مرت سنة صعبة للغاية على أسهم شركات التكنولوجيا، لكن هناك أمل ربما يلوح في الأفق للنمو على المدى الطويل.
ساهمت تقلبات السوق واضطرابات سلسلة التوريد وارتفاع التضخم في زيادة عمليات البيع الواسعة، كما تشير أبحاث "مورنينغ ستار" إلى احتمال تعرض كبرى شركات التكنولوجيا لضربة كبيرة في أرباح الربع الثالث بسبب الدولار القوي الذي يؤدي إلى تآكل أرباح عملياتها الدولية.
عاشت صناديق الأسهم المتداولة في البورصة، التي تركز على أسهم التكنولوجيا نفس التجربة الصعبة، حيث سجل أكبر صندوقين متداولين اثنين من صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة التي تركز على أسهم أشباه الموصلات "آي شير سيمي كوندكتورز" و"فان إيك سيمي كوندكتورز" أدنى مستوياتهما على مدار 52 أسبوعًا بنهاية الربع.
دفعة قوية
إذاً ماهي الأخبار السارة؟ لقد حصل القطاع، وخاصة أشباه الموصلات على دفعة قوية من واشنطن هذا الصيف.
في أغسطس الماضي، أقر الكونغرس مشروع قانون الرقائق والعلوم 2022، الذي يوفر 52.7 مليار دولار لشركات أشباه الموصلات الأميركية للبحث والتطوير والتصنيع وتطوير القوى العاملة، كما يتضمن مشروع القانون أحكامًا لتعزيز سلسلة التوريد للشركات الأميركية وتحفيز الابتكار التكنولوجي ما يعطي دفعة لصانعي الرقائق الأميركيين وشركات التكنولوجيا الأخرى.
يرى خبراء أسهم التكنولوجيا أن مشروع القانون قد يدعم النمو في الأجل الطويل بالقطاع.
الرهان على الرقائق
قال جاي جاكوبس، رئيس قسم الاستثمارات طويلة الأجل وصناديق الاستثمار المتداولة النشطة في "بلاك روك" بالولايات المتحدة: "عندما نفكر في اقتصاد المستقبل، نقسمه إلى ما نسميه (التوجهات الكبرى) وجميعها المتعلقة بالتكنولوجيا تعتمد بشكل كبير على أشباه الموصلات، ورغم الضربات التي تلقتها تلك الشركات هذا العام، لكننا نعتقد بأهمية التركيز عليها بالسنوات الثلاث أو الخمس أو العشر القادمة، وسوف تكون هناك فرصة كبيرة للنمو على مدى تلك الآفاق الزمنية".
هناك عدد من صناديق الاستثمار المتداولة التي تركز على الاستثمار طويل الأجل تسعى للاستثمار في شركات أشباه الموصلات، بالإضافة إلى شركات التكنولوجيا الأخرى التي تعتمد على الرقائق في عملها، وتختلف تقييمات تلك الصناديق، كما يحذر الخبراء من عدم انتهاء الضربات التي يمكن أن تتعرض لها أسهم التكنولوجيا وقد يضطر المستثمرون إلى الصمود خلال بعض التقلبات لبقية العام.
هناك مجموعة خيارات بأسعار معقولة من بينها صندوق "آي شير سيمي كوندكتورز" حيث تبلغ نسبة التكاليف التشغيلية إلى إجمالي الأصول 0.43%، ويستثمر في شركات أشباه الموصلات الأميركية ذات رأس المال الكبير، وكذلك "فان إيك سيمي كوندكتورز" الذي تبلغ نفقاته التشغيلية إلى إجمالي الأصول 0.35%، ويستثمر في شركات رأس المال الكبير والشركات متوسطة رأس المال، بالإضافة إلى بعض الشركات الأجنبية المدرجة في الولايات المتحدة، مثل "تايوان لصناعة أشباه الموصلات".
استثمار طويل الأجل
هناك مجموعة من الصناديق غير النشطة التي تركز على الاستثمار بذلك القطاع من بينها الصندوق المتداول في البورصة، "انفسكو بي إل إتش إكس"، الذي تبلغ نسبة نفقاته التشغيلية إلى إجمالي الأصول 0.19%، ويتتبع المؤشر الوزني المرجح بأسعار السوق الذي يضم 30 شركة أشباه موصلات مدرجة في الولايات المتحدة، وكذلك صندوق "إس بي دي أر إس أند بي" لأشباه الموصلات الذي يتتيع بشكل شامل أسهم شركات أشباه الموصلات الأميركية، وتبلغ نسبة النفقات التشغيلية إلى إجمالي الأصول لديه 0.35%، فيما بلغت نسبة النفقات التشغيلية إلى إجمالي الأصول لصندوق "فيرست ترست ناسداك" المتداول لأشباه الموصلات 0.35%، والذي يتتبع مؤشرًا يتضمن 30 شركة أشباه موصلات الأكثر سيولة في الولايات المتحدة.
تمتلك شركة "إنفسكو" أيضًا صندوقًا حقق تطورًا كبيرا في تلك الفئة، "إنفسكو دايناميك" لأشباه الموصلات المتداول والذي يتبع منهجية كمية خاصة للاستثمار في 30 شركة أشباه موصلات متنوعة من حيث أحجام رأس المال وفقا لأوزانها النسبية المرجحة والاعتماد على إمكاناتها في تحقيق عائد استثماري، وتبلغ نسبة النفقات التشغيلية إلى إجمالي أصول الصندوق 0.56%.
فرص استثمارية
تلقي بعض الصناديق المتداولة في البورصة نظرة أوسع وأكثر عمقًا على سوق الرقائق. ولأن أشباه الموصلات تدخل بكافة القطاعات الرئيسية في الاقتصاد اليوم، ولا سيما القطاعات التكنولوجية، فإن بعض الصناديق التي تستهدف الاستثمارات طويلة الأجل تمنحك القدرة على الاستثمار في الرقائق والصناعات التي تعتمد عليها.
صمم صندوق "أمبيلفاي ثيماتك أولستارز" المتداول لدى شركة "أمبيلفاي" مؤشرًا مركبًا للشركات الأكثر شعبية بالقطاعات التكنولوجية الرئيسية بما فيها التكنولوجيا المالية وابتكارات الرعاية الصحية، والذي يضم شركات مثل "إنفيديا" لصناعة الرقائق، والشركات التي تعتمد على صناعة الرقائق أيضًا، ومن بينها "إنفيز إنريجي" لتقنيات الطاقة، و"تسلا" للسيارات الكهربائية التي تعتمد على الرقائق، الذي تبلغ نسبة نفقاته التشغيلية إلى إجمالي الأصول 0.49%.
اعتماد على الرقائق
يرى مايك أكينز، الشريك المؤسس لصندوق "أكشن" المتداول، الذي أنشأ المؤشر المركب "إم في بي إس MVPS"، إن المؤشر يضم عددًا كبيرا من الشركات الأكثر شعبية بالقطاعات التي تعتمد على الرقائق.
وأضاف أكينز: "هناك مجموعة متنوعة من الفرص قد تعزز شركات الرقائق الأميركية مثل قانون الرقائق الذي يمكنها من الاستحواذ على مزيد من الحصة السوقية، فعندما ترى دعمًا استراتيجيًا كهذا، تعلم أنه يمكن أن يؤثر على الفائزين والخاسرين".
وتتيح باقي صناديق الاستثمارات طويلة الأجل الأخرى مزيدًا من الاستثمار المتخصص، مثل صندوق "سيبمليفاي فولت كلاود آند سايبر سيكبوريتي ديسربت" المتداول النشط الذي يستثمر في شركات التخزين السحابي والأمن السيبراني الأكثر شعبية، والقطاعات التي تتداخل مع صانعي الرقائق، كما يستثمر في بعض الشركات التي تستخدم الرقائق في الحوسبة السحابية عالية الجودة ومراقبة الأمن السيبراني، مثل "سيسكو سبسبتمز" و"إنفوسيس"، ولكن يتعين عليك أن تدفع مقابل الإدارة النشطة؛ وقد بلغت نسبة النفقات التشغيلية من إجمالي أصول الصندوق 0.95%.
يمثل صندوق الاستثمار المتداول "غلوبل إكس روبوتكس آند أرتفيشال إنتليجنس" مثالًا آخر أيضًا، حيث يركز على الروبوتات، ويوفر الاستثمار أيضا في صانعي الرقائق مثل "إنفيديا"، التي تعمل منتجاتها على تشغيل الآلات، وتبلغ نسبة النفقات التشغيلية إلى إجمالي أصول الصندوق 0.68%.
المصدر: وول ستريت جورنال