logo
شركات

تقليل ساعات العمل.. اتجاه جديد لسوق العمل الأميركي

تقليل ساعات العمل.. اتجاه جديد لسوق العمل الأميركي
تاريخ النشر:19 يونيو 2023, 11:30 ص

تحجب طفرة التوظيف القوية ما يبدو أنه اتجاه اقتصادي متناقض، يعمل فيه الموظفون لساعات أقل.

وانخفض متوسط عدد ساعات العمل أسبوعياً لموظفي القطاع الخاص، إلى 34.3 في مايو، وهو أقل من متوسط 2019، وهبوط من ذروة 35 ساعة في يناير 2021، وفقاً لبيانات وزارة العمل الأميركية.

ومع تباطؤ النمو الآن، قد يستجيب بعض أصحاب العمل من خلال خفض ساعات العمل، ربما استعداداً للركود، وقد يكون هذا أمراً ينذر بالسوء.

وقال أيشي أميميا، الخبير الاقتصادي في نومورا للأوراق المالية: "في الماضي، كان تخفيض ساعات العمل نذيراً أكيداً لموجة تسريح قريبة للعمال".

لكن هذه المرة، قد تكون إشارة الركود هذه بمثابة إنذار كاذب، لأن العوامل المختلفة لما بعد الجائحة بدأت تفرض نفسها على سوق العمل. وفي الواقع، وحتى مع خفض الشركات لساعات العمل، فإنهم يوظفون أيضاً المزيد من العمال - وهو أمر لا يفعلونه عادةً عندما يلوح الانكماش في الأفق.

وارتفع عدد الوظائف بمقدار 339000 في مايو وما يقرب من 1.6 مليون للعام حتى الآن، وكانت عمليات التسريح أقل بنسبة 13% تقريباً في أبريل، مما كانت عليه في متوسط الشهر في عام 2019، وفقاً لوزارة العمل.

ووفقاً لما ذكره الخبير أميميا، فإن نفقات التوظيف وصدماته، جعلت أصحاب العمل حريصين بشكل استثنائي على تجنب تسريح الموظفين، الذين سيحتاجون إليهم عندما تنتعش الأعمال التجارية مرة أخرى، وقال: "الأمر الآن مختلف تماماً عن الماضي".

وأصبحت الشركات أخيراً قادرة على ملء الوظائف الشاغرة منذ فترة طويلة، مما يسمح للموظفين المثقلين بالعمل بالعودة إلى ساعات عمل أكثر ملاءمة. وبسبب التحول في أولويات العمل والحياة، أصبح العمال يفضلون العمل لساعات أقل.

وفي مايو، وصل متوسط ساعات العمل الإضافي لعامل المصنع إلى 3.6 ساعة، بانخفاض عن 4.1 في العام السابق.

وخلال معظم فترة الوباء، كانت شركة American Fleet تقوم بإنتاج محركات الديزل لشركات النقل بالشاحنات، وقال مدير المبيعات مارك باترسون في سبرينغفيلد بولاية ميزوري، إن الشركة لم تستطيع التوظيف بالسرعة الكافية، وقال: "يمكننا تصنيع 30 محركاً في الشهر بسهولة، وفي العام الماضي كنا نقوم أحياناً بتصنيع 40 محركاً - كان الرجال يعملون وقتاً إضافياً لإنجاز كل شيء".

ثم، في وقت سابق من هذا العام، وصل النمو الهائل إلى نهاية مفاجئة، إذ انخفضت طلبات شراء محركات الشركة بحوالي 40% مع تضاؤل نهم شراء السلع المدفوعة بالوباء لدى المستهلكين، مما أوقف سائقي الشاحنات عن العمل، وتحولت الشركة من نشر إعلانات الوظائف بشكل يائس عبر الإنترنت إلى تقليل ساعات العمل.

في العادة، يشير تقليل ساعات العمل إلى تخفيضات وشيكة في الوظائف، لكن باترسون قال إن شركته لا تخطط لتسريح العمال، لأنه من الصعب العثور على ميكانيكي، ومع وجود عدد أقل من الطلبات للوفاء بها، يقوم العمال بإعداد قطع المحرك والمعدات، وهو متفائل بأن المبيعات ستعاود الانتعاش مرة أخرى بناءً على وصول الحاويات، لكن ذلك سيستغرق وقتاً.

وقال باترسون: "هناك نقص في اليد العاملة، وسنبذل قصارى جهدنا لإبقاء الجميع لأننا تخشى ألا نستطيع استعادتهم"، "وضع العمل هو الأصعب الذي واجهناه على الإطلاق، وقد دخلنا مجال الأعمال منذ 35 عاماً."

وبالنسبة للعديد من أرباب العمل - لا سيما في الصناعات ذات الأجور المنخفضة، التي تتطلب تفاعلاً شخصياً - لم يتم شغل الوظائف الحرجة، لذلك ساد العمل عبر عدد أقل من الموظفين – ما يعني زيادة في عدد الساعات التي يقضيها كل عامل.

ومنذ ذلك الحين، عادت أعداد كبيرة من العمال للانضمام إلى القوى العاملة، مما سمح للشركات التي كانت تعمل بعدد قليل من الموظفين بملء الشواغر المهمة. وقال عمير شريف، مؤسس "إنفليشن إنسايتس" Inflation Insights: "المزيد من الموظفين يعودون إلى العمل، وهذا يسمح بتقسيم بعض الأعمال".

وفي قطاع الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية، والتي تعتمد نسبياً على العاملين بدوام جزئي، انخفض أسبوع العمل بحوالي 5% من فترات الذروة الوبائية - مقارنة بانخفاض 2% للاقتصاد ككل.

وقالت سلسلة المطاعم "إل بولو لوكو" El Pollo Loco إنها تمكنت من توظيف عدد كافٍ في مواقعها، بحيث لا يحتاج العمال بعد الآن إلى التخلي عن فترات الراحة أو العمل لساعات إضافية.

وقال لورانس روبرتس، الرئيس التنفيذي لسلسلة المطاعم، للمحللين مؤخراً: "إن مطاعمنا شاغرة بشكل أساسي بالموظفين بالكامل".

وقال ستيفن جونو، الخبير الاقتصادي في بنك أوف أميركا ميريل لينش: "لقد تجاوزنا الفترة التي كان الإمداد فيها يمثل عائقاً كبيراً - حيث اضطرت المطاعم إلى الإغلاق في أيام معينة أو لساعات معينة، لغياب العدد الكافي من العمال"، "نحن نعمل الآن ك"المعتاد"، لكن هذا لا يعني أن سوق العمل لا يزال قوياً للغاية."

وقالت Casey’s، وهي سلسلة متاجر صغيرة ، إن الموظفين يبقون في وظائفهم لفترة أطول، وقد أدى ذلك إلى تقليل ساعات العمل الإضافي بنسبة 20% في الربع الأخير، حيث لم تعد المتاجر بحاجة إلى الاعتماد على عدد أقل من الموظفين للعمل لساعات أكثر.

ويقدم مقياس مختلف قليلاً سبباً محتملاً آخر، لبقاء سوق العمل ضيقاً مع انخفاض ساعات العمل: يعمل الناس بشكل أقل لمجرد أنهم يريدون ذلك.

أثناء الوباء، بدأ العمال الأميركيون يقضون ساعات أقل في وظائفهم، وفقاً لورقة بحث أعدها أستاذ الاقتصاد يونجسيوك شين وزملاؤه في جامعة واشنطن في سانت لويس، ويستند بحثهم من مسح لمكتب الإحصاء للأسر، يعكس عدد ساعات عمل المستجيبين وأفراد الأسرة الآخرين فعليًا. ويختلف هذا عن الدراسة الاستقصائية المعروفة لأصحاب العمل، والتي تستند إلى عدد الساعات التي تدفعها الشركات للعمال مقابل كل وظيفة.

واستمر هذا الاتجاه في النمو حتى مع تلاشي تأثير كوفيد، وبعيداً عن الأشهر الأولى للوباء، يعمل الموظف العادي الآن ساعات أقل من أي وقت مضى منذ عام 2014، خلال فترة التعافي البطيء من الأزمة المالية العالمية 2007-2009.

وتشير بيانات الاستطلاع إلى التحول في أولويات العمل التي حفزها الوباء، والذي ساهم العمل عن بُعد فيها، ما سهل على الأشخاص تسجيل الخروج مبكراً دون القلق بشأن الرؤساء المرتابين.

وأضاف الاستطلاع أن إعادة موازنة العمل والحياة والتي تؤثر على الجميع في وقت واحد يمكن أن تكون عاملاً أيضاً، ومن المحتمل أن يكون العمال قبل الوباء قلقين بشأن الترقيات أو المكافآت إذا عملوا أقل من أقرانهم، وقال شين: "لكن مع اختيار عدد كافٍ من الموظفين للعمل لساعات أقل في نفس الوقت، فلا داعي للقلق بشأن فقدانهم وظيفتهم". "لهذا السبب أعتقد أن هذا اتجاه مستقر لسوق العمل."

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC