logo
عملات رقمية

بيتكوين مقابل إيثريوم في 2024: أيهما الاستثمار الأفضل؟

بيتكوين مقابل إيثريوم في 2024: أيهما الاستثمار الأفضل؟
بيتكوين والإيثر تغرق في الماء في رسم توضيحي تم التقاطه في 17 مايو 2022المصدر: رويترز
تاريخ النشر:30 سبتمبر 2024, 02:00 م

تستحوذ كل من بيتكوين وإيثريوم على حصة كبيرة من سوق العملات الرقمية. بينما كانت بيتكوين هي العملة الرقمية الأولى، تمكنت إيثريوم من منافستها على الأصعدة جميعها، بما في ذلك التطورات التكنولوجية وآلية عملها.

تتميز كل من بيتكوين وإيثريوم بخصائص تجعلهما هامتين للمستثمرين في السوق. وتمثل العملتان معًا حوالي 70% من القيمة السوقية العالمية للعملات الرقمية. حيث تصل القيمة السوقية لبيتكوين إلى 1.25 تريليون دولار، وهي أكبر بكثير من القيمة السوقية لإيثريوم التي تبلغ 316 مليار دولار، ولكن تظل القيمة السوقية لإيثريوم أكثر من ثلاثة أضعاف أي عملة رقمية أخرى.

هل تفقد إيثريوم مكانتها؟

يتساءل العديد من المستثمرين والمهتمين بالعملات الرقمية: هل يجب عليهم بيع إيثريوم لصالح بيتكوين؟ وهل تجاوزت بيتكوين الآن إيثريوم من حيث إمكانات النمو على المدى الطويل؟ منذ الدمج الذي شهدته إيثريوم، تفوقت بيتكوين بنسبة تزيد عن 40%.

ترجع هذه الفجوة الكبيرة بشكل أساسي إلى ديناميكيات العرض. في حدث «التنصيف» يوم 19 أبريل 2024 الذي شهدته بيتكوين، تم تقليص عدد العملات الجديدة التي يتم تعدينها في كل كتلة إلى النصف، مما يجعل بيتكوين أكثر ندرة.

و على الرغم من أن إيثريوم حرقت كمية من العملات أكبر مما أصدرت على المدى الطويل (مما جعلها ذات تأثير انكماشي)، إلا أن العرض زاد في الأجل القصير، وهو ما قد يكون السبب في أدائها الضعيف مؤخراً.

صناديق إيثريوم المتداولة 

تشير البيانات الأخيرة إلى أن عرض إيثريوم زاد بنحو مليون إيثريوم في العام الماضي، ما يعادل نسبة تضخم تبلغ حوالي 1%. على الرغم من أن هذا قد يبدو مقلقاً، إلا أنه من المهم ملاحظة أن العرض الإجمالي للإيثر انخفض منذ الدمج بنسبة 0.08%. هذا يعكس صورة مختلطة، فزيادة العرض على المدى القصير قد تكون سبباً في الأداء الضعيف مؤخراً، ولكن الاتجاه على المدى الطويل يبقى انكماشياً بفضل إدخال اقتراح تحسين إيثريوم.

عامل آخر هو تأثير المستثمرين المؤسسيين وصناديق إيثريوم المتداولة. إذ شهدت هذه الصناديق تدفقات نقدية كبيرة تقدر بنحو نصف مليار دولار منذ إطلاقها. كما أن شركات كبرى مثل «غراي سكيل» باعت كميات كبيرة من إيثريوم، ما بلغ مجموعه 2.6 مليار دولار من التدفقات النقدية الخارجة، مما أثر سلباً على أداء إيثريوم.

ورغم ذلك، هناك بعض الأخبار الإيجابية من «بلاك روك»، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، التي جلبت تدفقات نقدية بنحو مليار دولار إلى صناديق إيثريوم، مما يشير إلى استمرار الاهتمام الكبير من اللاعبين الرئيسيين. وهناك تحول محتمل إلى الشراء بمجرد استقرار هذه التصفية.

منظور استثماري: بيتكوين وإيثريوم

يتفق الخبراء بشكل عام على أن بيتكوين وإيثريوم لديهما إمكانيات قوية على المدى الطويل كاستثمارات، على الرغم من أنهما قد تشهدان تقلبات في الأسعار نتيجة للتغيرات التنظيمية والتقدم التكنولوجي ومدى انتشار استخدامها.

في الأيام الأولى، كانت بيتكوين تُستخدم بشكل رئيسي من قبل مجموعة صغيرة من عشاق التكنولوجيا، لكن بمرور الوقت أصبحت أكثر انتشاراً. وزاد اهتمام المؤسسات ببيتكوين حيث بدأت صناديق التحوط وشركات إدارة الأصول والمؤسسات المالية في اعتبار بيتكوين أصلًا ذا قيمة يمكن أن يساعد في تنويع المحافظ المالية والحماية من التضخم.

الفرق بين بيتكوين وإيثريوم

كل من بيتكوين وإيثريوم تعملان على شبكات بلوكشين لا مركزية، ولكن هناك اختلافات رئيسية بينهما:

تستخدم بيتكوين نظام إثبات العمل (PoW) لتأكيد المعاملات، مما يتطلب طاقة كبيرة، في حين تعتمد إيثريوم على نظام إثبات الحصة (PoS) الذي يعد أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة.
تم تصميم بيتكوين لتعمل كعملة رقمية بديلة للعملات التقليدية مثل الدولار الأميركي، وتُستخدم لشراء السلع والخدمات. أما إيثريوم، فهي منصة تُستخدم لتشغيل العقود الذكية والتطبيقات اللامركزية (dApps)، ويُستخدم الإيثر (ETH) كعملة أساسية للتعاملات داخل الشبكة.
عرض بيتكوين محدود بـ21 مليون عملة، في حين أن عرض الإيثر غير محدود نظرياً. على الرغم من أن الإيثر كان انكماشياً في بعض الأحيان، إلا أن عرضه زاد منذ خفض رسوم المعاملات في مارس 2024.

العوامل المؤثرة على الأسعار

تتأثر أسعار بيتكوين وإيثريوم بعدة عوامل، من بينها الطلب في السوق، التحديثات التكنولوجية، ومزاج المستثمرين.

الطلب في السوق: يُنظر إلى بيتكوين على أنها "ذهب رقمي" ووسيلة للتحوط ضد التضخم، بينما تستمد إيثريوم قيمتها من دورها في مجال التمويل اللامركزي (DeFi) والرموز غير القابلة للاستبدال (NFT).

التحديثات التكنولوجية: التحسينات التكنولوجية تؤثر أيضاً على الأسعار. بالنسبة لبيتكوين، تحسين قدرتها على التوسع والأمان من خلال تحديثات مثل «سيغويت» SegWit وشبكة «لايتنينغ نتوورك» Lightning Network كان له تأثير إيجابي على سعرها. أما إيثريوم، فالتحديث المستمر إلى "إيثريوم 2.0" يسعى إلى تحسين كفاءة الشبكة وقدرتها على التحمل من خلال الانتقال إلى إثبات الحصة.

معنويات المستثمرين: المشاعر السائدة لدى المستثمرين، المتأثرة بالأخبار والتغيرات التنظيمية والوضع الاقتصادي، تلعب دوراً كبيراً في تقلبات الأسعار. الأخبار الإيجابية مثل اعتماد المؤسسات الكبرى للعملات أو تصاريح مؤيدة من شخصيات بارزة يمكن أن تدفع الأسعار إلى الارتفاع، في حين أن الأخبار السلبية قد تؤدي إلى انخفاض حاد.

وفي المجمل يعتقد خبراء الأصول المشفرة أن كلاً من بيتكوين وإيثريوم تقدما إمكانيات استثمارية قوية، لكن اختيار الأفضل يعتمد على الأهداف الاستثمارية للفرد ومدى تحمله للمخاطر.
 

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC