ورغم أن الأسواق لم تحسم أمرها بشأن نهاية رحلة التشديد ووصول الفيدرالي إلى ذروة رفع أسعار الفائدة التي بلغت أعلى معدلاتها منذ 2001، إلا أن الكثير يميليون إلى أن النهاية قد اقتربت بشدة.
ويأتي ترقب الأسواق لقرار الفيدرالي هذا الأسبوع تزامنًا مع ارتفاع معدلات الفائدة على الاموال إلى أعلى مستوياتها في 22 عاما بعدما رفع الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة 12 مرة في 14 اجتماعًا.
بينما من المرجح أن يكون أي رفع جديد لبنك الاحتياطي الفيدرالي معتمدًا على البيانات الاقتصادية، وفقًا للمحللينبنك إتش إس بي سي
ولم يحصل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على كل ما يريد، لترتفع حالة الضبابية والغموض بشأن القرار المقبل لواضعي السياسة النقدية في واشنطن.
وبينما جاءت بيانات البطالة وتداعيات طلبات الإعانة الأميركية في اتجاه يتمناه الفيدرالي الأميركي، إلا أن بيانات مؤشر أسعار المنتجين جاءت على النقيض لتحفز الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة.
ولفت خبراء بنك HSBC إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قام بتشديد السياسة النقدية بشكل أكثر وضوحا خلال الفترة الماضية.
بينما من المرجح أن يكون أي رفع جديد لبنك الاحتياطي الفيدرالي معتمدًا على البيانات الاقتصادية، وفقًا لمحللي بنك إتش إس بي سي.
وأصبحت أداة متابعة الفائدة الفيدرالية CME FedWatch تشير إلى أن الأسواق تسعر بنسبة عالية احتمال إبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه هذا الشهر.
ويرى المتداولون فرصة بنسبة 91% لبقاء المعدلات عند المستويات الحالية في سبتمبر واحتمال ما يقرب من 53% لتثبيتها أيضًا في نوفمبر، وفقًا |لأداة متابعة الفائدة الفيدرالية.
وفي الوقت ذاته زادت توقعات الأسواق بشأن احتمال عدم رفع أسعار الفائدة لباقي العام الجاري حيث أصبح أكثر من 60% من المشاركين يتوقعون تثبيت الفائدة.
ولفت خبير استراتيجيات أسواق السلع في تي دي كوموديتيز بارت ميليك، إلى أن المستثمرين الآن يراهنون على قوة الاقتصاد الأميركي الذي لا يزال قويا رغم قتامة توقعات النمو العالمي.
وأشار خبير استراتيجيات أسواق السلع في تي دي كوموديتيز إلى ان الأسواق ترجح ان البيانات الأخيرة توفر للفيدرالي أرضية صلبة لرفع أسعار الفائدة مع تراجع مخاوف الركود.
الأسواق ترجح ان البيانات الأخيرة توفر للفيدرالي أرضية صلبة لرفع أسعار الفائدة مع تراجع مخاوف الركودبارت ميليك
وفي غضون ذلك يرجح خبير إستراتيجيات أسواق السلع في تي دي كوموديتيز أن يؤدي ثبات التضخم إلى دفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة.
وفي غضون ذلك أكدت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر أن التغلب على التضخم قد يتطلب على الأرجح رفعًا آخر لأسعار الفائدة الأميركية.
وتأتي تصريحات ميستر متفقة مع توجهات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول بشأن انفتاح البنك على رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم وتحقيق مستهدف الـ 2%.
وفي الأسبوع الماضي ذلك كشفت بيانات مكتب الإحصاء الأميركي عن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين (سنويا) (أغسطس) بنسبة 3.7% باعلى من التوقعات.
وكانت التوقعات تشير إلى تسجيل 3.6% مقابل قراءة فعلية في يوليو الماضي عند مستويات 3.2%.
وعلى أساس شهري ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين (شهريا) (أغسطس) بنسبة 0.6% متفقًا مع التوقعات ومتجاوزصا قراءة يوليو الماشي التي سجلت 0.2%.
وفي غضون ذلك كشفت بيانات مكتب الإحصاء الوطني الأميركي عن ارتفاع التضخم الأساس( المقياس المفضل لدى الفيدرالي) على أساس شهري بينما انخفض على أساس سنوي.
يرى توماس هايز، رئيس مجلس إدارة Great Hill Capital LLC أن الأسواق تعيش حالة شديدة من القلق وعدم اليقين بشأن قرار الفيدرالي المقبل في الأسبوع القادم، لكن بيانات التضخم التي نحصل عليها من الآن وحتى نوفمبر ستكون مهمة للغاية".
وفي مؤشر مهم لتوجهات التضخم كشف المسح الصادر عن البنك الفيدرالي في نيويورك أن توقعات المستهلكين لمعدلات التضخم لمدة سنة وخمس سنوات قادمة قد ارتفعت بنسبة 0.1%.
وتوقع مسح فيدرالي نيويورك أن يرتفع معجل التضخم بعد عام إلى 3.6% بشهر أغسطس مقارنة 3.5% في يوليو، فيما توقع المسح أن يبلغ التضخم خلال الخمس سنوات القادم نحو 3.0% مقارنة بـ 2.9%، وفقًا لمسح البنك الفيدرالي في نيويورك.
الأسواق تسعر بنسبة عالية احتمال إبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه هذا الشهرCME FedWatch
وكتب استراتيجيون في بنك غولدمان ساكس أن من غير المرجح أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر في يومي 31 أكتوبر وأول نوفمبر.
وتوقع استراتيجيون في بنك غولدمان ساكس أيضا أن يرفع المركزي الأميريي توقعاته للنمو الاقتصادي في اجتماع السياسة النقدية هذا الأسبوع.
وكتب استراتيجيو البنك في تقرير "في نوفمبر، نعتقد أن المزيد من إعادة التوازن في سوق العمل، والأخبار الأفضل بشأن التضخم، والنمو المحتمل في الربع الأخير سوف يقنع المزيد من الأطراف بأن لجنة السوق المفتوحة الاتحادية يمكن أن تتخلى عن رفع أسعار الفائدة لمرة أخيرة هذا العام".
وبينما تحاول أطراف السوق قياس مسار السياسة النقدية للمركزي الأميركي، قال بعض كبار المستثمرين، بما في ذلك جي بي مورغان لإدارة الأصول وجانوس هندرسون إنفستورز، إن البنك المركزي من المحتمل أن يكون قد انتهى من رفع أسعار الفائدة، في أعقاب أنشط دورة لتشديد السياسة النقدية منذ عقود.
وذكر الاستراتيجيون في بنك غولدمان ساكس أن العام المقبل قد يشهد تخفيضات "تدريجية" في أسعار الفائدة إذا استمر التضخم في التراجع.
وقالوا أيضا إن البنك المركزي قد يرفع تقديراته للنمو الأميركي لعام 2023 إلى 2.1 % من 1%، عندما يقوم صناع السياسات بتحديث توقعاتهم الاقتصادية يوم الأربعاء، مما يعكس مرونة الاقتصاد.
ويتوقع الاستراتيجيون في البنك أيضا أن يخفض المركز الأميركي تقديراته لمعدل البطالة لعام 2023 بمقدار عشرين نقطة مئوية إلى 3.9 % وأن يخفض تقديرات التضخم الأساسي بمقدار أربعة أعشار نقطة مئوية إلى 3.5 %.
العام المقبل قد يشهد تخفيضات "تدريجية" في أسعار الفائدة إذا استمر التضخم في التراجعغولدمان ساكس
وفي غضون ذلك أكدت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر أن التغلب على التضخم قد يتطلب على الأرجح رفعًا آخر لأسعار الفائدة الأميركية.
وتأتي تصريحات ميستر متفقة مع توجهات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول بشأن انفتاح البنك على رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم وتحقيق مستهدف الـ 2%.
بينما أكد باول على أن التشديد النقدي بأقل من حاجة السوق قد يسمح لترسخ التضخم فوق المستوى المستهدف ويتطلب في نهاية المطاف سياسة نقدية أكثر عنفًا .
وفي الوقت ذاته أشار رئيس الفيدرالي إلى أن التشديد النقدي بأكثر من الحاجة قد يؤدي أيضا إلحاق ضرر غير ضروري بالاقتصاد الأميركي إحداث ركود عميق.
وقال باول: " في ظل حالة عدم اليقين يجب أن نعير إدارة المخاطر أهمية بالغة، لذا فإن البنك في الاجتماعات القادمة، سيقوم بتقييم التقدم بناءا على مجمل البيانات والتوقعات".
وأضاف باول: "سوف نحتاج إلى استقرار الأسعار لتحقيق فترة مستدامة من ظروف سوق العمل القوية التي تعود بالنفع على الجميع، وسنستمر في ذلك حتى تنتهي المهمة".