تحركات عنيفة للنفط بفعل الصراعات والعقوبات والمخزونات

اشتعلت أسعار النفط الخام فجأة، خلال تعاملات الجمعة، مع اقتراب نهاية تعاملات الجلسة الأخيرة في الأسبوع، مع تزايد المخاوف بشأن تعثر إمدادات منطقة الشرق الأوسط.

وعزز من صعود الأسعار تشديد الولايات المتحدة برنامج عقوباتها على صادرات الخام الروسية، ما أثار مخاوف بشأن الإمدادات في سوق شحيحة بالفعل، مع توقعات أن تنخفض المخزونات العالمية خلال الربع الرابع.

بيد أن الدافع الأكبر وراء هذا الارتفاع هو احتمال انقطاع صادرات الشرق الأوسط بعد هجوم حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل في نهاية الأسبوع والذي هدد بصراع أوسع محتمل واجتياح شامل.

النفط الآن

وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الجمعة، ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي بحوالي 3.4 دولار في البرميل أو ما يعادل 4% إلى مستويات 86.2 دولار.

وفي الوقت ذاته، زادت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بحوالي 3.9% وصولا إلى مستويات 89.26 دولار للبرميل بمكاسب 3.24 دولار في البرميل.

اقرا أيضًا- بكين تتفوق على واشنطن.. أرقام صينية أقوى من التوقعات

ما يقود الأسوق؟

وفي غضون ذلك، غذت مخاوف حدوث اجتياح كامل لقطاع غزة من جانب القوات الإسرائيلية المخاوف بشأن نقص الإمدادات المحتمل.

وفي الوقت ذاته، يأتي تشديد العقوبات الأميركية على واردات النفط الروسية والتي منعت مرور شاحنات النفط التي تحمل النفط بأعلى من سقف الأسعار.

وساعد على ارتفاع الأسعار توقعات أوبك بحدوث نقص في المعروض النفطي خلال الربع الرابع من العام الجاري.

وتواصل واشنطن التلويح بفرض مزيد من العقوبات على النفط الإيراني بعدما منعت طهران من الوصول إلى 6 مليارات دولار في مقدمة لفرض مزيد من العقوبات في حال ثبوت تورط إيران في الصراع الدائر بالمنطقة.

المخاطر الجيوسياسة

ويرى كيلفن وونغ، كبير محللي الأسواق في أواندا في سنغافورة، أن علاوة المخاطر الجيوسياسية لا تزال قائمة، ومن المرجح أن تدعم أسعار النفط على المدى القصير".

وقال كبير محللي الأسواق في أواندا: "إن السوق كانت أكثر قلقا بشأن قيود العرض من الشرق الأوسط وروسيا، التي تشير إلى تزايد نقص الإمدادات".

اقرأ أيضًا- ماسك يفقد السيطرة.. هيمنة تسلا في خطر

تصعيد أميركي

وفرضت الولايات المتحدة، أمس الخميس، عقوبات على مالكي الناقلات التي تحمل النفط الروسي بأسعار أعلى من الحد الأقصى لسعر مجموعة السبع البالغ 60 دولارًا للبرميل هي الأولى من نوعها، لسد الثغرات في الآلية المصممة لمعاقبة موسكو.

وروسيا هي ثاني أكبر منتج للنفط في العالم ومصدر رئيسي، وقد يؤدي فحص شحناتها من جانب السلطات الأميركية إلى مزيد من تقليص الإمدادات، وفقًا لدانييل هاينز، كبير استراتيجيي السلع في ANZ.

توقعات إيجابية

وفي غضون ذلك، أبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط.

وأشارت المنظمة إلى مؤشرات على مرونة الاقتصاد العالمي حتى الآن، وتوقعت مزيدا من ارتفاع الأسعار بفضل الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.

قضية العرض

وقال دانييل هاينز، كبير استراتيجيي السلع في ANZ، في مذكرة يوم الجمعة: "لا يزال نقص المعروض هي محور التركيز في سوق النفط الخام".

وأرجع كبير استراتيجيي السلع في ANZ ارتفاع أسعار النفط الكبير خلال تعاملات يوم الجمعة بسبب إنفاذ العقوبات الأميركية بشكل أقوى.

تعزيز المعنويات

وأشار دانييل هاينز إلى أن المعنويات تعززت بعد أن قالت أوبك إنها تتوقع انخفاض مخزونات الخام بمقدار 3 (ملايين برميل يوميًا) هذا الربع.

وقال هاينز: "توقعات انخفاض المخزون من جانب أوبك واحتمالات تأثر الإمدادات بسبب الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل عززت من الرهان على ارتفاع الأسعار".

تجاهل السلبية

وفي المقابل، تجاهلت أسعار النفط البيانات الصادرة يوم الجمعة والتي أظهرت انخفاضا على أساس شهري في واردات الخام الصينية.

بينما تجاهلت بالأمس ارتفاع مخزونات النفط الخام الأميركية بما يقرب من 13 مليون برميل، إضافة إلى تقدم المفاوضات بين واشنطن وكاركاس بشأن تخفيف العقوبات على نفط فنزويلا.

اقرا أيضًا- رغم صدمة المخزونات.. العقوبات على روسيا وإيران تجدد آمال النفط