logo
شركات

تراجع أرباح شركات التكنولوجيا يهدد الاقتصاد الأميركي

تراجع أرباح شركات التكنولوجيا يهدد الاقتصاد الأميركي
جنسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" خلال معرض "كمبيوتكس" في العاصمة التايوانية تايبيه يوم 2 يونيو 2024.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:27 يوليو 2024, 06:17 ص

يُشير الحائز على جائزة نوبل، روبرت شيلر، في كتابه "الاقتصاد السردي" إلى أن السرديات تلعب دوراً كبيراً في تشكيل الأحداث الاقتصادية. كمثال على ذلك، الصعود اللافت في سوق الأسهم الأميركية بقيادة شركات التكنولوجيا الكبرى، الذي جاء مدفوعاً بالإقبال الكبير على الذكاء الاصطناعي. إلا أن هذه الشركات تعثرت في الآونة الأخيرة، الأمر الذي أسفر عن أكبر انخفاض في السوق منذ عامين.

هذا التراجع كان يعزى سابقاً إلى تحول في استثمارات السوق من أسهم التكنولوجيا إلى الأسهم الأوسع، وهو ما يُعرف بالانتقال من أسهم النمو إلى أسهم القيمة، وفقاً لتقرير لموقع (Unherd).

هذا التحول جاء استجابة لتقارير تفيد بأن الاقتصاد قد يحقق "هبوطاً ناعماً" بفضل انخفاض التضخم واستمرار النمو، مما قد يمكّن مجلس الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة.

من خلال هذا السيناريو، يقول الكاتب جون رابلي إن الشركات الموثوقة التي تبيع السلع اليومية قد تشهد ازدهاراً، بينما تعاني شركات التكنولوجيا الكبرى. لكن الشركات الأصغر في السوق الأوسع قد تشهد أداءً أفضل. ومع ذلك، تظهر رواية جديدة حيث يشعر بعض المستثمرين بالقلق من احتمال انكماش الاقتصاد بشكل سريع، ما قد يؤدي إلى ركود، أو من ارتفاع التضخم مجدداً مما قد يعرقل تخفيض أسعار الفائدة.

هذا القلق دفع بعض المستثمرين إلى سحب أموالهم والبحث عن استثمارات أكثر أماناً. والسبب وراء هذا الحذر، وفق رابلي، هو المخاوف من المبالغة في تقدير تأثير الذكاء الاصطناعي. فعلى الرغم من الأداء الممتاز لشركة "إنفيديا" هذا العام بفضل الأرباح المرتفعة والمبيعات الكبيرة، إلا أنها لا تطور الذكاء الاصطناعي بنفسها، بل تصنع الرقائق والبرمجيات التي تستخدمها شركات أخرى في هذا المجال.

بالمثل، رغم الربحية التي تحققها مراكز البيانات، فإنها لا تسهم بشكل مباشر في تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي، بل تزيد فقط من القدرة التشغيلية لأنظمة الذكاء الاصطناعي. في هذا السياق، يقارن رابلي "إنفيديا" بمصنّعي مجرفة الذهب خلال فترة الزخم، ففي حين أن الطلبات تعزز ثروتها، لكن عدم العثور على "الذهب" سيجعل هذه المجرفة عديمة القيمة.

بالمثل، إذا تراجع الاقتصاد أكثر من المتوقع، وتباطأت الاستثمارات الجديدة، فقد يتوقف محرك الابتكار قبل أن تظهر فوائده الحقيقية. حالياً، من الممكن أن تؤدي أحداث عديدة إلى تغيير السرد السائد. فقد يتحول الهبوط الناعم إلى هبوط حاد، أو قد يرتفع التضخم، أو قد تصبح الشكوك حول الذكاء الاصطناعي أمراً لا مفر منه.

على سبيل المثال، إذا كانت أرباح "إنفيديا" الشهر المقبل مخيبة للآمال، فقد يشير ذلك إلى أن الشركات التي تشتري رقائقها تفقد الثقة في إمكانات منتجاتها الجديدة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC