logo
عملات رقمية

بقرابة 41 مليار دولار.. عالم «البلوكتشين» المظلم يزداد احترافية

بقرابة 41 مليار دولار.. عالم «البلوكتشين» المظلم يزداد احترافية
شعار عملة بيتكوين مضاء في أحد المقاهي وسط عاصمة الأرجنتين، بوينس آيرس، يوم 5 مايو 2022المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:15 يناير 2025, 01:00 م

مع اكتساب العملات المشفرة قبولاً أكبر، أصبحت الأنشطة غير المشروعة على شبكات البلوكتشين أكثر تنوعاً، فبعد أن كانت تدور في السابق حول الجرائم الإلكترونية، أصبحت الشبكة تُستخدم الآن أيضاً لتمويل وتسهيل جميع أنواع التهديدات التي تستهدف من الأمن القومي إلى المستهلك العادي.

تعمل الجهات الفاعلة في الأنشطة غير المشروعة بشكل أساسي خارج شبكة البلوكتشين، لكنها تستخدمها لغسل الأموال، ومع تنوع الجرائم عبر عالم التشفير، من سرقة الأموال، وأسواق الشبكة المظلمة، وبرامج الفدية، وغيرها، شهد النظام البيئي غير المشروع على البلوكتشين احترافية متزايدة، مع تعدد المنظمات والشبكات ذات الأنشطة المشبوهة، فضلاً عن التعقيد المتزايد في عملياتها، وظهور خدمات واسعة النطاق على السلسلة توفر البنية الأساسية للمساعدة على غسل الأموال.

مليارات الدولارات

قرابة 41 مليار دولار، كانت قيمة الأموال التي تلقتها عناوين العملات المشفرة المشبوهة خلال العام الماضي وحده، وفق آخر ما توصل إليه قسم الأبحاث في شركة «تشيناليسيس» (Chainalysis) العالمية المتخصصة في البلوكتشين، والذي رجّح في تقرير صدر اليوم الأربعاء، وحصل موقع «إرم بزنس» على نسخة منه، أن يكون عام 2024 عاماً قياسياً للتدفقات الوافدة إلى الجهات ذات الأنشطة غير المشروعة عبر قطاع التشفير، حيث إن هذه الأرقام هي تقديرات ذات حد أدنى تستند إلى العناوين المرتبطة بالأنشطة غير المشروعة التي تم تحديدها لحد الآن فقط.

منذ عام 2020، نمت تقديرات «تشيناليسيس» السنوية للنشاط غير المشروع عبر قطاع التشفير بمعدل 25% بين فترات الإبلاغ السنوية، وبافتراض معدل نمو مماثل، فإن الإجمالي السنوي لعام 2024 قد يتجاوز عتبة 51 مليار دولار.

السرقة وعمليات الاحتيال

كشف التقرير عن ازدياد الأموال المسروقة عبر شبكات البلوكتشين بنحو 21% على أساس سنوي إلى 2.2 مليار دولار، وعلى الرغم من أن الحصة الأكبر من هذه الأموال سُرقت من خدمات التمويل اللامركزي (DeFi)، فإن الخدمات المركزية كانت الأكثر استهدافاً في الربعين الثاني والثالث من العام الماضي.

شكلت عمليات اختراق المفاتيح الخاصة الحصة الأكبر (43.8%) من حالات السرقة في عام 2024، حيث استهدف قراصنة كوريا الشمالية المزيد من منصات العملات المشفرة أكثر من أي وقت مضى، واستولوا على 1.34 مليار دولار، وهو ما يمثل 61% من إجمالي القيمة المسروقة للعام بأكمله.

كانت عمليات الاحتيال، عالية ومنخفضة التقنية، منتشرة بشكل واسع في عام 2024، حيث مثلت عمليات الاحتيال الاستثمارية عالية العائد أكثر الأنواع نجاحاً، وقد لوحظ أيضاً الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في أنشطة النصب والاحتيال.

برامج الفدية والشبكة المظلمة

استمرت برامج الفدية في تحقيق إيرادات للجهات الفاعلة وراءها بمئات الملايين من الدولارات، فيما تلقت أسواق الإنترنت المظلم (DNMs) ملياري دولار مقابل ما يقرب من 2.3 مليار دولار في عام 2023، وانخفض حجم متاجر الاحتيال بأكثر من النصف عند 220 مليون دولار، ويرجع هذا الانخفاض الملحوظ جزئياً، وفق التقرير، إلى الجهود الأميركية الهولندية المشتركة التي أزالت «نظام الدفع العالمي المجهول» (UAPS)، وهو معالج دفع مشفر سهّل المعاملات لمئات متاجر الاحتيال، بما في ذلك Brian Dumps وFaceless.

سوق «هوييون» (Huione)، أبرز مثال يوضح الاحترافية في نظام الجريمة المشفرة، إذ تمت عبر المنصة الإلكترونية معاملات تفوق قيمتها 70 مليار دولار منذ عام 2021، وقد وفرت البنية الأساسية التي تسهل بيع تكنولوجيا الاحتيال ومعالجة المعاملات المرتبطة بالعديد من الأنشطة غير المشروعة.

عملات مفضلة للجريمة المشفرة

خلال عام 2021، كانت البيتكوين العملة المشفرة المفضلة بين مجرمي الإنترنت، ويرجع ذلك إلى سيولتها العالية، منذ ذلك الحين لوحظ تنويع ثابت، حيث تستحوذ العملات المستقرة الآن على غالبية حجم المعاملات غير المشروعة (63%).

هذا الواقع الجديد هو جزء من اتجاه أوسع للنظام البيئي، باتت فيه العملات المستقرة تشغل أيضاً حيزاً كبيراً في جميع أنشطة التشفير.

في تقريرها حول جغرافية العملات المشفرة لعام 2024، قامت «تشيناليسيس» بتغطية مجموعة واسعة من حالات الاستخدام العملي للعملات المستقرة في مجموعة من الأسواق، مثل تخزين القيمة، وإرسال التحويلات المالية، وتسهيل المدفوعات عبر الحدود، والتجارة الدولية.

وقد تحولت أنشطة مثل المعاملات المرتبطة بالكيانات الخاضعة للعقوبات، في المقام الأول إلى العملات المستقرة، إذ غالباً ما يكون لدى تلك الكيانات حافز أكبر لاستخدام العملات المستقرة؛ بسبب التحديات التي تحول دون وصولهم إلى الدولار الأميركي عبر الوسائل التقليدية، ووسط الرغبة أيضاً في الاستفادة من استقراره.

مع ذلك، وعلى الرغم من هذه الاتجاهات على مستوى النظام البيئي، فإن بعض أشكال الجرائم المشفرة، مثل برامج الفدية ومبيعات سوق الشبكة المظلمة، لا تزال تهيمن عليها عملة البيتكوين، لكن غالباً ما تتخذ الأنشطة غير المشروعة الأخرى، مثل الاحتيال أو غسل الأموال المسروقة، نهجاً أكثر انتقائية، وتنتشر عبر جميع أنواع الأصول.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC