ويقدر المحللون أن سيارات تسلا التي تعد الأكثر مبيعا تستطيع توفير آلاف الدولارات من حيث التكلفة في إنتاج المركبات الكهربائية، مقارنة مع المنافسين الذين كان يحاولون سد الفجوة.
وقال ماسك في وقت سابق من هذا الشهر، خلال مؤتمر مورغان ستانلي، إن هناك طريقاً واضحاً لصنع مركبة أصغر حجماً تقريباً بنصف تكلفة الإنتاج.
وأكدت تعليقات ماسك الأخيرة، على الهدف الذي تم إبرازه في يوم المستثمر الخاص بصانع السيارات الذي نظمته شركة تسلا، حيث يهدف التنظيميون في تسلا إلى تحقيق تخفيضات في التكلفة من خلال مزيج من تخفيضات الأجزاء والخطوات الأخرى.
ويرى المحللون أن تلك المدخرات ستساعد تسلا بتقديم سيارة كهربائية كانت قد وعدت بها منذ فترة طويلة بقيمة 25 ألف دولار، دون تدمير هوامش ربح الشركة الرائدة في الصناعة والمكونة من رقمين.
ويسعى المديرون التنفيذيون إلى خفض التكاليف، وهو مسعى أدى إلى تطوير خط التجميع وعمليات الدمج والتحالف العالمية الفوضوية، وإصلاحات التصميم والهندسة، وكلها تهدف إلى إيجاد طرق لتوفير التكاليف في تصنيع السيارات، إلا أن تلك الجهود اكتسبت إلحاحاً جديداً حيث يتم الضغط على المديرين التنفيذيين في مجال السيارات لخوض معركة مزدوجة تتمثل في الاضطرار إلى التغلب على زايادات التكلفة التضخمية، وفي نفس الوقت الاستثمار بكثافة في السيارات الكهربائية، حيث يعطي المستثمرون والمنظمون الأولوية لهذه التكنولوجيا.
وقال العضو المنتدب لشركة الاستشارات AlixPartners LLP، مارك ويكفيلد إن "هذا النوع من الضغط يزيد من الضغوطات على صانعي السيارات التقليديين" حيث خصصت صناعة السيارات 526 مليار دولار لتحويل إنتاجها إلى السيارات الكهربائية حتى عام 2026.
ويأتي هذا التمويل قبل أن ترى معظم الشركات أي فوائد حقيقة من وفورات الحجم من مبيعات السيارات الكهربائية، والتي كانت تنمو بقوة، لكنها تمثل جزءا صغيرا من إجمالي عمليات التسليم العالمية.
وفرض إيلون ماسك ضغطاً واضحاً على شركات السيارات، وأشار المحلل الاقتصادي في يو بي إس، باتريك هاميل، إلى خطط تسلا لخفض التكاليف عند سؤال مسؤولي شركة فولكس فاغن عن السيارة الكهربائية الجديدة التي ستطلقها تسلا، والتي قال ماسك إن أسعارها تبدأ من حوالي 40 ألف دولار في أوروبا.
وقال ماسك للمديرين التنفيذيين، إنه يكافح لمعرفة كيف ستحصل فولكس فاغن على سيارة كهربائية ميسورة التكلفة ومربحة في غضون عامين.
وقال المدير المالي لشركة فولكس فاغن، أرنو أنتليتز: "ندرك أن المنافسة ستصبح أكثر صرامة لذلك نحاول أن نحافظ على ثباتنا قدر الإمكان من ناحية التكلفة العامة".
وتراهن فولكس فاغن على أن أحدث جيل من السيارات الكهربائية المصممة بأجزاء مشتركة ستمنحها نطاقا بمرور الوقت لتقليل التكاليف، وأوضح أنتليتز أن الشركة تخطط لإنتاج سيارة كهربائية بسعر أقل من 25 ألف يورو أو ما يعادل 27 ألف دولار، وأوضحت الشركة أنه سيتم طرح السيارة بحلول 2025 في السوق الأوروبي.
وطورت تسلا سيارة من طراز 3 سيدان، حيث تبدأ أسعارها من حوالي 45 ألف دولار في الولايات المتحدة، وكان من المفترض أن يكون سعر السيارة 35 ألف دولار عندما تم الكشف عنها في 2016، إلا أن الشركة قامت لاحقا برفع السعر بسبب التكلفة المرتفعة.
وكثفت شركة تسلا من جهودها لتقليل التكلفة، وأوضحت أنها حققت تحسناً بنسبة 30% منذ عام 2018 من خلال مجموعة كاملة من المجالات، بما في ذلك الإنتاجية والتغييرات الهندسية وحجم الموردين، ويقول التنفيذيون إن هذه الإجراءات تنذر بكيفية تحقيق المزيد من التخفيضات لمركبات الجيل التالي.
وتقدر شركة Caresoft Global التي تقوم بمقارنة تكاليف التصنيع بين المنافسين أن سيارات تسلا من طراز Y الرياضية تقدر تكلفتها أقل بحوالي 3000 دولار مقارنة بالعروض المماثلة للمنافسين باستثناء البطاريات.
ويقول مراقبو الصناعة، إنه حتى إذا لم ينجح ماسك بالوصول إلى تخفيض التكلفة بنسبة 50%، وأن أي جهد كبير لتحقيق هذا الهدف سيكون ذا مغزى، ووضعت تصريحات ماسك معياراً جديداً مع المنافسين وقدرتهم على منافسة تسلا.
وكان المستثمرون بالفعل متشككين من قدرة صانعي السيارات على منافسة تسلا، وأخبر المحلل في شركة Wolfe Research، رود لاتشي، أن دراسة استقصائية أجرتها شركته شملت 100 مستثمر، قال 92% منهم إنهم لا يعتقدون أن صانعي السيارات التقليديين يمكن أن ينافسوا تسلا من حيث التكلفة.