تراجعت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، لتبتعد خطوة جديدة إلى الوراء عن أعلى مستوياتها على الإطلاق مع إحكام القلق قبضته على المتداولين وسط ترقب نتائج الانتخابات الأميركية، وهو ما انسحب على توقعات سعر الذهب اليوم.
إلى ذلك زاد من إحجام المستثمرين عن تكوين مراكز كبيرة وتجميع الذهب، التركيز على اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) الذي يبدأ اجتماعه اليوم بدلاً من أمس، على أن يصدر القرار غداً.
انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية اليوم بنحو 0.2% أو ما يعادل 7 دولارات وصولاً إلى مستويات 2736 دولاراً للأونصة، بحلول الساعة 5:40 صباحاً بتوقيت غرينتش، بعدما هبط في وقت سابق إلى مستويات 2730 دولاراً.
في حين تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.15% أو ما يعادل 5 دولارات للأونصة وصولاً إلى مستويات 2744 دولاراً، بعد ما انخفضت في وقت سابق إلى مستويات 2738.8 دولار.
كما أنهت أسعار الذهب تعاملات أمس، على ارتفاع مع انخفاض كبير للدولار الأميركي، عزز من إقبال المتداولين على اقتناء السبائك، لترتفع العقود الآجلة بنحو 0.4%، بينما ازدادت الأسعار الفورية بحوالي 0.3%.
وسجلت الأسعار الفورية قمتها التاريخية وأعلى مستوياتها على الإطلاق عند 2790.15 دولار يوم الخميس الماضي، بينما بلغت القمة التاريخية للعقود الآجلة عند مستويات 2801.8 دولار للأونصة.
يراقب المتداولون عن كثب نتائج الانتخابات الأميركية، والتي كان يتقدم فيها، بحلول الساعة 5:40 صباحاً، المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يتبنى سياسات اقتصادية تعزز قوة الدولار وتقود إلى زيادة الفائدة، ما يضغط على أسعار الذهب الان.
وفقاً للمؤشرات الأولية غير النهائية، نجح المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الحصول على 230 صوتاً في المجمع الانتخابي بينما حصدت كامالا هاريس 210 أصوات، في حين يحتاج الفائز للحصول على 270 في المجمع الانتخابي.
خلال ذلك انعكست قوة الدولار على تزايد إحجام مشتري السبائك تزامناً مع ارتفاع مؤشر العملة الأميركية 1.6% وهو أعلى مستوى منذ 10 يوليو الماضي.
إلى ذلك، زاد من الضغط على أسعار الذهب ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأميركية أجل 10 سنوات بقوة وصولاً إلى مستويات 4.47% وهو الأعلى منذ منتصف يوليو الماضي.
وفقاً لأداة تتبع أسعار الفائدة تراجعت توقعات المشاركين بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة من 100% أمس إلى 95% اليوم الأربعاء في إشارة إلى احتمال تأثر «الفيدرالي» بنتائج الانتخابات الأميركية.
كانت توقعات المستثمرين على نطاق واسع تصب في اتجاه أن يعلن «الاحتياطي الفيدرالي» في اجتماعه الذي ينتهي غداً، خفض سعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة إلى نطاق مستهدف يتراوح بين 4.5% و4.75%.
وتعتبر سياسات ترامب بشأن الهجرة والضرائب والتعريفات الجمركية مؤججة للتضخم، ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وبالتالي دعم قوة الدولار مقابل العملات.
في المقابل فإن فوز هاريس سيؤدي إلى مزيد من الاستمرارية في دورة السياسة النقدية التيسيرية، وهو الأمر الذي يقود إلى خفض العائد على الأموال الفيدرالية (السندات) وتراجع الدولار.