رفعت مجموعة «يو بي إس» السويسرية توقعاتها لسعر الذهب، لتنضم إلى قائمة البنوك الاستثمارية التي تتوقع ارتفاعاً في أسعار المعدن النفيس، مع تزايد احتمالات اندلاع حرب تجارية عالمية طويلة الأمد.
وقال محللو البنك، ومن بينهم واين غوردون وجيوفاني ستوانوفو، في مذكرة صادرة اليوم الاثنين، إن الذهب مرشح للتداول عند 3,200 دولار للأونصة خلال الأرباع السنوية الأربعة المقبلة، مقارنةً بتوقعاتهم السابقة عند 3,000 دولار. وأشاروا إلى أن تصاعد النزاع التجاري يعزز مكانة الذهب كملاذ آمن في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة، وفق وكالة رويترز.
وسلط البنك الضوء على خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية شاملة وأخرى تستهدف قطاعات محددة بدءًا من 2 أبريل، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب كأداة للتحوط. ويأتي ذلك في أعقاب تجاوز الذهب حاجز 3,000 دولار للأونصة للمرة الأولى يوم الجمعة، وسط توقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) سيواصل خفض أسعار الفائدة لمواجهة مخاطر الركود الاقتصادي.
إلى جانب «يو بي إس»، رفعت مؤسسات مالية أخرى توقعاتها لأسعار الذهب. فقد توقعت «ماكواري غروب» وصول المعدن النفيس إلى 3,500 دولار للأونصة في الربع الثاني، بينما رفع «بي إن بي باريبا» متوسط توقعاته للأسعار إلى مستويات تتجاوز 3,000 دولار.
وقال ديفيد ويلسون، كبير محللي السلع في «بي إن بي باريبا»، في مذكرة يوم الأربعاء الماضي: «التوترات الجمركية التي تثيرها إدارة ترامب، وإعادة تشكيل العلاقات التجارية الدولية، زادت من الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية، مما عزز الطلب على الذهب.» ووفقًا للبنك، فإن الأسعار قد تتجاوز 3,100 دولار للأونصة خلال الربع الثاني من 2025، مع ارتفاع الطلب على الذهب المادي؛ بسبب المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق.
وأرجع محللون في وول ستريت المكاسب القوية التي حققها الذهب إلى استمرار عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية، إلى جانب تصاعد المخاوف من فرض رسوم جمركية حتى على واردات الذهب إلى الولايات المتحدة.
كما زادت شحنات الذهب الفعلي إلى نيويورك خلال الأسابيع الماضية، في خطوة استباقية من قبل المستثمرين المؤسسيين لتجنب أي رسوم محتملة والاستفادة من فرق الأسعار بين لندن ونيويورك.
في السياق، رفع «غولدمان ساكس» توقعاته لسعر الذهب بنهاية العام إلى 3,100 دولار للأونصة، مقارنةً بتوقعاته السابقة عند 2,890 دولار.
يُذكر أن الذهب تفوق على أداء سوق الأسهم الأميركية خلال العام الماضي، حيث ارتفعت أسعاره بأكثر من 35%، بينما لم يحقق مؤشر S&P 500 سوى مكاسب طفيفة بلغت 8% خلال الفترة نفسها.