ومن المرجح أن يعود الدولار ليعتلي المسرح ضاغطًا على الأسواق عبر ارتفاعات قوية، وذلك في أعقاب تصريحات صناع السياسة النقدية البارزين، والتي تتجه غالبا في اتجاه الانتظار والتأني قبل اتخاذ أولى خطوات تخفيف السياسة النقدية.
وأكد عدد من أعضاء الفيدرالي أن الخطر الأكبر الذي يتحتم على البنك الحذر من التعامل معه هو عنصر التوقيت، حيث أن الخفض المبكر يبدد مجهودات السنوات الماضية، والتأخر الزائد يقود الاقتصاد لركود أصعب من التوقعات.
وفي غضون ذلك تحدث عدد من أعضاء الفيدرالي منذ ساعات، خلال مناقشة بالمؤتمر السنوي لمركز جوليس رابينويتز للسياسة العامة والمالية، في جامعة برينستون في نيوجيرسي.
رغم أننا نقترب من نقطة خفض أسعار الفائدة، إلا أننا لا نزال غير متأكدين من الموعد الذي قد يحدث فيه ذلك على وجه التحديدباتريك هاركر
وفي المقابل أكد رئيس الفيدرالي الأميركي بولاية فيلادلفيا، باتريك هاركر، على أنه لا يمكن حتى الآن استبعاد احتمالية خفض أسعار الفائدة من على الطاولة.
وقال هاركر: "مع أننا نقترب من نقطة خفض أسعار الفائدة، إلا أننا لا نزال غير متأكدين من الموعد الذي قد يحدث فيه ذلك على وجه التحديد".
وأضاف: "يحتاج بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى مزيد من الثقة بشأن تراجع التضخم، بعدما أظهرت أرقام مؤشر أسعار المستهلك الأخيرة تقدما متفاوتا في التضخم".
لقد تسارع اتجاه هبوط التضخم، والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يسير في الخطوات الأخيرة نحو معدل التضخم البالغ 2%.
يتعين على صناع القرار في المركزي تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة لشهرين آخرين على الأقلكريستوفر والر
وقال هاركر: "خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر جدا هو الخطر الأكبر الذي يواجه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي".
وأضاف هاركر: "أتفق مع إبطاء وتيرة انكماش الميزانية العمومية أولا قبل التوقف التام، حيث لا يزال الناتج المحلي الإجمالي الأميركي أقوى من المتوقع".
ويستطيع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الإبقاء على أسعار الفائدة في الوقت الحالي، دون التسرع في خفضها، ولا يزال من الممكن خفض سعر الفائدة في شهر مايو.
ويجب أن يركز الفيدرالي الأميركي بنحو خاص على سوق العمل، وستحدد بيانات الوظائف متى قد تخفض الفائدة، نقترب من خفض الفائدة، لكن نحتاج بضعة اجتماعات أخرى".
وقال هاركر: إذا شهدنا بضعة أشهر أخرى من البيانات الإيجابية بشأن التضخم فقد تكون هناك حاجة إلى خفض الفائدة.
خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر جدا هو الخطر الأكبر الذي يواجه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركيباتريك هاركر
وقال كريستوفر والر العضو بمجلس محافظي الفيدرالي منذ ساعات: "يتعين على صناع القرار في المركزي تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة لشهرين آخرين على الأقل".
وأضاف والر: "يجب الانتظار لمعرفة ما إذا كان الارتفاع الأخير في التضخم يعني تعثر التقدم نحو استقرار الأسعار أم أنه مجرد عثرة عابرة على الطريق".
وتأتي تصريحات والر رغم أن بقاء أسعار الفائدة عند مستوى أعلى لمدة أطول يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، ما يحد من الطلب على الأصول المسعرة بالدولار، وقد يقود الأسواق إلى حالة من الركود.
عملية خفض التضخم ربما تظل وعرة ومتفاوتة.. يجب أن يكون لدى الفيدرالي ثقة أكبر قبل البدء في تخفيض أسعار الفائدةليزا كوك
ويرى عضو الفيدرالي، فيليب جيفرسون، أنه إذا تحرك اقتصاد الولايات المتحدة في الاتجاه الصحيح، فمن المُرجح أن يكون من المناسب البدء في خفض أسعار الفائدة بوقت لاحق من هذا العام.
وقال جيفرسون: الاقتصاد يمكن أن يغدو ضعيفًا، لذا يحتاج الفيدرالي الأميركي إلى أن يظل يقظا، حتى لا يفاجأ بصدمة غير متوقعة، خاصة بعد صدمة الأسعار المخيبة للآمال في يناير".
وأضاف جيفرسون: "هناك ثلاث مخاطر رئيسة وهي مرونة الإنفاق الاستهلاكي، وضعف العمالة، والمخاطر الجيوسياسية".
وتابع جيفرسون: " سنراجع مجمل البيانات الاقتصادية الواردة في تقييم التوقعات الاقتصادية والمخاطر المحيطة بالتقديرات والحكم على المسار المستقبلي المناسب للسياسة النقدية".
ولفت جيفرسون إلى أنه لا يزال متفائلا بحذر بشأن التقدم الذي أحرزه الفيدرالي الأميركي حيال التضخم، رغم أن حالة عدم التوازن بين العرض والطلب ضاقت على العمالة.
إذا تحرك الاقتصاد في الاتجاه الصحيح، من المُرجح أن يكون من المناسب البدء في خفض أسعار الفائدة بوقت لاحق من هذا العامفيليب جيفرسون
وقالت عضو الفيدرالي وصانعة السياسة النقدية، ليزا كوك: "يجب أن يتغير سعر الفائدة في النهاية عندما تصبح توقعات تراجع التضخم أكثر استدامة".
وأضافت كوك: "يجب أن يكون لدى الفيدرالي الأميركي ثقة أكبر في أن التضخم يقترب من 2% قبل البدء في تخفيض أسعار الفائدة".
وأوضحت كوك أن مخاطر استمرار ارتفاع معدلات التضخم تضاءلت، ولكنها لم تختف تماما، وقالت: "عملية خفض التضخم ربما تظل وعرة ومتفاوتة".
وقالت كوك: "يواجه نمو الإنفاق الاستهلاكي رياحا معاكسة مع تدهور ميزانيات الأسر، مع استمرار الإنفاق الاستهلاكي بنحو عام في إظهار زخم قوي في الأشهر الأخيرة".
وفي إشارة إلى توترات الشرق الأوسط قالت كوك: "هناك احتمالية لزيادة اضطرابات سلاسل التوريد العالمية بسبب مشاجرات البحر الأحمر".