بفضل التغير المناخي، تستمر زراعة الأرز في النمو في سويسرا، إذ يتوقع أكبر منتجي الأرز في شمال جبال الألب، حصاد نحو 40 طناً هذا العام من حقولهما في منطقتي فولي وسييلاند.
قام يتوقع الأخوان لياندري وماكسيم غييو، بزراعة أول حقل أرز لهما في عام 2019 في لوغنور (فريبورغ)، وتلا ذلك حقل ثانٍ قبل عامين في كابيلين (بيرن). ويُعتبران من أوائل المزارعين السويسريين الذين تبنوا زراعة الأرز المغمور بالمياه. حتى الآن، كانت زراعة الأرز الجافة فقط تُمارس في منطقة «تيتشينو».وفقا لتقرير وكالة « إيه دبليو بي».
يقول لياندري غييو، المهندس الزراعي: «تعلمنا كل شيء بأنفسنا. نستمد الكثير من الإلهام من التجارب الخارجية، لكن المناخ السويسري ليس مشابهاً لتلك البيئات. لا يمكننا تطبيق نموذج جاهز». ويضيف: «منطقة الهضبة السويسرية، الواقعة شمال خط العرض 46، تعتبر منطقة صعبة جداً لزراعة الأرز».
لمواجهة هذه التحديات، يكمن الحل في تنويع الإنتاج. يزرع الأخوان الأرز على مساحة 11 هكتاراً، 6 منها في لوغنور و5 في كابيلين. تُخصص نصف هذه المساحة لزراعة أرز «لوتو»، وهو النوع الأكثر موثوقية. أما النصف الآخر فيُزرع بأنواع مميزة مثل الأرز الأسود، والأرز الياباني الدائري، وأرز الياسمين، ونوع خاص من أرز الريزوتو.
في سويسرا، يظل المناخ أحد التحديات الرئيسية لزراعة الأرز، حيث يحتاج الأرز إلى درجة حرارة لا تقل عن 20 درجة مئوية للنمو. كما يعد الماء العامل الآخر الضروري. لذلك يحظى الأخوان بتصريح لضخ المياه من قناة لري الحقول بشكل صناعي، كي يصل ارتفاع الماء إلى 2 سنتيمتر عند الزراعة، ويزداد إلى 15 سنتيمتر في يوليو.
يوضح لياندري: «بالإضافة إلى مساعدة الأرز على النمو، تلعب المياه دوراً في حفظ درجة حرارة الحقول أثناء الليل. يجب أن يزهر الأرز في بداية أغسطس، حيث لا تزال درجات الحرارة دافئة، وإذا تأخر حتى سبتمبر، فإن الحصاد يتعرض للخطر».
يصر الأخوان على تنفيذ جميع المهام بأنفسهما، رغم التحديات المتعددة مثل العثور على المعدات المناسبة، ومكافحة الأعشاب الضارة - خاصة الدخن - وزراعة الأرز يدوياً بدلاً من نثره بالبذور، والتكيف مع خصائص التربة والمناخ السويسري.
يشير لياندري غييو إلى أن نجاحهم يعود أيضاً إلى دعم «أغروسكوب»، وهي محطة الأبحاث الفيدرالية للزراعة والغذاء. ويقول: «عندما أطلقت المشروع ، أوضحنا لهم أنه يجب أن يكون مربحاً، وأنه لا يمكن أن يكون مجرد تجربة مدعومة بالمنح، وإلا فلن ينجح أبدًا».
اليوم، تم تحقيق الهدف للأخوين غييو. ورغم أنهما لا يعرضان الأرز في السوبرماركت الكبرى، إلا أنهما يبيعانه عبر الإنترنت ومن خلال مبيعات مباشرة.
يضيف لياندري: «التسويق يشكل تحدياً كبيراً، خصوصاً عندما لا نتعامل مع كبار الموزعين. لكن لدينا تجار تجزئة صغار في جميع أنحاء سويسرا، من جنيف إلى سانت موريتز. هدفنا هو الحفاظ على علاقة مباشرة مع المستهلك. نحن نقدم منتجاً له قصة».
يشمل مشروع لياندري وماكسيم غييو جانباً بيئياً أيضاً. ويقول لياندري بشأنه: «بالتعاون مع «أغروسكوب»، كنا نهدف إلى إعادة إنشاء مناطق رطبة تعزز التنوع البيولوجي، مع الحفاظ على إنتاجيتها». وتزخر اليوم، حقول الأرز بأنواع عديدة من اليعاسيب ، حيث تم رصد أكثر من 20 نوعاً ، كما توفر ملجأ للضفادع والطيور والحيوانات البرمائية.
تساهم إزالة الأعشاب الضارة يدوياً في الحفاظ على هذه الأنواع، حيث لا يستخدم المزارعون أي مبيدات حشرية. كما يعمل «المركز السويسري لعلم الطيور في سيمباش» على حقول الأخوين لتوفير موائل للطائر المهدد «الزقزاق المتوج».