أشهر، وبمجرد أن يرتفع هذا بنسبة 0.5% من أدنى مستوى له خلال 12 شهرًا، فهذه علامة شبه مؤكدة على أن الولايات المتحدة في حالة انكماش.

ويبلغ المقياس الآن 0.37%، بعد أن تجاوز معدل البطالة الشهر الماضي 4% للمرة الأولى منذ أوائل عام 2022، ما يمثل أعلى مستوى منذ ذروة فترة جائحة كوفيد 19.

ولهذا السبب، قالت سام إن بنك الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يبدأ دورة خفض تدريجية الآن، ويخرج الاقتصاد عن المسار الذي قد يتطلب إجراءات أكثر صرامة إذا لم يُعَالَج.

وقالت: "النتائج السيئة لذلك يمكن أن تكون سيئة للغاية"، مضيفة: "من منظور إدارة المخاطر، أجد صعوبة في فهم عدم رغبة بنك الاحتياطي الفيدرالي في التخفيض وحديثهم الصارم الذي لا يتوقف عن التضخم".

وانضم آخرون أيضًا إلى المطالبات بمزيد من التخفيض الفوري، مثل كبير الاقتصاديين، محمد العريان. وبالمثل، أشار إلى أن التخفيض المتأخر قد يتطلب من البنك المركزي سن دورة تيسير أكثر جذرية، حيث ينزلق الاقتصاد إلى انخفاض حاد.

ووفقا لبيزنس إنسايدر، ففي الوقت نفسه، تظل الأسواق مقتنعة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بأكثر من خفض واحد فقط، إذ يشير المستثمرون إلى تخفيضين على الأقل بمقدار 25 نقطة أساس بدءًا من سبتمبر.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC