ووفقًا لجيم غرانت، مؤلف كتاب ـ Grant’s Interest Rate Observer: The Federal Reserve، إيذاء الفيدرالي للاقتصاد الأميركي لم يبدأ الآن، بل بدأ منذ سنوات.
الكثير من قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي لم تكن متوقعة على الإطلاق وهو ما تسبب في أزمات بالأسواقجيم غرانت
يقول غرانت: "تعد معضلة سقف الديون عاملاً مشتركًا في الأزمة المصرفية للبنوك الأميركية وميل السوق الواضح لأسعار الفائدة المنخفضة للغاية".
ويعد غرانت أحد أبرز منتقدي الفيدرالي الأميركي الذي يقول إنه تسبب في أضرار جسيمة للاقتصاد والأسواق على مدى السنوات الماضية".
وأكد الخبير الاقتصادي جيم غرانت أن الكثير من قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي لم تكن متوقعة على الإطلاق وهو ما تسبب في أزمات بالأسواق.
اقرأ أيضًا..
الفيدرالي يعصف بالأسواق.. لن نتراجع مهما كلف الأمر
يقول المؤلف المخضرم: "خلال فترة معدلات الفائدة المنخفضة بشكل مصطنع والتي كانت تحوم عند 0% بدات الأزمة الصعبة التي تعيشها الأسواق الآن".
وأضاف غرانت: "أن الأزمة المصرفية التي تشهدها الأسواق الان ليست حديثة العهد، بل بدأت تتكون خلال العشر أو الاثني عشر عامًا الماضية".
وقال غرانت: " كانت سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن قمع أسعار الفائدة هى من زرعت بذور المشكلات المصرفية الإقليمية".
وأشار غرانت إلى أن "دراما سقف الديون" على حد وصفه، كانت نتاجًا للقرارت الخاطئة لبنك الاحتياطي الفيدرالي خلال فترة الفائدة المنخفضة.
قال غرانت: "أعتقد أن كبح الأسعار بشكل عام كان السبب الرئيسَ في جميع أزمات الاقتصاد التي تشهدها الولايات المتحدة حاليًا".
ولفت غرانت إلى أن كبح الأسعار ومواجهة التضخم برفع الفائدة أضر كثيرًا بالوضع المالي للبنوك الإقليمة في أميركا.
الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي مشابهة لتلك الخاصة بالبنوك المنهارة مثل فيرست ريبابليكجيم غرانت
وقال غرانت: "أدى البحث عن عائد مرتفع من جانب المستثمرين والمؤسسات في ظل الفائدة المنخفضة في السنوات الماضية، إلى عدم الالتفافات للمشكلات الحقيقية التي تعاني منها البنوك القليمية على غرار فيرست ريبابيلك.
وأشار غرانت إلى احتفاظ البنوك بمحفظة كبيرة من الرهون العقارية الضخمة للعملاء، وهو ما انعكس على تآكل قيمة هذه الأصول في العديد من البنوك وسط تعاقب حاد في رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي لتقليل التضخم المرتفع.
وعلى الرغم من انخفاضه عن الذروة الأخيرة البالغة 9.1% في يونيو 2022، فقد ظل التضخم في الولايات المتحدة تاريخيًا وعنيدًا عند 4.9% في أبريل، نزولًا من 5% في مارس على أساس سنوي، بحسب غرانت.
اقرأ أيضًا..
رهان الكارثة.. الذهب يخترق مستويات 2100 دولار غير المسبوقة
وقال غرانت: "خلال مواجهة مثل هذا التضخم الصارخ، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي بشكل كبير إلى نطاق يتراوح بين 5% و5.25% خلال الـ 14 شهرًا الماضية".
وأضاف غرانت: "لقد حافظ الفيدرالي على معدلات الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ ما يقرب من 16 عامًا".
وكان المعدل المستهدف للأموال الفيدرالية، وهو المعيار الذي يساعد في إعلام كل شيء من الرهون العقارية إلى قروض السيارات، بين 0% و 0.25% في الربع الأول من عام 2022.
وقال غرانت إن علامات إجهاد السوق من التحركات الأخيرة في أسعار الفائدة والتضخم الذي ما زال مرتفعاً ستعقد الأمور بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
حيث تسلط سلسلة الإخفاقات في مؤسسات مثل بنك وادي السيليكون، وانهيار بنك سيجنتشر وفيرست ريبابليك، الضوء على الضغوط التي تكافح البنوك معها، وفقًا لغرانت.
وأشار غرانت إلى أن الضغط في النظام المصرفي هو مجرد نِتاجٍ غير مقصود، حيث قد تؤدي المخاوف داخل النظام المصرفي إلى إحجام المؤسسات المالية عن الإقراض، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على النمو الاقتصادي الديناميكي.
وقال غرانت: "المخاوف بشأن قدرة الحكومة الأميركية على سداد فواتيرها، إلى جانب الدفع ضد حد الاقتراض البالغ 31.4 تريليون دولار أميركي وسط كونغرس منقسم، تعمل أيضًا على تغذية حالة عدم اليقين".
ولفت غرانت إلى تزايد المخاطر من أن أميركا ستنزلق في النهاية إلى الركود، بينما يشير مؤشر بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك إلى احتمال حدوث ركود بنسبة 68% خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
أميركا ستنزلق في النهاية إلى الركود وسط ارتفاع حاد في حالة عدم اليقين بفعل الأزمات المتلاحقةجيم غرانت
يعتقد جرانت أن السوق قد اعتاد أن تكون الأسعار منخفضة للغاية لفترة طويلة، وقال: "لقد ارتكب بنك الاحتياطي الفيدرالي سلسلة طويلة من الأخطاء".
ويرى غرانت أن الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي مشابهة لتلك الخاصة بالبنوك المنهارة مثل فيرست ريبابليك.
وقال غرانت: "الاحتياطي الفيدرالي ليس بالطبع بنك فيرست ريبابليك، لكن ميزانيته العمومية تشبه فيرست ريبابليك وبنك سيليكون فالي من حيث أنه يكسب 2% من الودائع ويدفع 4-5% على التزاماته".
وأضاف غرانت: "هذا في حد ذاته هو رمز مرئي للمشاكل والتشوهات التي تسببها هذه الفترة الطويلة والممتدة من المعدلات المنخفضة بشكل مصطنع".
وقال غرانت: "أعتقد أن الفكرة الأساسية لشراء السندات وقمع أسعار الفائدة التي اتبعها الفيدرالي لسنوات، على أمل توليد ارتفاع في أسعار الأصول وبالتالي تحفيز الاقتصاد، يعتمد في الأساس على فكرة برنانكي التي اتبعها الفيدرالي في 2010-11.
وأضاف غرانت: "لقد بدات المشكلة منذ ذلك الحين، لقد كان اقتراحا محفوفا بالمخاطر للغاية، في إشارة إلى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق بن برنانكي".
اقرأ أيضًا..