أثار شياو فينغ، رئيس مجلس إدارة «هاشكي غروب» (HashKey Group)، المشغلة لإحدى بورصتي العملات المشفرة المرخصتين في هونغ كونغ، تكهنات واسعة في السوق حول احتمال رفع الصين للحظر الصارم الذي تفرضه على العملات الرقمية، بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
من المحتمل أن يعطي فوز ترامب دفعة قوية لقطاع الأصول الرقمية. وفي هذا السياق، قال فينغ في مقابلة مع صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»، إن السياسات الأميركية الواضحة والمستمرة لدعم العملات الرقمية، يمكن أن تدفع الصين نحو التفكير الجدي في قبول الأصول الرقمية مجدداً.
كان انتخاب ترامب تسبب في موجة ارتفاع أسعار في قطاع العملات الرقمية، حيث شهدت الأسواق اهتماماً متزايداً بالأصول الرقمية؛ ما زاد من التفاؤل في السوق الآسيوية بشأن إمكانية رفع الصين لقيودها على العملات الرقمية.
في حملته الانتخابية، ظهر ترامب كمدافع قوي عن قطاع التشفير، مشيراً في أكبر مؤتمر لـ«بيتكوين» عام 2024، إلى أن الصين ودولاً أخرى قد تهيمن على سوق العملات الرقمية إن لم تسبقها الولايات المتحدة في تبني هذا القطاع.
كما أعرب ترامب طيلة حملته الانتخابية عن دعمه الكبير لمجتمع العملات الرقمية، مشيراً إلى أن «بيتكوين» ليست فقط ابتكاراً تكنولوجياً، بل «معجزة التعاون والإنجاز البشري». وأعلن عن خططه لجعل الولايات المتحدة عاصمة عالمية للعملات الرقمية، مؤكداً أنه سيضع نهاية لِما وصفه بـ«اضطهاد» صناعة العملات الرقمية، بما في ذلك عزمه على إقالة رئيس «هيئة الأوراق المالية والبورصات» حال انتخابه رسمياً، وفقاً لما ذكرته شبكة «سي إن بي سي».
وأدى فوز ترامب الأخير إلى موجة واسعة من الحماسة المؤيدة للعملات الرقمية، خصوصاً في الولايات المتحدة، حيث شهدت السوق الأميركية نمواً كبيراً للأصول الرقمية؛ ما زاد من ثقة المستثمرين حول العالم.
وقد عبّر شياو فينغ في مقابلة مع الصحيفة الصينية عن تفاؤله الكبير بإمكانية رفع الصين لحظر العملات الرقمية، إذا واصلت الولايات المتحدة دعمها القوي لهذا القطاع.
وتأتي هذه التوقعات رغم الحظر الشامل الذي تفرضه الصين على تعدين وتداول العملات الرقمية منذ عام 2021. غير أن تصريحات فينغ التي تشير إلى أن تبني سياسات مشجعة في الولايات المتحدة، قد يكون لها وقعها القوي في الصين.
رغم أن شياو فينغ يتوقع أن يستغرق رفع الحظر نحو عامين، فإن هناك عوامل اقتصادية قد تسهم في تسريع هذه العملية.
فقد بدأت الصين مؤخراً اتخاذ تدابير اقتصادية داعمة للأفراد ذوي الدخل المحدود، وتعزيز النمو في سوق العقارات؛ ما يشير إلى انفتاح الحكومة الصينية على استخدام الأصول الرقمية كوسيلة لتعزيز الاقتصاد.
وفقاً لتقرير حديث من «كوين غيب» (CoinGape)، فإن الصين أعلنت عن إصدار ديون حكومية كبيرة لتقديم إعانات مالية للأفراد ودعم بعض القطاعات الاقتصادية، وهذه التدابير، وفقاً للمراقبين، قد تدفع الصين نحو تخفيف قيودها على الأصول الرقمية، خصوصاً إذا اتجهت إلى تبني العملات المستقرة كحل للمدفوعات عبر الحدود والتجارة الدولية.
رغم السياسة الصارمة التي اتبعتها الصين منذ عام 2017 بحظر الطروحات الأولية للعملات الرقمية وتداول هذه العملات وتعدينها، فإن هناك احتمالات بأن تسمح الحكومة الصينية باستخدام العملات المستقرة المنظمة كوسيلة للتجارة عبر الحدود؛ ما سيتيح للصين الاستفادة من مزايا هذه التقنية دون مواجهة المخاطر المرتبطة بتقلبات الأسعار.
أوضح شياو فينغ أن العملات المستقرة توفر حلولاً منخفضة التكلفة وسريعة للتجارة بين الشركات والمستهلكين، مشيراً إلى أن هذا قد يكون بداية الطريق لفتح سوق الأصول الرقمية في الصين تدريجياً، وفقاً لما نقلته الصحيفة.
شهدت سوق العملات الرقمية ارتفاعاً كبيراً بعد فوز ترامب، حيث ارتفع سعر «بيتكوين» إلى مستوى قياسي جديد تجاوز 93,000 دولار، ما أثار موجة صعودية شملت أيضاً العملات الرقمية البديلة.
وتشير التقارير إلى أن القيمة السوقية العالمية للأصول الرقمية تجاوزت حاجز 3 تريليونات دولار، بفضل التأثيرات الصعودية الناجمة عن سياسات ترامب.
ومن وجهة نظر منصة «كريبتو سلايت» (Cryptoslate) المتخصصة في أخبار العملات الرقمية، فإن الارتفاعات الأخيرة عززت الثقة بشكل كبير في السوق الرقمية؛ ما دفع العديد من المؤسسات المالية حول العالم إلى استكشاف إمكانية الاستثمار في هذا القطاع الناشئ. ويُعتقد أن الصين قد تكون واحدة من الدول التي ستعيد النظر في سياساتها الصارمة تجاه الأصول الرقمية بسبب هذا التأثير.