إذ وجد بحث جديد أجراه "دويتشه بنك"، أن الارتفاع الكبير في الأرباح والقيمة السوقية، لشركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة "العظماء السبعة"، وهي آبل وأمازون، وألفابت، وميتا، ومايكروسوفت، وإنفيديا، وتسلا، تفوق تلك الخاصة بجميع الشركات المدرجة، في كل دول مجموعة العشرين تقريبًا.
وأبرز محللو دويتشه بنك أن القيمة السوقية المجمعة للعظماء وحدها فقط، ستجعلها ثاني أكبر بورصة دولة في العالم، أي ضعف بورصة اليابان، التي تحتل المركز الرابع، وفقا لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية.
وأضافوا أن مايكروسوفت وآبل، بشكل فردي، لديهما قيمة سوقية مماثلة لجميع الشركات المدرجة مجتمعة، في كل من فرنسا والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة.
ومع ذلك، فإن هذا المستوى من التركيز دفع بعض المحللين، إلى التعبير عن مخاوفهم بشأن المخاطر ذات الصلة، في سوق الأسهم الأميركية والعالمية.
إذ حذر جيم ريد، رئيس قسم الاقتصاد العالمي والأبحاث المواضيعية في دويتشه بنك، في مذكرة متابعة الأسبوع الماضي، من أن سوق الأسهم الأميركية مرتكز بصورة كبيرة على شركات قليلة، وهذا تنافس تكرر عامي 2000 و1929.
فعلى الرغم من التوقعات الاقتصادية العالمية الخافتة في بداية عام 2023، كانت عوائد سوق الأسهم في وول ستريت مثيرة للإعجاب، لكنها تركزت بشكل كبير بين الشركات السبع الرائعة، التي استفادت بقوة من ضجيج الذكاء الاصطناعي، وتوقعات خفض أسعار الفائدة.
وفي مذكرة بحثية الأسبوع الماضي، أشار دانييل كاسالي، كبير استراتيجيي الاستثمار في الشركة، إلى ظهور علامات تشير إلى أن الفرص في الأسهم الأميركية، يمكن أن تتوسع إلى ما هو أبعد من رأس مال العظماء السبعة هذا العام لسببين، أولهما هو مرونة الاقتصاد الأميركي.
وأضاف أنه "على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة، ظلت مبيعات الشركة وأرباحها مرنة. ويمكن أن يعزى ذلك إلى أن الشركات أصبحت أكثر انضباطًا في إدارة تكاليفها، وأن الأسر لديها مستويات أعلى من المدخرات، التي تراكمت خلال الوباء. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع سوق العمل الأميركي بصحة جيدة مع إضافة ما يقرب من ثلاثة ملايين وظيفة خلال عام 2023".
وأردف: "أما العامل الثاني فهو تحسين الهوامش، وهو ما يشير إلى أن الشركات قامت برفع الأسعار ببراعة، وتمرير تأثير ارتفاع التضخم إلى العملاء".
لكنه قال إنه عندما يتم ترجيح السوق بشكل كبير تجاه عدد صغير من الأسهم، وموضوع معين - لا سيما الذكاء الاصطناعي - فهناك خطر ضياع فرص الاستثمار.
إذ عانى العديد من الأسهم الـ 493 الأخرى، في مؤشر S&P 500 خلال العام الماضي، لكنه أشار إلى أن البعض يمكن أن يبدأ في المشاركة في الارتفاع، إذا استمر العاملان المذكوران أعلاه في تغذية الاقتصاد.
وقال: "بالنظر إلى الأداء الممتاز للأسهم التي تقودها الذكاء الاصطناعي في عام 2023 وبداية هذا العام، قد يشعر المستثمرون بالميل إلى مواصلة دعمها".
واختتم: "ولكن إذا بدأ الارتفاع (في الأسهم) في الاتساع، فقد يفوت المستثمرون فرصًا أخرى بخلاف أسهم العظماء السبعة".