باع رئيس شركة "إنفيديا" العملاقة في صناعة الرقائق جينسن هوانغ وتيم كوك من شركة «أبل» ما يعادل 1.8 مليار دولار من الأسهم منذ بداية هذا العام، وحصل جينس هوانغ على 700 مليون دولار بين شهري يونيو وسبتمبر من بيع الأسهم، ووفقاً لحسابات «بلومبرغ»، باع الأعضاء الذين يشغلون مناصب إدارية ولديهم معلومات سرية حول الوضع المالي للشركات، ما يعادل 1.8 مليار دولار من الأسهم منذ بداية هذا العام.
هذه التحركات تجذب بالتأكيد انتباه المستثمرين، بعضهم يرى أنها إشارة إلى أن قيمة ثالث أكبر شركة في العالم من حيث رأس المال قد وصلت إلى ذروتها بفضل الحماس العالمي المحيط بالذكاء الاصطناعي، ويتساءل بعضهم الآخر عما إذا كان ينبغي عليهم اتباع خطوات الرئيس الكاريزمي لشركة «إنفيديا».
في الواقع، إن هوانغ ليس الوحيد في قطاع الذكاء الاصطناعي، وفي مجال التكنولوجيا بشكل عام، الذي يقوم بهذا النوع من العمليات المالية، فهناك أيضاً عدة أعضاء تنفيذيين في «مايكروسوفت» باعوا ما يعادل 72 مليون دولار من الأسهم في يوليو، ومن جانبه، باع رئيس «أبل»، ما يزيد على 220 ألف سهم من شركته، بقيمة 50 مليون دولار.
هل يجب أخذ هذا الأمر على محمل الجد في ما يتعلق بصحة هذه الشركات وتقييمها مستقبلاً؟ يقول جاك أورليان ماركيرو، المدير المشارك لإدارة الأسهم في شركة «إدموند دو روتشيلد لإدارة الأصول»: «في الواقع، هذه ظاهرة شائعة جداً في الولايات المتحدة». فعندما تصل قيمة الأسهم إلى مستويات عالية، من المنطقي أن يرغب المستثمر في جني أرباحه لتنويع محفظته، مثل أي مستثمر جيد، هذا ليس بالضرورة مؤشراً على أن الأمور تسير بشكل سيئ.
فحققت «نفيديا» عاماً استثنائياً فعلاً، إذ وصلت إلى تقييم قياسي في البورصة قدره 3.3 تريليون دولار في منتصف يونيو قبل أن تنخفض إلى نحو 3 تريليونات دولار في أوائل أكتوبر، ولكن الشكوك حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وقدرته على توليد إيرادات كبيرة لا تزال قائمة، وتُراقب الرقائق المستقبلية لـ«إنفيديا» من كثب.
«بالمقارنة مع إجمالي الأسهم التي يمتلكها المديرون في شركاتهم، فإن هذا النوع من العمليات يمثل عادةً جزءاً صغيراً من استثماراتهم»، كما يوضح جاك أورليان ماركيرو، وبالنسبة لجينسن هوانغ، الذي يمتلك ما يعادل 75 مليار دولار من أسهم «إنفيديا» وفقاً للصحافة الأميركية، فإن هذه المبيعات لا تمثل سوى أقل من 1% من حصصه.
ويجب أن تتم عمليات بيع الأسهم من قبل المديرين التنفيذيين وفقاً للوائح تفرض عليهم تحديد هذه العمليات مسبقاً بعدة أشهر، وذلك لتجنب تهمة التداول بناءً على معلومات داخلية، وذلك يساعد على منع المدير من بيع كل أسهمه عند وصول قيمة الأسهم إلى ذروتها في السوق.
ويقول جاك أورليان ماركيرو، المدير المشارك لإدارة الأسهم في شركة «إدموند دو روتشيلد لإدارة الأصول»، إن لجنة الأوراق المالية، أي الجهة التنظيمية للسوق المالي والبورصات الأميركية تولي اهتماماً كبيراً لهذه العمليات، وتعرض المبيعات بشكل علني، ويضيف جاك أورليان ماركيرو إن المديرين يعلمون أنهم يخضعون لمراقبة دقيقة».
ومن المتوقع أن تستمر هذه الظاهرة في الأشهر المقبلة لدى «إنفيديا»، وقدم مارك ستيفنز، عضو مجلس إدارة الشركة، طلباً لبيع 3 ملايين سهم، ما يعادل أكثر من 350 مليون دولار بالقيمة الحالية.