logo
بورصات عالمية

النحاس يفقد 20% رغم الطلب على «الطاقة النظيفة»

النحاس يفقد 20% رغم الطلب على «الطاقة النظيفة»
مصنع للنحاس في هانوي، عاصمة فيتنام - 11أغسطس 2017المصدر: رويترز
تاريخ النشر:9 سبتمبر 2024, 10:07 ص

بعدما سجلت مستويات قياسية في مايو الماضي، عادت أسعار النحاس وسجلت انخفاضاً بنحو 20%، متأثرة بالمخاوف المتعلقة بالاقتصاد الكلي، لا سيما مع التباطؤ الملحوظ في الاقتصاد الصيني، واحتمال حدوث ركود اقتصادي في كل من الولايات المتحدة وأوروبا.

توقعات 

كان من المتوقع أن تواصل أسعار النحاس تسجيل مستويات قياسية جديدة في ظل الظروف المثالية المرتبطة بالتحول نحو الطاقة النظيفة، وانتعاش الاقتصاد الصيني، والتوقعات بخفض معدلات الفائدة من قبل بنك الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي).

كما رجحت توقعات «غولدمان ساكس» أن يصل سعر النحاس إلى 15 ألف دولار للطن بحلول عام 2024. إلا أن المعدن، المعروف بكونه مقياساً للنشاط الاقتصادي العالمي، تأثر بالعوامل الاقتصادية قصيرة الأجل.

بعد تسجيل النحاس 11 ألف دولار للطن في مايو، بدأت الأسعار في الانخفاض، لتعود إلى المستويات التي سجلتها في نهاية عام 2023، حيث يتداول النحاس حالياً في بورصة لندن للمعادن، عند نحو 9 آلاف دولار للطن، ما يمثل انخفاضاً بنسبة 18% منذ ذروة مايو.

أسباب 

تعود الأسباب الرئيسة لهذا الانخفاض إلى التباطؤ الاقتصادي في الصين، أكبر مستهلك للنحاس في العالم، فالطلب عليه في هذه الدولة لا يزال ضعيفاً، متأثراً بأزمة قطاع العقارات، وهو من أهم القطاعات المستهلكة للنحاس، إضافة إلى ذلك، تقلصت المؤشرات الصناعية الصينية وارتفعت صادرات النحاس، ما يشير إلى تباطؤ الطلب وتراكم المخزونات. كما وصلت مخزونات النحاس في الصين إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2020، حين شهد الاقتصاد العالمي توقفاً شبه كامل.

مراجعة 

في ضوء هذا التراجع، اضطر المحللون الذين كانوا متفائلين في بداية العام إلى إعادة تقييم توقعاتهم، آخذين في الاعتبار التباطؤ في الصين واحتمالات الركود في الولايات المتحدة وأوروبا. وكان التغيير الأكبر في التوقعات من جانب «غولدمان ساكس»، التي خفضت توقعاتها لسعر النحاس في عام 2025 من 15 ألف دولار إلى متوسط 10,100 دولار للطن.

وأشار خبراء «غولدمان ساكس» في مذكرة: «تم تأجيل الارتفاع المتوقع في أسعار النحاس»، وأضافوا: «بسبب الضعف المستمر في قطاع العقارات الصيني، نعتقد أن انخفاض المخزونات وارتفاع الأسعار المصاحب له سيحدث في وقت متأخر عما كنا نتوقعه». ومع ذلك، لم يحدد المحللون توقيتاً دقيقاً لهذا الارتفاع.

تحديات 

توقعات ارتفاع أسعار النحاس أدت إلى اندلاع سباق محموم على «الذهب الأحمر»، ومن أبرز المحاولات في هذا السياق كانت محاولة شركة «بي إتش بي» الفاشلة للاستحواذ على شركة «أنغلو أميريكان»، في خطوة كانت ستجعلها أكبر منتج للنحاس في العالم. من خلال هذه الصفقة، كانت «بي إتش بي» (BHP) تأمل في تعزيز إنتاجها من النحاس وجني أرباح كبيرة. غير أن هذه الشركة اعترفت مؤخراً بأن سوق النحاس سيكون في حالة فائض خلال العام الجاري وحتى عام 2025، ما يضع ضغوطاً على الأسعار ويجعلها عرضة لمزيد من التراجع.

 

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC