الدولار اليوم.. هل يستمر في اكتساح منافسيه؟

يبدأ الدولار تداولات العام الجديد عند أعلى مستوى في عامين، بعدما اكتسح منافسيه في 2024، بفضل ما أطلقت عليه الأسواق «تداولات ترامب» وهي الارتفاعات التي عززت قوة الدولار عقب فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر 2024.

في الوقت ذاته، سجل مؤشر الدولار مكاسب قوية على مدار 2024 أمام معظم العملات الرئيسة، في حين تراجع الين إلى أدنى مستوياته في أكثر من خمسة أشهر، متجهاً صوب قاع 162 يناً للدولار، وهو الأدنى في 38 عاماً مع توقعات إبقاء الفائدة الأميركية مرتفعة فترة أطول.

الدولار اليوم

تراجع مؤشر الدولار في أولى تداولات العام، وانخفض المؤشر الرئيس 0.15% مقابل سلة من ست عملات بينها اليورو، والإسترليني، والين، وصولاً إلى مستويات 108.33 نقطة.

لا تزال المستويات الحالية هي الأعلى لمؤشر الدولار منذ 30 أكتوبر الماضي، إذا ارتفع مؤشر الدولار ما يقرب من 6% مقابل سلة العملات.

العملات الرئيسة

◄استهلت العملة اليابانية تداولات العام الجديد منخفضة إلى 157.74 مقابل الدولار، قرب أدنى مستوى سُجِّل منتصف يوليو 2024.
◄ارتفع اليورو إلى مستويات 1.0373 دولار 0.1%، بعدما هبط أمام الدولار أكثر من 6% في 2024. 
◄ارتفع الجنيه الإسترليني 0.15% إلى مستويات 1.2533 دولار، بعدما هبط 1.7% خلال تعاملات 2024.
◄ارتفع الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأميركي 0.2% إلى مستويات 0.6211 دولار، بينما انخفض بنحو 9.2% خلال 2024، وهو أضعف أداء سنوي منذ عام 2018.
◄ارتفع الدولار النيوزلندي 0.2% إلى مستويات 0.5611 دولار، بينما تراجع بنحو 11.4% في عام 2024، وهو أضعف أداء منذ عام 2015.

قرارات ترامب

تراقب الأسواق في العام الجديد 2025، قرارات ترامب القادمة وسياساته المتوقع أن تقود إلى تعزيز النمو، لكن في الوقت ذاته ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار مع إشعال الحرب التجارية؛ وهو ما يدعم عائدات سندات الخزانة الأميركية، ويعزز الطلب على الدولار.

تنتظر الأسواق أن ينفذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سياسات تشمل خفض الضرائب، وزيادة الرسوم الجمركية، والقضاء على الهجرة غير الشرعية لتعزيز النمو ومواصلة الضغوط على الأسعار العام المقبل.

تترقب الأسواق من كثب صداماً محتملاً بين إدارة ترامب الذي يطالب بأسعار فائدة مرتفعة ودولار قوي، وإدارة «الفيدرالي» الذي يراقب البيانات الاقتصادية، ويتجه إجمالاً إلى خفض أسعار الفائدة.

في الوقت ذاته، من المرجح أن تقود توقعات النمو الأضعف خارج الولايات المتحدة، والتوترات الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط، والحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، إلى زيادة الطلب على العملة الأميركية هذا العام.

فرق الفائدة

لا يزال الفارق الكبير في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى يلقي بظلاله على سوق العملات؛ ما أدى إلى انخفاض حاد في معظم العملات مقابل الدولار في عام 2024.

خفّض المركزي الأوروبي أسعار الفائدة 4 مرات مع توقعات بمزيد من التخفيضات في ظل مؤشرات تباطؤ الاقتصاد، بينما توقف المركزي الياباني عن رفع أسعار الفائدة مع مؤشرات تباطؤ النمو الاقتصادي في رابع أكبر اقتصاد بالعالم.

صعد الدولار إلى أعلى مستوى في عامين مقابل العملات الرئيسة مع هيمنة العملة الأميركية على منافسيها بفضل احتمالات أن يبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» أسعار الفائدة أعلى من نظرائه.

سياسة الفيدرالي

عدّل المتداولون توقعاتهم بشأن تبني الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» نهجاً بطيئاً وحذراً تجاه خفض أسعار الفائدة العام المقبل مع بقاء التضخم أعلى من الهدف البالغ 2%.

تنتظر الأسواق أن ينفذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سياسات تشمل خفض الضرائب، وزيادة الرسوم الجمركية والقضاء على الهجرة غير الشرعية لتعزيز النمو ومواصلة الضغوط على الأسعار العام المقبل.

تتوقع الأسواق الآن تخفيضات أعمق لأسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي في 2025؛ إذ تتوقع تخفيضات بنحو 113 نقطة أساس مقابل تخفيضات بنحو 42 نقطة أساس من جانب مجلس «الفيدرالي» الأميركي.