باهظة الثمن.. استراتيجية تويوتا للمركبات الكهربائية الهجينة

قال عملاق التصنيع الياباني يوم الأربعاء إن دخله التشغيلي سينمو بنسبة 10% إلى مستوى قياسي بلغ 3 تريليونات ين، أي ما يعادل حوالي 22.2 مليار دولار بسعر الصرف الحالي، في السنة المالية حتى مارس 2024، والسبب هو انتعاش بنسبة 10% في تسليمات السيارات مع عودة إمدادات أشباه الموصلات إلى طبيعتها في أعقاب تراجع الوباء.

ولم تعط الشركة، المعروفة بوضع التوقعات بحذر، أي مخصصات لتحسين تكاليف السلع على الرغم من أن هذه شكلت رياحاً معاكسة في السنة المالية الماضية وانعكست في كثير من الحالات، وتتقدم توقعات إجماع المحللين قليلاً على توجيهات تويوتا، وفقا لفاكتسيت FactSet.

ومع ذلك، حتى 22.2 مليار دولار سيكون رقماً كبيراً، وتتوقع جنرال موتورز تحقيق أرباح تشغيلية تتراوح بين 11 مليار دولار و13 مليار دولار في هذا العام التقويمي، فقط فولكس فاغن الألمانية تقترب من حجم شركة تويوتا، أكبر شركة لتصنيع السيارات في العالم من حيث المبيعات في السنوات الأخيرة.

يساعد ذلك في شرح استراتيجية تويوتا، والتي تختلف عن بقية الصناعات، بينما يبذل الآخرون الكثير من "كل ما لديهم" على السيارات الكهربائية، ما زالت تويوتا تريد أن توفر كل المنتجات لجميع العملاء.

وحل كوجي ساتو محل أكيو تويودا كرئيس تنفيذي في أبريل، مع انتقال سليل العائلة إلى منصب رئيس مجلس الإدارة، ويشير التغيير إلى نهج جديد، ولكن ليس تغييراً جذرياً، وأنشأ ساتو قسماً مخصصاً للمركبات الكهربائية مسؤولاً عن ابتكار الجيل الثاني من التكنولوجيا باستخدام نهج تصنيع جديد يُقارن مع تسلا، إنه اعتراف بأن جهود تويوتا المبكرة لبناء سيارات كهربائية من خلال تكييف نظام الإنتاج الحالي الخاص بها باءت بالفشل.

وهذا يجعل تويوتا تتماشى مع شركات صناعة السيارات العالمية الأخرى، وإن كان ذلك متأخراً، سيتعين على المستهلكين الانتظار حتى عام 2026 للجيل الجديد من السيارات الكهربائية للشركة، وفي ذلك الوقت ربما تكون قد خسرت حصتها في الأسواق التي تنتقل بسرعة إلى التكنولوجيا الجديدة، يقع الخطر الأكثر إلحاحاً في الصين، ولكن قد تتعرض تويوتا أيضاً لضغوط في الولايات المتحدة مع دخول تسلا وغيرها في السوق الشامل.

ولن يكون التحول إلى نظام إنتاج السيارات الكهربائية رخيصاً، إذ قال المدير المالي يويتشي ميازاكي في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء إن استثمارات السيارات الكهربائية حتى عام 2030 ستحتاج على الأرجح إلى الارتفاع إلى 5 تريليون ين ياباني من التقدير السابق البالغ 4 تريليون ين.

وأجبرت هذه التكاليف الضخمة أمثال جنرال موتورز وفورد وفولكس فاغن على تقليص الرهانات الأخرى مثل السيارات الهجينة ومشاركة السيارات، وفي بعض الحالات، المركبات ذاتية القيادة، هذا هو المكان الذي تختلف فيه تويوتا: فهي ما زالت تتحدث عن إمكانات خلايا وقود الهيدروجين وتأطير التغييرات في تكنولوجيا توليد القوة ضمن السياقات الأوسع لخفض انبعاثات الكربون وتوفير خدمات "التنقل".

وكان أداء سهم تويوتا أقل من أداء سوق الأسهم اليابانية والأقران المحليين مؤخرًا، تعزو جولي بوت، المحللة في شركة بيلهام سميثرز ومقرها لندن، المشاعر السلبية إلى استراتيجية كهربة تويوتا، وما زالت الشركة قادرة على تحمل نهجها الأوسع، لكنها قد لا تتغلب على شكوك المستثمرين حتى تتوصل إلى سيارات كهربائية مقنعة، وقد يكون هذا بعد بضع سنوات، على الرغم من أن الشركة قالت يوم الأربعاء إنها ستعرض مفهوم سيارة بناءً على نهجها الجديد هذا الخريف.