التقلب يشدد قبضته على سوق النفط والأسعار تتجاوز 80 دولاراً

عكست أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، اتجاهاً هابطاً أنهت عليه تداولات أمس الخميس، لتتجاوز الأسعار مستويات 80 دولاراً للبرميل، ما يشير إلى استمرار التقلبات السعرية بالتزامن مع قرار وزراء "أوبك+" الإبقاء على سياسة الإنتاج من دون تغيير.

رغم ذلك، تتجه الأسعار إلى تسجيل رابع خسارة أسبوعية على التوالي، إذ طغى أثر مؤشرات النمو المخيب للآمال في الطلب العالمي على الوقود إثر المخاوف من تعطل إمدادات الشرق الأوسط.

وكانت عقود الخامين القياسيين قفزت 4% في جلسة أمس الأول مع تزايد المخاوف من اتساع الصراع في الشرق الأوسط بعد مقتل القيادي في "حركة حماس" إسماعيل هنية بالعاصمة الإيرانية طهران بعد وقت قصير من مقتل قائد عسكري كبير لـ"حزب الله" في بيروت.

تعويض بعض الخسائر

بحلول الساعة 3:30 صباح اليوم بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر 0.7 دولارا بزيادة 0.9% إلى مستويات 80.2 دولار للبرميل.

كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم سبتمبر  0.7 دولار تعادل 0.85% إلى مستويات 77 دولاراً للبرميل.

وبنهاية تعاملات أمس، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.32 دولار تعادل 1.6% إلى 79.52 دولار للبرميل، وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.60 دولار أو 2.1% إلى 76.31 دولار للبرميل.

وعلى أساس أسبوعي، تتجه العقود الآجلة لخام برنت إلى الانخفاض حيث سجلت حتى الآن انخفاضاً بـ1.7% عن سعر إغلاق الأسبوع الماضي، مقابل هبوط بـ1.1% حتى الآن لعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط. 

ما يقود الأسعار

جاءت بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي سلبية، ونزلت إلى منطقة الانكماش في أوروبا وآسيا، وتباطأت بقوة في الولايات المتحدة، ما ألقى بظلال سلبية على التعافي الاقتصادي العالمي الأمر الذي يؤثر في استهلاك النفط.

وأظهرت بيانات جمعتها "إل.إس. إي. جي أويل ريسيرش" انخفاض واردات آسيا من النفط الخام في يوليو إلى أدنى مستوى لها في عامين بسبب ضعف الطلب في الصين والهند.

وما يزال مستثمرو النفط يراقبون بحذر التطورات في الشرق الأوسط، مع مخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة التي تمثل أكثر من 20 من صادرات النفط الخام العالمي.

"أوبك+"

أبقى اجتماعاً لوزراء من دول "أوبك+" سياسة إنتاج النفط الحالية من دون تغيير بما في ذلك عزم التحالف على التراجع التدريجي عن حزمة من تخفيضات الإنتاج بداية أكتوبر المقبل.

وباجتماعه الأخير في يونيو، اتفق تحالف "أوبك+" على تمديد تخفيضات قدرها 3.66 مليون برميل يومياً لمدة عام حتى نهاية 2025، وتخلص بعض الدول تدريجياً من تخفيضات إضافية تبلغ 2.2 مليون برميل يومياً على مدى عام من أكتوبر 2024 إلى سبتمبر 2025.

ويقلص تحالف "أوبك+" الإنتاج حالياً بواقع 5.86 مليون برميل يوميا في المجمل، أو نحو 5.7% من الطلب العالمي، ضمن سلسلة خطوات تم الاتفاق عليها منذ عام 2022 بهدف دعم السوق وسط حالة ضبابية حيال الطلب العالمي وزيادة المعروض من الدول غير الأعضاء.