خفضت شركة نتفليكس تكلفة خدمتها، في أكثر من 30 دولة في الأسابيع الأخيرة، في محاولة لجذب العملاء حول العالم، الذين لديهم قائمة متزايدة باستمرار من المنصات، التي توفر الكثير من خيارات البث.
وامتدت التخفيضات الأخيرة لأسعار شركة البث المباشر، إلى دول الشرق الأوسط بما في ذلك اليمن والأردن، وليبيا وإيران، وأسواق إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بما في ذلك كينيا، والدول الأوروبية مثل كرواتيا وسلوفينيا وبلغاريا.
أما في أمريكا اللاتينية، فشهدت دول مثل نيكاراغوا والإكوادور وفنزويلا، تخفيضات في تكاليف الاشتراك، كما شمل أجزاء من آسيا بما في ذلك ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند والفلبين.
تنطبق التخفيضات على مستويات معينة من نتفليكس في تلك الأسواق، وفي بعض الحالات خفض تكلفة الاشتراك إلى النصف.
وأمضت خدمات البث الرئيسية، الأرباع الأخيرة في الترويج للقيمة، التي تقدمها للمستهلكين، بالنسبة إلى الرسوم الشهرية، التي يفرضونها، وقد رفع العديد منها الأسعار في الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة.
قال جون هودوليك، محلل وسائل الإعلام والترفيه في مجموعة يو بي إس غروب، عن التخفيضات الأخيرة في أسعار نتفليكس: "إنه يتعارض بالتأكيد مع الاتجاهات الحديثة، ليس فقط بالنسبة لـ "نتفليكس"، ولكن بالنسبة لصناعة البث الأوسع نطاقًا". وقال "بعض هذه التخفيضات كبيرة".
مؤخرًا، تحدث المسؤولون التنفيذيون في نتفليكس عن رفع الأسعار وليس خفضها. وفي مكالمة أرباح لشهر يناير، قال الرئيس التنفيذي المشارك جريج بيترز، إن الشركة تبحث عن أماكن يمكنها فيها رفع الأسعار، مما يغذي استثمارات المحتوى المستمرة.
وقال إن نتفليكس لديها أيضًا فرصة لإضافة مشتركين جدد، في الأسواق التي لا تمتلك فيها حاليًا حصة كبيرة.
وتُعد التغييرات في أسعار نتفليكس، علامة على أن المشغلين الكبار لا يزالون يتصارعون مع السعر، الذي سيوفر أفضل مزيج من نمو المشتركين والإيرادات في الخارج. ويمكن للمستهلكين الاختيار بين مزودي الكابلات المحليين، وخدمات البث الإقليمية والمنصات العالمية الكبيرة.
ويتوسع اللاعبون الكبار، بما في ذلك ديزني بلس التابعة لشركة "والت ديزني"، وإتش بي أو ماكس التابعة لشركة "وارنر برذرز ديسكفري"، وباراماونت بلس التابعة لـ "باراماونت غلوبال"، في الخارج.
قالت متحدثة باسم نتفليكس: "نعلم أن الأعضاء لم يكن لديهم أبدًا المزيد من الخيارات، عندما يتعلق الأمر بالترفيه"، والشركة ملتزمة بتقديم تجربة تفوق توقعاتهم، وأضافت أن الشركة تقوم بتحديث أسعار خطط الاشتراك في بعض الدول.
وتعمل نتفليكس في أكثر من 190 دولة ومنطقة، وقد أمضت معظم العام الماضي في التكيف مع المنافسة المتزايدة، وتغيير عادات المشاهدة، حيث عاد المستهلكون إلى التنقل والسفر والأنشطة الأخرى التي أوقفها الوباء.
وعملت الشركة على خفض التكاليف، والتركيز على توجهين استراتيجيين: إنشاء خطة منخفضة السعر مدعومة بالإعلانات، ومطالبة المشتركين الذين يرغبون في مشاركة حساباتهم، مع شخص من خارج أسرتهم بدفع المزيد للقيام بذلك.
وأضافت الشركة التي يقع مقرها في لوس غاتوس بكاليفورنيا، مشتركين في كل منطقة من المناطق الأربع، التي أبلغت عن نتائجها في الربع الأخير من عام 2022، لكن متوسط إيراداتها العالمية لكل مستخدم، انخفض إلى 11.49 دولار في الربع الأخير من عام 2022، من 11.74 دولار سنويًا سابقًا.
وطرحت نتفليكس في وقت سابق من هذا الشهر، قيودا على المشاركة في بلدان مثل كندا وإسبانيا، وقالت إنها تخطط لطرح هذه التغييرات على نطاق أوسع في الأشهر المقبلة.
وقال المسؤولون التنفيذيون، إنهم يعلمون أن فرض قيود المشاركة لن يحظى بشعبية، وقد يتسبب في قيام بعض الأشخاص بإلغاء حساباتهم، على الرغم من أنها تأمل في استعادتها مرة أخرى بمحتوى ناجح.
وخفضت نتفليكس سعر خدمتها في الماضي، لا سيما عندما واجهت منافسة شديدة، أو أرادت إضافة مستخدمين بشكل أسرع. على سبيل المثال، خفضت سعر الاشتراكات في الهند في عام 2021، بعد استهداف المستخدمين الأكثر ثراءً هناك في البداية بخطط باهظة الثمن.
