logo
بورصات عالمية

بحجر واحد.. الصين تضرب عصفورين تحمي اليوان وتضعف الدولار

بحجر واحد.. الصين تضرب عصفورين تحمي اليوان وتضعف الدولار
تاريخ النشر:17 نوفمبر 2023, 06:51 ص
للمرة الأولى في نحو 10 سنوات، تخطت بكين اليابان في مشتريات سندات الخزانة الأميركية لتصبح أكبر مقرض للولايات المتحدة بعد الفيدرالي الأميركي.

بيد أنه ومع تبدل المصالح والأهداف واشتعال الحرب الحمائية بين واشنطن وبكين وصولًا إلى خفوت حالة الانتعاش التي عاشها الاقتصاد الصيني إبان جائحة كورونا اتجهت الصين إلى التخلي عن سندات واشنطن.



بحجر واحد

وبينما تكافح بكين في إصدار العديد من القرارات بهدف حماية الين الذي هبط إلى أدنى مستوى مقابل الدولار في أكثر من 16 عامًا بدأت في تكثيف مبيعات سندات الخزانة الأميركية.

جنبًا إلى جنب وحماية الرنمينبي (اليوان)، يؤدي تخلي بكين عن السندات الأميركية إلى إغلاق الأسواق بسندات الخزانة في وقت تعاني فيه واشنطن من صراع داخلي بشان رفع سقف ديون الحكومة الفيدرالية.

اقرأ أيضًا- بفعل الحرب.. مبيعات النفط الفورية تقفز والمعنويات تتحسن
ما الجديد؟

وعقب موجة من المبيعات دخلت في شهرها السابع على التوالي انخفضت حيازة الصين من سندات الخزانة الأميركية إلى أدنى مستوى في نحو 15 عاماً.

ووفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة الخزانة الأميركية تراجعت حيازة الصين من السندات الأميركية لتصل إلى 778.1 مليار دولار، مقارنة بشهر أغسطس البالغة 805.4 مليار دولار.

انخفضت حيازة الصين من سندات الخزانة الأميركية إلى أدنى مستوى في نحو 15 عاماً
الخزانة الأميركية
توجه عالمي

وفي غضون ذلك، تراجعت حيازات الأجانب من سندات الخزانة الأميركية في سبتمبر بعد ارتفاع دام لثلاث أشهر على التوالي.

وانخفض إجمالي الحيازات إلى 7.605 تريليون دولار في سبتمبر، مقارنة مع 7.707 تريليون دولار في شهر أغسطس السابق له وبنسبة تراجع بلغت 1.32%.

وبالمقارنة مع العام السابق، ارتفعت حيازات الأجانب بنسبة 4.88% مقارنة مع 7.251 تريليون دولار في شهر سبتمبر من العام السابق تزامنًا وارتفاع معدلات الفائدة لذروة 22 عامًا.

وأوضحت البيانات الصادرة عن وزارة الخزانة الأميركية عن استمرار تصدر اليابان لحيازة السندات الأميركية بقيمة 1087.7 مليار دولار متراجعة عن شهر أغسطس الماضي والتي بلغت قيمتها 1116.2 مليار دولار.

اقرأ أيضًا- بالديون والاستثمار.. الصين تمتلك العالم قريباً

ماذا يحدث؟

يرى كبير الاقتصاديين في بنك الاستثمار الصيني سيتيك سيكيوريتيز، مينغ مينغ، أن الصين اتبعت نهجا شاملا للحد من المخاطر وتقليص حيازاتها من الأصول الأميركية.

وقال مينغ مينغ: "لقد أظهرت الولايات المتحدة أنها قد تفرض تداعيات مالية على دولة تعتبرها خصماً، إن سندات الخزانة الأميركية والسوق المالية الأميركية لم تعد على نفس القدر من الأهمية وسط حملة الصين للحد من المخاطر والتنويع".

وأضاف مينغ: "أثارت الحرب التجارية بين بكين وواشنطن قلقا في أسواق المال من أن تقرر الصين استخدام ما بحوزتها من سندات خزانة أمريكية كسلاح ".

ولفت مينغ إلى أن قرار التخلص من كم ضخم من الأصول، سيزعزع على الأرجح استقرار أسواق المال العالمية ويدفع أسعار الفائدة للصعود ويفضي بالتوترات بين أكبر اقتصادين في العالم إلى مصير مجهول.

قرار التخلص من كم ضخم من الأصول، سيزعزع على الأرجح استقرار أسواق المال العالمية
سيتيك سيكيوريتيز

الدفاع عن الرنمينبي

وقال ستيفن إينيس، الشريك الإداري في شركة SPI Asset Management: "هناك تكهنات في السوق بأن هذا يعكس قيام الصين بسحب استثماراتها من سندات الخزانة الأميركية من أجل زيادة احتياطاتها للدفاع عن الرنمينبي".

وانخفض اليوان بنسبة 7% مقابل الدولار هذا العام، حيث دفع اتساع فارق أسعار الفائدة بين الديون الصينية والأميركية، المستثمرين الأجانب إلى سحب الأموال من سوق السندات في البلاد.

ولفت إينيس إلى أن تباطؤ النمو الاقتصادي وأزمة السيولة في قطاع العقارات تسببا في إثارة المخاوف بشأن هروب رؤوس الأموال وزيادة الضغط الهبوطي على العملة.

وتزايد قلق المستثمرين في أغسطس بشأن مدى قدرة البنك المركزي الصيني على الدفاع عن الرنمينبي للحد دون المزيد من الانخفاضات، وفقًا لإينيس.



نجاح المركزي

وفي الوقت ذاته، لفت الشريك الإداري في شركة SPI Asset Management إلى نجاح المركزي الصيني نسبيًا في تخفيف الضغط الهبوطي من خلال تعيين نطاق تداول العملة أعلى من توقعات المستثمرين وجعل المقرضين الحكوميين يتدخلون في السوق نيابة عنه.

وقال إينيس: "رغم أنه لا يمكننا تحديد حجم الأزمة التي يعيشها المركزي الصيني، لكن يمكننا أن نفترض أنه ربما يكون مزيجًا من العوامل حيث إن الاحتياطيات الأجنبية لبنك الشعب الصيني ظلت مستقرة في الأشهر الأخيرة".

ولكن على الرغم من عدم وجود تأكيد مباشر حول الدوافع التي دفعت المستثمرين الصينيين إلى بيع الأوراق المالية الأميركية في أغسطس، رجح إينيس أن توقيت المبيعات يتماشى مع الحد الأدنى لسعر صرف الرنمينبي مقابل الدولار.

توقيت المبيعات يتماشى مع الحد الأدنى لسعر صرف الرنمينبي مقابل الدولار
SPI Asset Management
بداية التغيير

وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي الصرف الأجنبي الآسيوي في بنك ميزوهو: "في أغسطس، بدأنا نشهد تغييرًا في سياسة بنك الشعب الصيني".

وأضاف تشيونغ: "كان ذلك عندما بدأ المركزي الصيني في وضع استقرار النقد الأجنبي على رأس جدول أعمال السياسة النقدية بفضل ضغوط تدفق الأموال إلى الخارج".

وتابع تشيونغ: "جاءت عمليات البيع أيضًا قبل تراجع السندات الحكومية الأميركية خلال الشهرين الماضيين، مما أدى إلى ارتفاع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى له منذ المراحل الأولى من الأزمة المالية العالمية".

اقرأ أيضًا- نفط إيران يضرب بالعقوبات عرض الحائط
تطور تاريخي

قبل حوالي عشر سنوات، تخطت الصين اليابان كأكبر حائز أجنبي للدين الحكومي الأميريكي عبر مشتريات قياسية من سندات الخزانة.

وبحسب بيانات من وزارة الخزانة الأمريكية، فاقت حيازاتها 1.12 تريليون دولار في نهاية مارس 2013، وحلت اليابان ثانية بفارق طفيف عند حوالي 1.08 تريليون دولار.

وبلغت حيازات الصين الذروة أواخر 2013 عند حوالي 1.32 تريليون دولار وانخفضت منذ ذلك الحين لتهبط بنهاية سبتمبر.

تراجعت حصة الصين في سوق السندات بشكل أسرع مع الإصدار المطرد للدين الأميركي
بنك ميزوهو
خيار مستبعد

وقال كبير استراتيجيي الصرف الأجنبي الآسيوي في بنك ميزوهو: "لا يوجد هناك دليل على أن بكين تتطلع بشكل جدي لإغراق الأسواق بالسندات الأميركية".

بيد أنه يجدر الإشارة إلى أن الصين تخفف محفظتها من سندات الخزانة منذ بعض الوقت، وتراجعت حصتها في سوق سندات الخزانة بشكل أسرع مع الإصدار المطرد للدين الأميركي الضروري لتمويل العجز المتزايد في الميزانية الاتحادية.

وسوق سندات الخزانة الأمريكية موضع طبيعي لكثير من دولارات الصين، باعتبار أن هذه السوق هي بدرجة كبيرة التجمع الأكبر والأكثر سيولة للأصول الآمنة في العالم، وفقًا لتشيونغ.

معدلات الفائدة

ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بشكل تراكمي بمقدار 525 نقطة أساس منذ مارس 2022، إلى نطاق يتراوح بين 5.25 و5.5%.

وفي المقابل فإن سعر الفائدة على الودائع لمدة عام واحد في الصين في البنوك الرائدة المملوكة للدولة مثل البنك الصناعي والتجاري الصيني، وبنك الصين، والبنك الزراعي الصيني بلغ 1.55% منذ سبتمبر.

وفي غضون ذلك، باع المستثمرون الصينيون أكبر كمية من الأسهم والسندات الأميركية في أربع سنوات في أغسطس، مما زاد من التكهنات بأن بكين اتخذت خطوة لمنح نفسها قوة أكبر في دفاعها عن عملتها الضعيفة الرنمينبي.

اقرا أيضًا- قمة بايدن وشي.. لقاء كبير ونتائج مبهمة
logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC