كشفت عملاق العملات المشفرة، "ديجيتال كارنسي غروب" (Digital Currency Group Inc) عن تقديراتها لإيرادات 2022، التي تشهد مساراً إيجابياً لتصل إلى 800 مليون دولار، بانخفاض 20% عن توقعاتها العام الماضي.
تُعد "ديجيتال كارنسي غروب" الشركة الأم لشركة إقراض العملات المشفرة، التي أوقفت عمليات السحب وإصدار القروض في 16 نوفمبر، "غينيسيس غلوبال كابيتال" عقب فشلها في تلبية طلبات السحب من العملاء.
قال الرئيس التنفيذي للشركة، باري سيلبرت في رسالة للمستثمرين، اطلعت عليها صحيفة وول ستريت جورنال، إن "ديجيتال كارنسي غروب" أقرضت "غينيسيس" 575 مليون دولار تستحق في مايو 2023، بالإضافة إلى سند دين بقيمة 1.1 مليار دولار مستحقة في يونيو 2032.
شتاء بارد
حاولت "ديجيتال كارنسي" طمأنة متداولي العملات المشفرة والمستثمرين عقب انهيار بورصة العملات المشفرة "إف تي إكس" هذا الشهر، حيث يسيطر القلق على المستثمرين من أوضاع الشركات التي اعتبرت آمنة من قبل في ظل تزايد الإقبال على الأصول المشفرة نتيجة اعتبارها آمنة إلى حد ما وقتها.
تملك "ديجيتال كارنسي" أيضاً "غراي سكيل"، الشركة التي تدير "غراي سكيل بيتكوين تراست"، أكبر صندوق للبيتكوين في العالم، الذي تداولت أسهمه الاثنين بخصم يصل إلى 43% نتيجة تعرضه بشكل أساسي للبيتكوين، رغم إعلان "كوين بيز غلوبال" ذراع الحفظ والمقاصة لشركة "كوين بيس غلوبل" الجمعة أن الأصول الرقمية لشركة "غراي سكيل" لديها آمنة.
كتب سيلبرت: "تجاوزنا شتاء العملات المشفرة السابق، ورغم ازدياد برودة هذا الشتاء، لكننا سنخرج منه جميعاً أقوى"، وأضاف في خطابه للمستثمرين أن باق أعمال "ديجيتال كارنسي" ومن بينها شركة "كوين ديسك" الإعلامية، وشركة "فوندري" لتعدين العملات الرقمية تعمل بشكل طبيعي.
ليس سيئاً للغاية
تتجه باقي شركات العملات المشفرة إلى تسجيل انخفاض في الإيرادات أكبر من تراجعات "ديجيتال كارنسي"، حيث انخفض إجمالي إيرادات "كوين بيز" خلال الأشهر التسعة الأولى من 2022 إلى 2.57 مليار دولار، أقل من نصف إيرادات الشركة في الفترة المماثلة من العام الماضي.
وتخضع القروض المقومة العملات المشفرة فيما بين الشركات لمزيد من التدقيق عقب الكشف عن نقل ائتمان "إف تي إكس" إلى شركة التداول التابعة، "ألاميدا ريسيرش".
تدين "غينيسيس" بقروض نشطة بقيمة2.8 مليار دولار تستحق الدفع بنهاية الربع الثالث، ما يعني أن قرض "ديجيتال كارنسي" المستحق في مايو يعادل نحو خُمس محفظة قروضها.
قال مايك ألفريد، المستثمر الخاص المتخصص في شركات التشفير: "يبدو أن هناك بعض الأفضلية هنا، لكنني لا أرى نفس أنماط المخاطر التي أراها في (إف تي إكس)، وربما يحتاجون لبيع وحدة او وحدتين لسد تلك الالتزامات ".
تمويل أنشطة الشركة
تعهدت "ديجيتال كارنسي" مطلع العام بتسديد التزامات "غينيسيس" بعد تخلف صندوق التحوط "ثري آروز كابيتال" عن سداد القروض التي حصل عليها من "غينيسيس"، مما دفع إلى إصدار سند دين بقيمة 1.1 مليار دولار، بينما تحاول "ديجيتال كارنسي" استرداد ديونها من إجراءات تصفية "ثري آروز".
على صعيد آخر، قال سيلبرت في الرسالة إن ما يقرب من 575 مليون دولار اقرضتها "ديجيتال كارنسي" لـ"غينيسيس" ذهبت لتمويل فرص الاستثمار وشراء أسهم "ديجيتال كارنسي" من المساهمين الخارجيين. وإن القروض كانت عبارة عن صفقة تمت بين أطراف مستقلة وفقاً لأسعار السوق.
قالت "غينيسيس" على تويتر، بعد انهيار "إف تي إكس" إنها قد تحوّطت وباعّت ضمانات، مما أدى إلى تكبدها خسارة إجمالية تبلغ حوالي 7 ملايين دولار، وإن لديها مشتقات بقيمة تقارب 175 مليون دولار في صناديق مغلقة لدى "إف تي إكس".
تقليص العمالة
في أغسطس، قامت "غينيسيس" بتسريح 20% من فريق العمل المكون من 260 شخص، ليعقب ذلك مغادرة الرئيس التنفيذي، مايكل مورو الشركة. بينما قلصت "ديجيتال كارنسي" أكثر من 10% من فريق العمل ضمن إعادة هيكلة لم تُبقي سوى على 66 موظفًا.
تحاول "غينيسيس" جمع الأموال، لكن بورصة تداول العملات المشفرة "بينانس" رفضت الاستثمار بعد تواصلها مع "غينيسيس" للاستثمار والمزايدة على محفظة قروضها. كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الشركة طلبت أيضًا مساعدة مالية من شركة "أبولو غلوبال مانجمنت" العملاقة للأسهم الخاصة.
حظيت "ديجيتال كارنسي" بنجاح كبير لاستثمارها 700 العام الماضي في "ستامفورد"، ومقرها كونيتيكت، لتصل قيمة استثماراتها إلى 10مليارات دولار في نوفمبر الماضي.
المصدر: وول ستريت جورنال
