جنرال موتورز ترفع توقعات الأرباح مع زيادة إقبال المشترين

رفعت شركة جنرال موتورز توقعاتها لأرباح العام بأكمله لهذا العام، مستشهدة برغبة المستهلكين في إنفاق مبالغ كبيرة على الموديلات الفاخرة، حتى في الوقت الذي تخفف فيه شركة ديترويت لصناعة السيارات النفقات.

وفي يوم الثلاثاء، أعلنت جنرال موتورز عن أرباح الربع الأول قبل خصم الضرائب والتي فجرت توقعات المحللين السابقة، وقالت أكبر شركة لصناعة السيارات في البلاد من حيث المبيعات إنها رفعت توقعات الأرباح لعام 2023 لأن نتائج الفترة من يناير إلى مارس فاقت التوقعات، والتوفير في التكاليف من برنامج الموظفين الأخير يتدفق إلى المحصلة النهائية.

وقال بول جاكوبسون المدير المالي لشركة جنرال موتورز، إن الطلب على السيارات ما زال قوياً وإن المستهلكين يستمرون في دفع أعلى سعر للدولار - بمتوسط 50,263 دولارًا لكل سيارة في الولايات المتحدة خلال الربع، بانخفاض 1% عن العام السابق.

كما ارتفعت الإيرادات ومبيعات السيارات، حيث تواصل جنرال موتورز وشركات السيارات الأخرى زيادة إنتاج المصانع مع استمرار التحديات المتعلقة بالنقص المطول في رقائق الكمبيوتر.

وقال جاكوبسون أيضًا إن جنرال موتورز لا تشعر بالحاجة إلى مواكبة تخفيضات الأسعار في سوق السيارات الكهربائية سريع النمو، بما في ذلك العديد من التخفيضات الأخيرة من قبل شركة تسلا.

وقال جاكوبسون خلال إفادة إعلامية: "نشعر بالرضا حيال السعر الذي نقدمه الآن".

وتراجعت أرباح جنرال موتورز في الربع الأول بنحو 19% إلى 2.4 مليار دولار، وتم تخفيض صافي الأرباح بنحو 900 مليون دولار من التكاليف المرتبطة بعملية شراء الموظفين، الذين بلغوا 5000 في مارس.

وبلغ الربح قبل الضريبة، باستثناء الاستحواذ والعناصر الأخرى لمرة واحدة، 3.8 مليارات دولار، بانخفاض 6% عن العام السابق، وهذا يعادل 2.21 دولارًا للأرباح للسهم الواحد، متجاوزًا متوسط تقديرات المحللين البالغ 1.70 دولارًا للسهم.

وارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 11% لتصل إلى حوالي 40 مليار دولار، والتي تضمنت رقمًا قياسيًا في الربع الأول بلغ 32.9 مليار دولار في أمريكا الشمالية، حيث ظل الطلب على شاحنات البيك أب الكبيرة وسيارات الدفع الرباعي مثل جي إم سي سييرا وكاديلاك إسكاليد -أكبر صانعي الأموال في جنرال موتورز- قوياً.

رفعت الشركة قيمة الأرباح المعدلة قبل خصم الضرائب لعام 2023 إلى نطاق من 11 مليار دولار إلى 13 مليار دولار، من 10.5 مليار دولار إلى 12.5 مليار دولار.

وارتفعت أسهم جنرال موتورز بنحو 2% في تعاملات ما قبل السوق.

شراكة مع سامسونغ

ويوم الثلاثاء أيضًا، قالت شركة جنرال موتورز وشركة سامسونغ لتصنيع البطاريات الكورية إنهما يخططان لاستثمار أكثر من 3 مليارات دولار في مصنع جديد لخلايا البطاريات في الولايات المتحدة، والذي سيبدأ عملياته في عام 2026.

وكان المستثمرون في حالة تأهب قصوى لعلامات الضعف في تجارة السيارات، بعد أكثر من عامين من الأرباح القوية، وقال محللون إن المخاوف من الركود وارتفاع أسعار الفائدة وانتعاش مخزونات السيارات من المتوقع أن تحد من الأسعار شبه القياسية التي يدفعها المستهلكون الأميركيون مقابل سيارات جديدة.

لكن هذا لم يحدث حتى الآن، بلغ متوسط سعر التصنيع المدفوع لسيارة جديدة في مارس 45,818 دولارًا، بزيادة 5.5% عن العام السابق، وفقًا لشركة الأبحاث جي دي باور.

"يرى الجميع تراجعًا قاب قوسين أو أدنى" كما قال جاكوبسون في وقت مبكر من هذا الشهر.

وقال كريس ماكنالي المحلل لدى "إيفركور آي إس آي" (Evercore ISI)، إن المستثمرين كانوا يتوقعون نتائج قوية للربع الأول من جنرال موتورز وشركة فورد موتور المنافسة، والتي تعلن عن أرباحها في 2 مايو.

وكتب في مذكرة للمستثمر خلال عطلة نهاية الأسبوع: "يركز المستثمرون حاليًا على متى، وليس ما إذا كان سيبدأ ظهور تأثير الحوافز الأكبر، ومخاوف الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة وتأثير حملة الأسعار العدوانية الهائلة لشركة تسلا".

وتحركت جنرال موتورز لتقليص النفقات للحماية من الانكماش الاقتصادي، كان برنامج شراء الموظفين ركيزة خطة أوسع لخفض 2 مليار دولار من التكاليف السنوية بحلول نهاية 2024.

وتعتمد "جنرال موتورز" على ربحيتها في أمريكا الشمالية لتعويض الضعف في أماكن أخرى، في الصين، انخفضت شحنات السيارات إلى التجار بنسبة 23% وانخفضت الأرباح، وبرر جاكوبسون الانخفاضات نتيجة المنافسة القوية وضغوط التسعير، وقال إن طرح جنرال موتورز للمركبات الكهربائية الجديدة في البلاد من شأنه أن يساعد في تحسين النتائج بدءًا من وقت لاحق من هذا العام.

وقال: "نحن نبذل قصارى جهدنا لنكون رشيقين في سوق يتحرك بسرعة كبيرة".

وانخفضت أرباح ما قبل الضريبة في الذراع المالية للشركة، جنرال موتورز فايننشال، بنسبة 40%، لتصل إلى 771 مليون دولار، متأثرة بارتفاع مصاريف الفائدة وتراجع أعمال السيارات المستأجرة.