يأتي تراجع أسعار النفط رغم التوقعات الإيجابية من العديد من بنوك الاستثمار العالمية بشأن احتمال تجاوز الأسعار لمستويات الـ 100 دولار في ظل توقعات شح الإمدادات تزامنًا وتحسن الطلب.
بيد أنه من المرجح أن التراجعات الحاصلة في الأسواق، اليوم وأمس، تأتي على خلفية جني أرباح للارتفاعات القوية الأخيرة التي قفزت بالنفط لذروة 10 أشهر مقتربة من مستويات الـ 100 دولار، تزامنًا مع تلميحات قوية للفيدرالي بشأن ارتفاع محتمل لأسعار الفائدة في اجتماع نوفمبر المقبل.
سوق النفط لا تزال تعاني تراجعًا كبيرًا في الإمداد وستظل كذلك على المدى القصير.إدوارد مويا
وانخفض سعر الخام الأميركي بأكثر من 1% أو ما يعادل 0.95 دولار في البرميل نزولًا إلى مستويات دون الـ90 دولارًا للبرميل.
وفي المقابل، تراجع خام برنت القياسي بحوالي دون مستويات الـ 93 دولارا للبرميل نزولًا إلى مستويات قرب الـ 92 دولارا .
وبنهاية تعاملات، امس الأربعاء، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنسبة 0.85%، لتغلق عند مستويات إلى 93.5 دولار للبرميل.
بينما انخفضت العقود الآجلة لخام نايمكس الأميركي الخفيف بنسبة 1% لتهبط إلى مستويات دون الـ 91 دولارًا للبرميل.
وفي غضون ذلك، أشار كبير محللي السوق لدى أواندا، إدوارد مويا، أن سوق النفط لا تزال تعاني تراجعًا كبيرًا في الإمدادات.
ولفت كبير محللي السوق لدى أواندا، أن سوق النفط ستظل كذلك على المدى القصير.
وأشار مويا إلى أنه من المتوقع أن يتراجع إنتاج النفط الصخري الأميركي للشهر الثالث على التوالي في أكتوبر وهو ما يعمق من نقص المعروض.
يأتي ذلك إضافة إلى تمديد السعودية وروسيا في مطلع الشهر الجاري إجمالي الخفض الطوعي، بقيمة 1.3 مليون برميل يوميًا، حتى نهاية العام.
الانخفاض الكبير في مخزونات النفط الأميركية وبطء إنتاج النفط الصخري الأميركي يزيد مخاوف الأسواق.هيرويوكي كيكوكاوا
وفي غضون ذلك، أشار رئيس السلع لدى إن إس تريدينغ، هيرويوكي كيكوكاوا إلى أن الانخفاض الكبير في مخزونات النفط الأميركية وبطء إنتاج النفط الصخري الأميركي يزيد مخاوف الأسواق.
ولفت رئيس السلع لدى إن إس تريدينغ إلى تزايد قلق الأسواق بشأن احتمالات زيادة شح المعروض ونقص الإمدادات مع قيود الانتاج الموضوعة من جانب أوبك+.
ورجح هيرويوكي كيكوكاوا أن تشهد الفترة المقبلة بعض التعديلات قصيرة المدى في أسعار النفط بسبب الارتفاع الأخير.
بيد أن محلل إن إس تريدينغ، يرى أن التوقعات ببلوغ 100 دولار للبرميل على كل من برنت وغرب تكساس الوسيط في وقت لاحق من هذا العام ستبقى دون تغيير.
وأظهرت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، عن إيجابية بيانات مخزونات النفط الأميركية خلال الأسبوع الماضي المنتهي، يوم الجمعة الموافق 15 سبتمبر.
ووفقا للبيانات، فقد شهدت مخزونات النفط الأميركية انخفاضا بنحو 2.1 مليون برميل تقريبا، بأكثر من توقعات الأسواق التي أشارت لانخفاضها بنحو 1.3 مليون برميل خلال تلك الفترة .
جاء الانخفاض بعدما سجلت مخزونات النفط الخام الأميركية ارتفاعا بحوالي 4 ملايين برميل خلال الأسبوع قبل الماضي.
العوامل الجيوسياسية بالإضافة إلى التداول الفني قد تدفع أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار لفترة قصيرة.إد مورس
وقرر الفيدرالي الأميركي، مساء أمس الأربعاء، تثبيت أسعار الفائدة عند 5.5% دون أي زيادات في شهر سبتمبر متفقًا مع التوقعات.
ووفقًا لبيان لجنة السياسة النقدية، لا يزال أغلب أعضاء اللجنة يرون ضرورة رفع الفائدة بـ 25 نقطة أساس من جديد في 2023.
وأشار بيان لجنة السياسة النقدية إلى أن الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة لمدة أطول في 2024، مع تأخير موعد ووتيرة خفض الفائدة سواء في 2024 أو 2025.
ووفقًا لبيان السياسة النقدية، يرى 12 عضوًا من أعضاء الفيدرالي ضرورة رفع أسعار الفائدة إلى مستويات الـ 5.75% برفع 25 نقطة أساس، فيما يرى 7 أعضاء التوقف عند 5.5%.
ومع ارتفاع الأسعار بأكثر من 30% منذ منتصف يونيو لتتجاوز 95 دولارًا للبرميل، أمس الثلاثاء، رفع بنك غولدمان ساكس توقعاته لمدة 12 شهرًا لخام برنت القياسي العالمي إلى 100 دولار للبرميل من 93 دولارًا.
وفي غضون ذلك، أشار الاقتصاديون في جي بي مورغان إلى أن تخفيضات إمدادات النفط لم تنتهِ بعد، وهذا قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستوى قياسي 120 دولارا للبرميل.
ولفت محللو جي بي مورغان إلى أن القلق الأكبر سيكون أن ترى البنوك المركزية نفسها أقل قدرة على التعامل مع أي صدمة في أسعار النفط عما كانت عليه في الماضي، ما يؤدي إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة.
وفي المقابل، رجح خبراء جي بي مورغان أن ينخفض سعر النفط إلى 86 دولارًا في الربع الرابع إذا تلاشى تأثير صدمة أسعار النفط وتوقف كبار المنتجين عن خفض الإنتاج.
تسعير النفط عند 100 دولارأمر مطروح تزامنًا مع نقص الإمدادات وتضاؤل المخزونات.مايك ويرث
وأدى ارتفاع أسعار النفط إلى إحياء الحديث عن إمكانية تسعير سعر 100 دولار للبرميل، حيث قال مايك ويرث، من شركة شيفرون: "إن تسعير النفط عند 100 دولارأمر مطروح، مشيرًا إلى نقص الإمدادات وتضاؤل المخزونات".
وفي الوقت ذاته، توقعت أمريتا سين، رئيسة الأبحاث في شركة Energy Aspects Ltd أن تتجاوز الأسعار 100 دولار للبرميل.
وتوقع إد مورس، من بنك سيتي غروب، وهو أحد أقوى المضاربين على الهبوط في السوق أن العوامل الجيوسياسية بالإضافة إلى التداول الفني قد تدفع أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار لفترة قصيرة.
ورجح محللو بنك اوف أميركا أن ترتفع أسعار خام برنت إلى ما يزيد عن 100 دولار للبرميل الواحد قبل عام 2024.