logo
اقتصاد

60 مليار دولار سوق التجميل في الشرق الأوسط بحلول 2025

60 مليار دولار سوق التجميل في الشرق الأوسط بحلول 2025
صورة جوني ديب وهو يروج لمنتج (Sauvage) من "ديور" في متجر بمطار أبوظبي الدولي، الإمارات، 2 ديسمبر 2023.المصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:29 يوليو 2024, 03:27 م

يشهد قطاع الجمال في الشرق الأوسط، والذي يُعتبر من الأسواق الرئيسة في صناعة التجميل العالمية، نمواً ملحوظاً بفعل الاتجاهات الاقتصادية والديموغرافية المتغيرة. وقدمت شركة "ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط" تقريراً شاملاً يتناول هذه السوق الديناميكية، مُسلطاً الضوء على المقاييس الاقتصادية والتوقعات المستقبلية.

تشتهر منطقة الشرق الأوسط بتاريخها العريق في تقاليد الجمال والعناية بالبشرة، بدءاً من العطور التقليدية المستندة إلى العود وصولاً إلى الأساليب التجميلية القديمة. ولكن، في الآونة الأخيرة، شهدت المنطقة تحولات جذرية أثرت بشكل كبير على مشهد التجميل، وذلك بفضل النمو الاقتصادي السريع، والتحضر المتسارع، وزيادة عدد الشباب. هذه العوامل ساهمت في ازدهار صناعة التجميل وتحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع.

واعتماداً على بيانات شركة "يورومونيتور إنترناشيونال" للتحليلات الاقتصادية، أكد التقرير أن قيمة سوق التجميل والعناية الشخصية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقدر حالياً بأكثر من 46 مليار دولار. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى ما يقرب من 60 مليار دولار بحلول عام 2025، مما يعكس معدل نمو سنوي مركب (CAGR) يفوق الأسواق التقليدية مثل أوروبا والولايات المتحدة، ويؤكد الأهمية الاقتصادية المتزايدة للمنطقة في قطاع التجميل العالمي.

وتدعم هذه السوق في الشرق الأوسط عدة عوامل رئيسة، منها:

الشباب

يتميز الشرق الأوسط بديموغرافية شابة تمثل قاعدة المستهلكين التي تشكل محوراً رئيساً في دفع نمو السوق.

ارتفاع الدخل

إن التحضر السريع وزيادة الدخول المتاحة في جميع أنحاء المنطقة تعمل على توسيع قاعدة المستهلكين. ويساهم هذا التحول، إلى جانب القوة الشرائية المتزايدة، بشكل كبير في توسع السوق.

زيادة عدد المغتربين

يساهم تدفق المغتربين إلى المنطقة أيضاً في تعزيز الطلب على مجموعة متنوعة من منتجات الجمال والعناية بالصحة.

السوق والاختلافات الإقليمية

يُعتبر الشرق الأوسط سوقاً معقدة، إذ يتميز بتنوع إقليمي وثقافي كبير. ويمكن أن يشير مصطلح "الشرق الأوسط" إلى مجالات جغرافية مختلفة، بدءاً من دول مجلس التعاون الخليجي (GCC) إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA). ويزيد تعقيد هذه الفروق من عملية بحث السوق وتشكيل الاستراتيجيات.

وأكد التقرير أن فهم الفروق الإقليمية الدقيقة أمر حاسم للنجاح. على سبيل المثال، يمكن أن تختلف تفضيلات المستهلكين والأطر التنظيمية بشكل كبير بين الدول. كما تشير إيمي وارد، استشارية العلامات التجارية في شركة "ذا ريد تري"، إلى أن "الشرق الأوسط يحتوي على الكثير من الفروق بين الدول. قد تجد أنك تحتاج إلى استراتيجيات ضمن استراتيجيات".

نتيجة لذلك، يتطلب السوق نهجاً دقيقاً يتجاوز نماذج التوسع التقليدية. ومع تحول استراتيجيات التوزيع العالمية نحو التجارة متعددة القنوات واللامحدودة، يظهر الشرق الأوسط كموقع رئيس لتوسيع عمليات علامات التجميل، خاصة تلك التي تتفاعل مع الاتجاهات المحلية، وتدعم رواد الأعمال المبتكرين، وتتكيف مع التفاوتات الثقافية والتنظيمية.

ومن المتوقع أن يدفع دمج التقاليد مع التحولات الحديثة، إلى جانب التقدم التكنولوجي، الشرق الأوسط إلى دور بارز في سوق الجمال العالمي، إذ إن مزج المنطقة بين ثراء التاريخ والنمو الاقتصادي المعاصر يقدم فرصة فريدة للمستثمرين الراغبين في الاستثمار أو التوسع في هذه السوق الحيوية.

التصورات الخاطئة والتفاصيل الثقافية

أبرز التقرير بعض التصورات الخاطئة الشائعة حول الشرق الأوسط، خاصة في ما يتعلق بتمثيل النساء. فعلى الرغم من الطبيعة المحافظة لبعض المناطق، فإن العديد من النساء يستثمرن بشكل كبير في العناية بمظهرهن. بالإضافة إلى ذلك، يولي الرجال في الشرق الأوسط أهمية كبيرة للعناية الشخصية والعطور، حيث تعتبر العطور مستحضرات بارزة يستهلكها الرجال أكثر من النساء.

ويؤكد الرئيس التنفيذي للعمليات التجارية في "ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط"، فلين روبرتس، أن على العلامات التجارية الدولية أن تتنبه لحساسية الثقافات بعناية. فقد تكون استراتيجيات التسويق الفعالة في الأسواق الغربية غير ملائمة في الشرق الأوسط، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمحتوى الذي قد يُعتبر غير لائق أو صريحاً بشكل مفرط. بالإضافة إلى ذلك، على العلامات التجارية أن تكون واعية لطبيعة المجتمع وتنوعه لتجنب الأخطاء في الإعلانات وحتى تحديد الموقع في الأسواق المختلفة.

الاتجاهات الناشئة

ركز التقرير على وجود عدة اتجاهات رئيسة تؤثر على سوق الجمال في الشرق الأوسط، منها:

الجمال النظيف

هناك طلب متزايد على الشفافية والاستدامة في منتجات التجميل، حيث يسعى المستهلكون في المنطقة بشكل متزايد إلى العلامات التجارية التي تعطي الأولوية للممارسات الأخلاقية والنظيفة.

دمج التقليد والحداثة

تتمازج الممارسات الجمالية التقليدية وبعض الممارسات القديمة في المنطقة، مثل الزيوت أو الأعشاب، مع العلوم والتكنولوجيا المعاصرة لتعزيز فعاليتها أو لضمان جودتها، مما يخلق مزيجاً فريداً من الحلول الجمالية التاريخية والحديثة.

الرفاهية الشاملة

يركز الاهتمام على صحة البشرة والترطيب بما يتماشى مع تحديات المناخ في المنطقة، بما في ذلك التعرض المكثف للشمس والرطوبة.

خطة حسب البلد

تنصح الشركة العلامات التجارية بالتعامل مع سوق الشرق الأوسط باستخدام استراتيجية تُفصَّل لكل بلد بدلاً من اتباع نهج موحد. كما على العلامات التجارية أيضاً تعديل حملاتها التسويقية لتتناسب مع التفضيلات المحلية، دون أن تفقد هويتها الأساسية، وهو ما يستدعي التفاعل مع شركاء توزيع محليين يفهمون تفاصيل السوق لتعزيز نجاح العلامة التجارية بشكل أكبر.

تأثير جيل الألفية على السوق

يعمل جيل الألفية (الجيل Z) على إعادة تشكيل مشهد الجمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يشكل الأفراد تحت سن الثلاثين 55% من سكان المنطقة. ويفضّل هذا الجيل العلامات التجارية المتخصصة التي تحمل قيماً اجتماعية حديثة وتهتم بالاستدامة، بعيداً عن العلامات التجارية الفاخرة التقليدية.

كما تشير الأبحاث إلى أن 71% من مستهلكي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يفضلون التغليف الصديق للبيئة، و75% يميلون إلى الشراء من العلامات التجارية التي تلتزم بالممارسات البيئية.

وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً دوراً حيوياً في التأثير في قرارات الشراء، ووفق التقرير فإن 90% من عمليات الشراء في الإمارات والسعودية تتأثر بالمحتوى الرقمي. ففي السعودية، يستخدم 82% من الأفراد عبر جميع الفئات العمرية وسائل التواصل الاجتماعي، مع وصول معدل انتشار الهواتف الذكية إلى 97%. ومن المتوقع أن يصل قطاع التجارة الإلكترونية في المنطقة إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2025.

دور السياحة والرفاهية

أصبحت السياحة قناة هامة لعرض العلامات التجارية، ونموها في قطاع الجمال. فبحسب التقرير، سجل مطار دبي الدولي، إيرادات قياسية بلغت 2.16 مليار دولار في عام 2023، حيث ساهمت العطور بمفردها بمبلغ 374 مليون دولار. ويبرز هذا النمو أهمية الوصول إلى مجموعة متنوعة من المستهلكين الدوليين، بما في ذلك أولئك من الهند والصين، الذين قد لا يتوفر لديهم وصول سهل إلى بعض العلامات التجارية للجمال محلياً.

أما في مجال الرفاهية، يحتل إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المرتبة الثانية عالمياً من حيث أسرع الاقتصادات نمواً، وبلغت قيمة سوق الرفاهية، الذي يشمل النشاط البدني، الصحة العقلية، الغذاء الصحي، وخدمات الاستحمام العلاجي والعناية بالبشرة 110.5 مليار دولار في عام 2020. ومنذ ذلك الحين، نمت السوق بمعدل نمو سنوي قدره 14.7%، لتصل إلى 145.4 مليار دولار بحلول عام 2022، متجاوزةً مستوياتها قبل جائحة كوفيد-19.

وتتصدر الإمارات سوق الرفاهية في المنطقة بقيمة 23 مليار دولار، تليها السعودية بقيمة 19.8 مليار دولار.

مع استمرار هذه الاتجاهات في تشكيل الصناعة في منطقة الشرق الأوسط، أكد التقرير بقاء الفرص للنمو والابتكار قوية. وستبقى العلامات التجارية التي تتوافق مع القيم الإقليمية والتفاصيل الثقافية في وضع جيد لتحقيق النجاح في هذه السوق النابضة بالحياة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC