اعتقد أن الفيدرالي الأميركي يحتاج إلى تحقيق هدف التضخم بنسبة 2% لضمان مصداقيته.توماس باركين
وفي الأيام القليلة الماضية، صدرت العديد من البيانات الإيجابية بشأن نمو اقتصاد الولايات المتحدة في إشارة إلى ابتعاد واشنطن عن فخ الركود العنيف.
وفي الوقت ذاته، ورغم تباطؤ التضخم العام، إلا أن مدخلات التضخم الأساسي كأسعار المنازل ومبيعات المنازل وأسعار المنتجين لا تزال ترجح أن التضخم أكثر رسوخًا.
وتذكي تلك البيانات أن يحافظ رئيس الفيدرالي الأميركي على سياسة بنك الاحتياطي المتشددة خاصة مع استمرار ارتفاع الأجور التي تغذي الانفاق الاستهلاكي.
وفي الوقت ذاته، لا يزال سوق العمل والتوظيف الأميركي قويًا وهو على عكس ما يريد الفيدرالي الذي يستهدف سوق عمل ضيق.
وفي غضون ذلك، ومنذ ساعات، أوضحت البيانات أن مؤشر ريتشموند التصنيعي في الولايات المتحدة سجل قراءة إيجابية هذا الشهر.
وسجل المؤشر انكماشا بنحو 7 نقاط خلال شهر أغسطس الجاري، وهو أفضل من توقعات الأسواق والتي أشارت إلى انكماش المؤشر بنحو 10 نقاط.
وكانت القراءة السابقة لمؤشر ريتشموند التصنيعي قد سجلت انكماشا بحوالي 9 نقاط خلال يوليو الماضي.
المزيد من تشديد السياسة النقدية يفيد تحقيق هدف البنك إذا لم تؤكد البيانات الواردة عودة التضخم إلى هدف 2%.فيدرالي ريتشموند
وفي الوقت ذاته، أظهرت بيانات مبيعات المنازل الأميركية سلبية شديدة بنهاية يوليو الماضي، وجاءت قراءة المؤشر بأقل من توقعات الأسواق.
ووفقا للبيانات التي صدرت منذ ساعات قليلة، فقد سجل المؤشر نحو 4.07 مليون وحدة بنهاية يوليو الماضي.
بينما أشارت توقعات الأسواق إلى تسجيل المؤشر نحو 4.15 مليون وحدة، بينما كانت القراءة السابقة قد شهدت تسجيل المؤشر نحو 4.16 مليون وحدة بنهاية يونيو الماضي.
وفي غضون ذلك، أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في ولاية ريتشموند، توماس باركين إلى أنه في حال حدث ركود اقتصادي فمن المُرجح أن يكون أقل حدة.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في ولاية ريتشموند: "اعتقد أن الفيدرالي الأميركي يحتاج إلى تحقيق هدف التضخم بنسبة 2% لضمان مصداقيته".
تحركات السوق
ولفت باركين إلى أن الفيدرالي الأميركي يحاول عدم التركيز كثيرا على تحركات السوق على المدى القصير.
وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في ولاية ريتشموند أن مجلس السياسة النقدية لن يعطي أي تلميح مسبق حول قرار الفيدرالي المقبل.
و حذر باركين من أن التضخم داخل الولايات المتحدة لا يزال مرتفعا بشكل غير مريح نظرًا لرسوخ التضخم الأساسي.
بيد أنه في المقابل، أشار إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة لا يزال قويا، وظل واثقا من أن الهبوط الناعم لا يزال ممكناً.
الفيدرالي الأميركي ليس مستعدا للبدء في سياسة التيسير النقدي حيث أن التضخم لا يزال عنيدًا وراسخًا.نيل كاشكاري
وقال رئيس بنك الفيدرالي في ريتشموند: " المزيد من تشديد السياسة النقدية يفيد تحقيق هدف البنك إذا لم تؤكد البيانات الواردة عودة التضخم إلى هدف 2%".
ولفت باركين أن الأولوية الآن هي الإجابة عن سؤال ما إذا كان التضخم يمكن أن يستقر بينما يظل سوق العمل قويا كما هو، تزامنًا مع الطلب لا يزال مرتفعا بينما يكون العرض مقيدا.
وفي غضون ذلك، أكد عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ، نيل كاشكاري رئيس الفيدرالي في ولاية مينيابوليس، أن البنك لا يزال عازمًا على رفع الفائدة لمواجهة التضخم.
وقال رئيس الفيدرالي في ولاية مينيابوليس: "على الرغم من الشعور بالرضا بشأن التباطؤ في معدل التضخم، إلا أنه لا يزال مرتفعا للغاية عن المستهدف".
وأكد كاشكاري على أن الفيدرالي الأميركي ليس مستعدا للبدء في سياسة التيسير النقدي حيث أن التضخم لا يزال عنيدًا وراسخًا.
ولفت كاشكاري إلى أنه ورغم نجاح الفائدة في كسر موجات التضخم، إلا أن الأسعار لا تزال بحاجة إلى الارتفاع لإنهاء مهمة خفض التضخم.
وقال رئيس الفيدرالي في ولاية مينيابوليس خلال مؤتمر المراقبين العالميين لمجموعة APi Group في مينيابوليس: "لست مستعدًا للقول إننا انتهينا من رفع أسعار الفائدة".
ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي هدف سعر الفائدة القياسي 5.25 نقطة مئوية منذ مارس 2022، لمواجهة التضخم القياسي الذي قفز إلى أعلى مستوياته في 40 عامًا.
وفي غضون ذلك، قفزت أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها في 16عامًا عبر 11 زيادة في 12 اجتماعا منذ بدء حملة التشديد.
وشهدت توقعات أسعار الفائدة تغيرًا، حيث ارتفعت توقعات صعود الفائدة قليلًا بعد صدور محضر اجتماع الفيدرالي الأخير في يوليو.
وارتفعت توقعات الفائدة حسب العقود المستقبلية في نوفمبر من 5.425% إلى 5.435%.
وهو ما يعني توقع السوق لرفع ضئيل في أسعار الفائدة يقدر بـ 10 نقاط أساس بدلًا عن 25 نقطة أساس كما اعتاد الفيدرالي الرفع مؤخرًا.