تتمتّع المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة بجاذبية كبيرة لدى المستثمرين، خاصة في ظل تقلبات الأسواق. يُعدّ الاستثمار في هذه الأصول خياراً جيداً لمن يبحثون عن بدائل لسوق الأسهم أو وسيلة للتحوط ضد التضخم أو التغيرات الاقتصادية. ولكن أيهما يُعدّ استثماراً أفضل: الذهب أم الفضة؟ الإجابة تعتمد على الأهداف، وعلى مقدار المال الذي تستطيع استثماره، ومدى تحمّل المخاطر.
يمكن أن تكون المعادن الثمينة إضافة مهمة إلى المحفظت الاستثمارية. لكن قبل استثمار الأموال من الضروري فهم الفروقات بين الذهب والفضة.
لاتقتصر استخدامات المعادن الثمينة مثل الذهب أو الفضة على المجوهرات والحلي . فهناك استخدامات أخرى لهذه المعادن تتجاوز العقود والخواتم. حيث يساهم تنوّع استخدامات المعدن في زيادة الطلب عليه واستقراره كاستثمار.
بشكل عام، تتمتع الفضة بمزيد من الاستخدامات المتنوعة مقارنة بالذهب. فالفضة تُستخدم بشكل واسع في تصنيع الإلكترونيات، وخلايا الألواح الشمسية، والهواتف الذكية. وعندما يكون الاقتصاد قوياً وينمو، يزداد الطلب على الفضة.
أظهر تقرير «وورلد سيلفر سيرفي» أن الطلب على الفضة قد انخفض في عام 2023، خصوصاً في مجالات تصنيع المجوهرات وأدوات المائدة الفضية، لكن الطلب على الفضة للاستخدامات الصناعية والكهربائية شهد ارتفاعاً.
أحد أكبر الفروقات بين الذهب والفضة هو السعر. ففي أواخر سبتمبر 2024، بلغ سعر الذهب نحو 2650 دولاراً للأوقية، بينما كان سعر الفضة 32 دولاراً للأوقية. بفضل السعر الأقل لكل أوقية، يمكن أن تكون الفضة خياراً أكثر جاذبية للمستثمرين المبتدئين أو لمن يمتلكون رؤوس أموال صغيرة. كما أن شراء سبائك الفضة يعدّ أسهل وأقل تكلفة مقارنة بالذهب.
تاريخياً، كانت أسعار الذهب أقل تقلباً من أسعار الفضة. فعندما يكون أداء الاقتصاد ضعيفاً، يلجأ العديد من المستثمرين إلى الأصول البديلة مثل الذهب كوسيلة لحماية أموالهم. في المقابل، تتعرض أسعار الفضة لتقلبات أكبر، وغالباً ما تتأثر بتقلبات الطلب الصناعي.
على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، كان أداء الذهب أقوى من أداء الفضة. وإذا كنت قد استثمرت 5000 دولار في الذهب في يناير 2010، كنت ستشتري 4.64 أوقية. وبحلول يناير 2024، بلغت استثماراتك ستساوي 9462 دولارًا، بزيادة قدرها 89%.
أما إذا كنت قد استثمرت 5000 دولار في الفضة في يناير 2010، كنت ستشتري 218.05 أوقية. بحلول يناير 2024، كانت استثماراتك في الفضة ستساوي 5052 دولارًا، بزيادة قدرها 1%.
وبمقارنةً هذه العوائد، فإن مؤشر «إس آند بي 500»، الذي يتتبع أداء 500 من أكبر الشركات الأميركية، كان سيحقق عائدات أكبر بكثير. إذا كنت قد استثمرت 5000 دولار في صندوق «فانغارد 500 إندكس» في يناير 2010، كانت استثماراتك ستبلغ 26,221 دولارًا بحلول يناير 2024، أي أكثر من خمسة أضعاف استثمارك الأصلي.
إذا قررت الاستثمار في الذهب أو الفضة، هناك عدة طرق للقيام بذلك دون الحاجة إلى شراء المجوهرات، حيث يمكن شراء الأصول المادية ، وهي السبائك الذهبية أو العملات الفضية ، التي تعد من أكثر الطرق شيوعًا للاستثمار في هذه المعادن.
كما يمكن شراء حصص في صناديق الاستثمار المشتركة أو المتداولة في البورصة (إي تي إف)، بدلاً من شراء المعادن بشكل مباشر، كما يمكنك الاستثمار في صناديق تتبع أداء الأسواق أو أسعار المعادن الثمينة. على سبيل المثال، يتتبع «آي شيرز غولد ترست » حركة أسعار الذهب، بينما يستثمر «فرانكلين غولد آند بريشوس ميتالز فند »في الشركات المرتبطة بالذهب والمعادن الثمينة.
وثمة خيار آخر وهو الاستثمار في الصناعات المرتبطة بصناعات المعادن الثمينة، مثل شركات التعدين كشركة «نيو مونت مايننغ» أو «باريك غولد كوربوريشن ».
يُعدّ الاستثمار في المعادن الثمينة مثل الفضة أو الذهب خياراً جذاباً للعديد من المستثمرين، حيث تمتلك قيمة ملموسة أكبر مقارنة ببعض الأصول الأخرى، وغالباً ما تحتفظ بقيمتها في أوقات الأزمات الاقتصادية. ويمكن أن يوفر الاستثمار في هذه الأصول، خاصة الذهب الذي يتميز بتقلبات أقل، بعض الطمأنينة خلال فترات عدم اليقين في السوق.